شح شراب “الميثادون” في إيران .. المدمنين يروعون طالبات الثانوية ويهددون مدير المدرسة

شح شراب “الميثادون” في إيران .. المدمنين يروعون طالبات الثانوية ويهددون مدير المدرسة

كتب – محمد بناية :

تأسس مركز “دي. أي. سي” لمكافحة الإدمان في “ميدان شورش”، أحد أشهر الميادين في طهران عاصمة الجمهورية الإيرانية، عام 2002، ويلبي المركز منذ تأسيسه احتياجات مدمني شراب “الميثادون” وغيرها من الأنواع الأخرى.

ويعتبر أحد أكبر مراكز تقديم خدمات للمدمنين في البلاد، حيث يقوم حوالي 400 شخص يومياً بمراجعة المركز للحصول على شراب “الميثادون”. لكن للأسف تم قطع حصة المركز من شراب “الميثادون” منذ فترة، وحالياً ينتشر المدمنون حول المبنى في انتظار “الميثادون” ويثيرون فزع سكان المنطقة.

الخوف من أصحاب الملابس السوداء..

تجولت عدسة وكالة آنباء “إيلنا” الإيرانية، في المكان ورصدت عدد من المدمنين في حالة إغفاء، والبعض الآخر يتعاطى المخدرات، وآخرون يجرون خوفاً من هجوم من يسمونهم بـ”أصحاب الملابس السوداء”.

ويقع مركز “دي. أي. سي” في الناحية الشرقية من “ميدان شورش” المعروف باسم العاصمة، على مقربة من مدرستين للفتيات. ويزيد تردد المدمنين على المكان من مشاكل السكان في المنطقة.

وقد أجرى مراسل الوكالة الإيرانية، “سیاوش پور علي”، حواراً مع مدير ثانوية الفتيات الموجودة في الميدان، حول كثافة انتشار المدمنين في المكان، والذي ما إن علم برغبته في إعداد تقرير عن الوضع في ميدان شورش حتى بادر بفتح مكتبه لمراسل الوكالة واخبر “سياوش” أنها المرة الأولى التي يختبر فيها الحديث إلى الإعلام، “علها تفيد في تغيير أوضاع الطالبات المعرضات للخطر”.

فزع الطالبات من المدمنين..

بدأ المدير حواره باسم الطالبات قائلاً: “بعد انتهاء الامتحانات تبدأ مرحلة تسجيل أسماء الطالبات، ولكن حين يأتي أولياء الأمور ويرون الوضع يفقدون حتى الرغبة في دخول المدرسة. فالمنطقة تعاني مشاكل اجتماعية كثيرة، وللأسف يجب أن اعترف أن بعض الطالبات يغلبهن النوم في المدرسة بسبب استنشاق دخان المخدرات. والآخريات يلهثن من الجري أثناء دخول المدرسة وبسؤالهن تبين أنهن مجبرات على الجري خوفاً من المدمنين خارج المدرسة”.

يضيف مدير “مدرسة السيدة الزهراء” انه: “على مسافة خطوات من ميدان شورش تقع مدرستين للفتيات. وقد راسلت مرات عديدة المسؤولين، لكن شيئاً لم يتغير. وقد ازدادت الأوضاع خطورة بعد العيد ولا أعلم السبب، ولكن عرفت الآن عن قطع حصة المركز من شراب الميثادون. وذات مرة حاولت التكلم مع المدمنين، وهدووني بسكين واستطعت لحسن حظي الفرار منهم. والسؤال إلى متى سيستمر هذا الوضوع ؟.. ولماذا لا يتم إتخاذ إجراءات للحل ؟!”.

مدمنة: أين أذهب ؟

يقول مراسل وكالة آنباء “إيلنا” الإيرانية: “خرجت من المدرسة وأنا ملم بالوضع نسبياً. وبمجرد خروجي من المدرسة رأيت مجموعة من المدمنين يجلسون تحت شجرة ومعهم بايب ويستنشقون مخدر “الهروين” بالقرب من الميدان. فاقتربت منهم لأحاورهم. فرأيت “مرضية” فتاة تبلغ من العمر حوالي 25 عاماً ترتدي نقاب أحمر وتجلس إلى جوار شاب في نفس السن. اقترب “سیاوش” من “مرضية” فإذا بها تحمل بيدها ولاعة وبايب زجاجي. وما أن رآه الشاب إلى جوارها حتى نهض من مكانه وذهب.

أخذت “مرضية” نفس من البايب وجرعة من زجاجة شراب وقالت: “أمر من هنا صباحاً ومساءً، والشاب الذي ذهب هو خطيبي ونعيش سوياً منذ سنوات، ولكن للأسف لم نستطع حتى الآن توفير مكان مناسب للحياة. وربما لا تصدق لكن لو كان معي مبلغ 300 ألف طومان لاستطعت تدبير غرفة”.

تضيف الفتاة: “منذ قطعوا شراب الميثادون وأنا أدور هنا صباح مساء، وما أن وصل الخبر إلى تجار المخدرات حتى جاءوا جميعاً ولم أستطع ترك المكان. الكل يقول لا يجب أن تكونوا هنا لكني أسأل: أين أذهب ؟.. ذات مرة ذهبت إلى بيت إيواء للنوم. لكن ادركت وخطيبي أن النوم في الخرابات أفضل”.

يستطرد سیاوش پور علي: “ذهبت إلى شارع آخر ورأيت مجموعة من المدمنين يجلسون إلى جوار جدول ماء ويتبادلون تدخين الشيشة. رأيت “معين”، وهو شاب يربط يده بشريط أبيض ويدخن سيجارة وكأنما يخرج من حالة سكر”.

يقول “معين” عن حياته: “لا أعلم متى ولكن عدت إلى الشيشة والأدوية مذ قطعوا حصة شراب الميثادون. لا أعلم ماذ يجب أن أفعل، حين أقعلت عن الإدمان ومرحلة ما بعد الإدمان أسوأ من الموت. عدت إلى هنا مجدداً وأدمنت المخدرات مرة أخرى. ماذا أفعل حين لا أجد الدعم والحماية ولا مكان آخر أذهب إليه”.

وأردف: “أنا مريض لا يجب أن يتعاموا معي وأمثالي بهذه الطريقة. أحياناً يأتي من نسميهم بـ”أصحاب الملابس السوداء” ودائماً ما يبرحوننا ضرباً. ولا أعلم من سمح لنا بضربنا. عادةً ما تتورم رؤوسنا جراء الضرب. وآمل يوماً أن تتحسن حالتي ولا أراهم مجدداً”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة