15 نوفمبر، 2024 7:25 ص
Search
Close this search box.

العراق عاصمة الإعلام العربي! هل تعلمون؟

العراق عاصمة الإعلام العربي! هل تعلمون؟

نقف على حافة الوجود، ميلا الى الإنهيار في العدم.. شعور أدركته العام 1999، يوم صبحت على صديقٍ يعمل مترجماً، في قسم اللغة الألمانية، بدار المأمون للترجمة والنشر، التابعة لوزارة الثقافة والإعلام.. حينها، أسأله عما ستنظم الدار من نشاطات؛ إحتفاءً بفوز غونتر غراس.. أمس.. وقتذاك، بجائزة نوبل؟

ففجعني بالإجابة، أنه لا يدري ولا قسم الألمانية ولا دار المأمون ولا وزارة الثقافة، التي إنشقت في ما بعد، متوزعة بين إعلام للصحاف.. محمد سعبيد الصحاف وثقافة لحمادي.. حامد يوسف حمادي.

فقلت أناجي النظام السابق، وتضاعفت المناجاة الآن: ما بنا نغرد خارج السرب، ولا نعنى بمواكبة الركب العالمي، حتى في ما يخصناً من الداخل وأمام الآخرين.. على حد سواء؟

إستحضرت الروائي الألماني غونتر غراس، وأنا أشهد اللامبالاة العراقية.. رسمياً وثقافياً من قبل الجميع، بما فيهم الزملاء الإعلاميون أنفسهم، إزاء إختيار بغداد، عاصمة الإعلام العربي 2017، من قبل الأمانة العامة لمجلس الوحدة العربية، يوم الأحد الماضي 4 حزيران 2017، إختيار مشفوع بقوة بيان صدر عن المجلس، جاء في خلاصته، أن الأمانة تختار العراق تقديرا لجهود الجمهورية العراقية، إزاء حجم التضحيات التي قدمها أبناء المهنة.. ميدانياً من أجل إعلاء كلمة الحق، مؤكدا: “العراق يستحق منا جميعا الوقوف الى جانبه” مع حساب التطور الإعلامي في العراق، وظهور مؤسسات إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية وألكترونية،… أثنى البيان على دعم الحكومة لحرية الرأي وفتح الآفاق رحبة أمام الزملاء الصحفيين؛ لإيصال إبداعاتهم الى العالم أجمع”.

لكن الحكومة لم تعنَ بالمجد الذي أكسبها إياه الإعلام الحر، الذي تخطى معوقات الإرهاب، بالغاً مراد الشعب، في إحتواء الأزمات والإرتقاء بواقع مهمل، بل أسهم الإعلام بالتهدئة؛ حائلاً دون نشوب حربٍ أهلية.. لا تبقي حجراً على حجرٍ، لو لا أن الله ستر.

تميز الإعلام العراقي، بقدرته على تمثل معطيات تاريخ المهنة، وتمثله في الراهن، سعياً لبناء مستقبل مثالي، إنفرطت من حوله ميادين الحياة كافة.. العلمية والخدمية والتربوية والصحية، إلا ميدان الإعلام، يحمل الشاب جذوة الرواد، مستفيداً من خلاصات الإرث الذي دقوا ركائزه بأناة.

لكم يحتاج الصحفي العراقي لبناء شخصية، يتعد بها من صميم وجدانه الداخلي، وهو شعور لا يتعزز عنده؛ ما لم يدعمه القرار الرسمي.. موقفاً يقيه إعتداء المفسدين، الذين يضعون الإرهاب لجاماً يمحو مداد أقلام المنصفين على الورق، محطمين عدسة كاميرا التلفزيون، لكن الغرابيل لا تخفي الشمس وظلمات العالم عاجزة عن إطفاء شمعة.

مبارك لنا.. نحن الإعلاميون.. هذا المنجز العظيم، متمنين الصحو للقرار الرسمي مستفيقاً.. يستيقظ من سباته؛ ليلحق بالظعون السارية، تغذ الخطى حثيثاً بثقة مطلقة.. “إندهونا النايم سرينا” لأن تطلعات الإعلامي العراقي أكبر من المديات المفتوحة، كما يقول المتصوف محمد بن عبد الجبار بن حسن النفري: “إذا إتسعت الفكرة ضاقت العبارة”.

· مدير عام مجموعة السومرية

أحدث المقالات

أحدث المقالات