23 ديسمبر، 2024 11:34 م

أميركا وسقوط حزب البعث العراقي وبعده السوري

أميركا وسقوط حزب البعث العراقي وبعده السوري

ما الغريب بالموضوع عند عقلية رجال الأحزاب الشيعية التي نراها ممتعضة كثيرا من مساعدة أميركا للثوار في سوريا ، هل تتوقعون إن أميركا تدين بالوفاء للأحزاب الشيعية التي لا تدين بالوفاء لمن أوصلها لكرسي الحكم وهي لا تستطيع حتى أن تحلم بهذا الكرسي لولا أميركا ، معادلة غريبة ومضحكة في نفس الوقت ، يتأملون من أميركا الوقوف مع الأسد وهي من وقفت ضد صدام ، أميركا لا صاحب لها ولا صديق دائم ، هكذا هي السياسة البرغماتية التي تتحكم بعقول رعاة البقر فكيف تنتظرون منها الوقوف مع الأسد لصالح عمائم إيران ، هل أميركا لا تعلم ولاءكم المطلق لإيران بالرغم من أن أميركا قدمت لكم الدعم الذي تحلمون به لقرون ، ماذا قدمت لكم إيران غير التطابق المذهبي الذي جعلكم تبتعدون عن حافة بحر الإنسانية وتصبحون أقزام لها ، هل تتوقعون أن إيران تحترم ساسة العراق والكل عندها عملاء وكأن إيران الرجل الذي تزوج أكثر من امرأة ( زواج متعة ) ، إيران لا تفكر بشيعة العراق بل تمقتهم لأنها لا تفهم إلا الولاء للقومية الفارسية ، على ساسة العراق أن يفهموا سياسة اميركا وأن لا ينزلقوا بدفاعهم المستميت عن أسد سوريا ، فالأسد حاليا يتهيأ للطيران محلقا فوق أراضي العراق بعدها يحط هذا الطائر في ربوع إيران أو روسيا وهذه عائلة الأسد الآن ماكثة في روسيا تنتظر وصول الأب سالما ، لا تتوقعوا إن روسيا تقف بجانب الأسد ، فالتجربة القديمة لروسيا مع الزعيم عبد الناصر ومن ثم صدام اثبتت صحة الفكرة التي تقول ( في اللحظة الأخيرة تغدر روسيا بحلفائها ) هكذا هي سياسة روسيا ليس الآن بل قبل عقودا خلت ، مثلما غدرت أميركا بصدام ستغدر بالأسد وهذه هي السياسة البرغماتية التي تقول ( الفكرة الصحيحة هي الفكرة التي تخدم مصلحتي ) حبذا لو كان ساستنا برغماتيين لوجدنا حرصهم على البلد من منظور الفائدة التي تخدم العراق هي الفكرة الصحيحة حينها سيكون كل الساسة همهم الأول الوطن والمواطن ، لقد أضاع ساستنا الخيط والعصفور ، الخيط هو الوطن والعصفور هو المواطن ، نعم ربحوا الرصيد وخدمة أقزام إيران ورعاة بقر أميركا وخسروا رضى الله ورضى الشعب وفى المستقبل القريب سيخسرون إيران وأميركا ، إنهم خاسرون كل شيء ، رابحون امتعاض المواطن وسخط الله ، سيخسرون إيران بعد أن تخسر إيران نفسها ، خسروا أميركا بعد أن ثبت بالدليل القاطع ولاءهم لإيران ، خسروا ولاء شيعة العراق بعد أن قدموا لشيعة إيران كل الأهتمام وتركوا شيعة العراق ما بين سندان إيران ومطرقة القاعدة وأميركا ، لا تنجرفوا مع الأسد فهو خاسر وتعلموا الدروس السياسية التي تقول ( لا رهان على حصان خاسر ) فالأسد بمثابة حصان خاسر في السباق ، أنا معكم في تفكيركم الضيق الذي أبعدكم عن المحيط العربي بسبب ولاءكم الاعمى لإيران ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح ( هل إيران تهتم لأمركم مثلما تهتمون لأمرها ) تساعدون إيران في سرقة خيرات العراق فهل تساعدكم حكومة إيران بسرقة أموال إيران ؟ الجواب كلا ، لا أفهم سر حبكم للتبعية ، هل أنتم بحاجة إلى مال أو عقول أو حنكة أو دعم حتى ترتمون بأحضان المرشد الأعلى، عودوا إلى رشدكم وفكروا بمصلحة الوطن والمواطن ولا تخطئوا أخطاء قادة العراق السابقين ويكون أفضلكم محط سخرية وامتعاض من قبل أبناء هذا الشعب الصابر ، الشعب العراقي أكثر الشعوب قناعة فهو لا يريد كراسي ولا مناصب بل يريد كرامة وماء وكهرباء ، إلى متى تبقون أذلاء ، هل الذل يسري في عروقكم .

ليكن في الحسبان إن ورقة الأسد انتهت وما هو إلا وقت قصير وينتهي فلا تركبوا الرؤوس الخاوية وتخرجوا من المولد بلا حمص كما يقولها أشقائنا المصريين ، كونوا على أقل تقدير على الحياد فلا يفيد ترقيع فتق كبير للحكومة السورية فهي أصبحت تاريخ أنتهى فلا تكونوا مشتركين بهذا التاريخ الفاشل ، كما أستغرب من ساستنا كيف لا يفهمون  تصريحات المسؤولين الأمريكان بأن أميركا عازمة على ترحيل الأسد فكيف وأنتم لها أصدقاء لا تفهمون ماذا تريد أميركا ، ألم يخطر في بالكم إن أميركا بعد أن عرفت معدن الأحزاب الشيعية وهوسها بالولاء لإيران ستنقلب عليكم حينها لا يفيد الندم يا ساسة الأحزاب ، كل العالم ضد الأسد ما عدا إيران وتوابعها ( نصر الله + حكومة بغداد ) وهل إيران ومعها الذيول باستطاعتها محاربة العالم ، لو كانت فكرة محاربة أميركا تجدي نفعا لما وصلتم للسلطة ومن يقدر حينها أن يزيح صدام من السلطة ، عليكم قراءة التاريخ بتمعن لتعرفوا من هي أميركا ، أخيرا لا يسعني إلا أن أقول لا تراهنوا على الحصان الخاسر فالأسد ليس حصانا خاسرا فحسب وانما حصانا أعرجا اشترك في السباق ومصيره في أغلب الأحوال لا يستطيع اكمال حلقة السباق حينها سيذهب لسوق الخيول التي تسحب عربات النفط في أزقة العالم الثالث المختلف .