م يعد لتاريخ 5/حزيران/1967 بقية في ذاكرة الشعوب العربية ليس من باب التهرب! من عار هذه النكسة التي تعتبر الأكبر والأعمق في التاريخ المعاصر للأمة العربية، عندما استطاعت دولة صغيرة بحجم اسرائيل! أن تحتل أراضي كبيرة من دول المواجهة(مصر- سورية- الأردن)، خلال (6) أيام فقط من الحرب!، ورغم مرور قرابة النصف قرن على تلك الحرب ونكستها ألا ان تداعيات هذه النكسة لا زالت ترسم وتحدد الكثير من ملامح صورة المشهد السياسي للوطن العربي وخاصة موضوع اقامة دولة فلسطين وحدودها وما الى ذلك!. نعود للقول، بأنه لم يعد لتاريخ هذه النكسة بقية في ذاكرة الشعوب العربية ولا في ذاكرة زعاماتهم وقادتهم وملوكهم وامرائهم ليس لأنه يذكرهم بعار وخزي تلك النكسة وحقيقة حجومهم وضعفهم وجبنهم وأنتهازيتهم وعنترياتهم الفارغة وبأنهم حقا ظاهرة صوتية لا أكثر ليس هذا فحسب، بل لأن خيبات العرب وانتكاساتهم الجديدة والحاضرة صارت كثيرة وأكبر من نكسة حزيران 1967! ، بعد أن صار العرب أعداء بعضهم البعض! يتقاتلون فيما بينهم، حتى أن من ماتوا و يموتون من العرب يوميا بالرصاص العربي الأسلامي! فاق بكثير أعداد من ماتوا بالرصاص الأسرائيلي اليهودي وخلال كل الحروب مع أسرائيل(1948- 1967 -1973 )، فهل هناك خيبة وعار اكثر من ذلك؟ ولأن العرب صاروا يقاتلون بعضهم البعض بكل شراسة وحقد بأسم الدين والمذهب والطائفة! فلقد نسوا أسرائيل تماما، فلم تعد اسرائيل عدوتهم، بل صار العرب يعادون ويتآمرون على بعضهم البعض، كما لم تعد القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية في أجتماعات القادة العرب ومؤتمراتهم وقممهم العربية والتي لم يعد ينتبه اليها أحد!. فها هي الكثير من أراضي(العراق- سوريا- ليبيا- اليمن) تحت سيطرة عدو جديد هلامي أخطبوطي أسمه (داعش) لا يعرف الى من ينتمي تحديدا؟، رغم أن المؤشرات والوثائق تقول بأنه صناعة امريكية اسرائيلية ولكن بتمويل سعودي قطري!!، أصبح هذا العدو الجديد كأنه يقاتل العرب نيابة عن اسرائيل ويحتل اراضيهم يقتل رجالهم وأطفالهم ويسبي نسائهم وينتهك أعراضهم، بأسم الدين والمذهب والطائفة! فهل هناك عار أكثر من ذلك؟ وهل هناك نكسة ووكسة أكبر من ذلك؟ وما تكون نكسة حزيران أمام كل هذه النكسات والويلات والمصائب والمأسي التي يعيشها العرب منذ ست سنوات منذ ما يسمى بموجة الربيع العربي! التي كشفت كل عوراتنا وخزينا، لأنها لم تكن ربيعا بل جحيما عربيا أشعلته فتنة طائفية غذتها بعض الزعامات العربية المريضة اكلت الأخضر واليابس ولا زالت. والأكثر خزي في صورة المشهد العربي، أن غالبية الدول العربية أخذت تتسابق في كيفية كسب ود ورضا أسرائيل وأقامة العلاقات الدبلوماسية معها! ولم يعد ذلك سرا وفي الدهاليز المظلمة!، بل اصبح القول والجهر به صريحا وعلى رؤوس الأشهاد!.وليت أمر العرب وخيباتهم ينتهي الى هذا الحد؟ فهم يعرفون تماما ويخافون من يوم آت لا ريب منه! بأنهم سيزدادون قتالا لبعضهم البعض وفرقة اكثر حتى يتم تقسيمهم الى دويلات ودويلات صغيرة متناحرة!، فماذا تكون نكسة حزيران 1967 وخيبتها مما ينتظر العرب من خيبات؟!.