18 نوفمبر، 2024 12:33 ص
Search
Close this search box.

يوميات مواطن عراقي

يوميات مواطن عراقي

لا شك ان كل انسان في العالم يمر في حياته بمراحل تختلف تبعاً للظروف والبيئة الاجتماعية التي تحيطه لتنعكس من خلال ذلك على شخصيته ومستوى سعادته وهدفه في الحياة ،
وهذا المعيار ينطبق على اغلب مواطني العالم الا في العراق ، فالمواطن العراقي لم تعد حتى المقاييس والمعايير العلمية والاجتماعية والاقتصادية تنطبق عليه لانه ببساطة يشعر بدوار دائم وغثيان ولم يعد يستوعب ما يدور حوله بل لم يعد يكترث بما يحصل من هول الصدمات ، فأغلب فئات العراقيين يعيشون نفس الدوامة يومياً وهي كالتالي :
ازمة الكهرباء التي تتصدر الازمات والتي اتلفت اعصاب الناس وخاصةً في الصيف حيث يكون المواطن في سباق مع الزمن لكي يواكب الاحداث بين الكهرباء الوطنية والسحب والمولد المنزلي وكلها اعطال في اعطال ناهيك عن الاعطال المترتبة عن ارتفاع او انخفاض احد التيارات ليضيف عبئاً اخر على كاهل هذا المواطن المترف بالمشاكل !
ولا ينتهي المشهد عند هذا الحد بل هناك تبعات اخرى تترتب على ازمة الكهرباء فلا احد يستطيع الحصول على الماء دون وجود الكهرباء لان ماء الاسالة ضعيف ولا يصل الى الخزانات الا من خلال (الماطور) وهو بحاجة الى كهرباء والكهرباء هذا حالها ، فكيف وكم سيحصل المواطن من ماء ؟؟؟؟
ويستمر المشهد اليومي للعراقي المسكين الذي يسعى لكي يكون بمستوى باقي الناس في العالم فيخرج ليحصل على لقمة العيش فيتوجه الى عمله ليظهر امامه مشهد اخر ممل وموجع للرأس وهو نقاط التفتيش التي لا تعد ولا تحصى حتى يقف المواطن في سيارته عند كل نقطة تفتيش وتمر ساعات وهو بهذه الحالة تحت ضغط الاذلال والحر الشديد وهو يعلم والشرطي يعلم والحكومة تعلم انه لا جدوى من هذه النقاط ولا نتيجة تذكر سوى ارباك الشارع المزدحم اصلاً لان المفخخات والعبوات والكواتم تنفجر وتقتل متى ما تشاء وفي اي مكان تريد رغم انف الجميع ، لان اجهزة الكشف عن المتفجرات وببساطة هي مغشوشة وقد اعترف بلد المنشأ بذلك واحال اصحاب الشركة المنتجة الى القضاء وكل يوم يمر وتنفجر فيه السيارات والعبوات هو اثبات عدم الجدوى وعدم الجودة ومع ذلك لا زالت الحكومة تصر على استخدام تلك الاجهزة الفاشلة لانها ببساطة  لا تريد ايقاف هذه التفجيرات !!
والدليل على ذلك هو مشهد اخر يومي ، وهو الاعلان عن اعتقال العشرات من المطلوبين والارهابيين والمشتبه بهم لتستمر هذه الحالة طيلة السنوات التسع الماضية ولا ندري بالضبط كم هم عدد الارهابيين من العراقيين ومتى يتم القضاء عليهم جميعاً ام هم ليسوا ارهابيين ؟؟؟
لا ندري ومن هم الارهابيون الحقيقيون ومن يقوم بالتفجير ومن يقف ورائهم ؟؟
كل هذه الاسئلة وغيرها تدور في رأس المواطن وهو يجتاز احدى السيطرات حتى انه ينسى كم مر من الوقت والى اين هو ذاهب ؟ مسكين المواطن .
وبعد ان يعود الى داره ( اي المواطن ) هذا اذا عاد على امل ان يستقر ويرتاح تبدأ دوامة جديدة وجولة جديدة مع الكهرباء والماء وملحقاتها من الاعطال وهو لم يفهم شيئاً من يومه حتى يحل الظلام ويجلس المواطن ليتابع الاخبار ويستمع الى الاحداث وما دار ويدور في العراق فيجد اغلب القنوات تعرض نفس الاخبار والتي مفادها حدوث ازمة بين القائمة  الفلانية والعلانية ، والثقة اهتزت بين الزعيم الفلاني والفلاني ويجب ان تسحب الثقة من فلان لكي تعطى لفلان الاخر ، والكتلة الفلانية تريد حصة اكبر على حساب الكتلة الفلانية وهكذا .
والبرلمان اجتمع لكي يقرر وبعد جلسات طويلة وشد وجذب بين الكتل ان يتم منع التدخين في الاماكن العامة والدوائر لان التدخين مضر بصحة المواطن !!!!!!!! ليعيش المدخنين في دوامة اضافية في كيفية تطبيق هذا القانون وكيف سيدخنون سكائرهم التي تنسيهم بعض الازمات ؟
لينتهي ذلك اليوم السعيد الذي عاشه المواطن وهو لم يشعر حتى بالوقت الذي هو اثمن شيء للانسان وليبدأ المواطن يوما جديداً وتتكرر معه نفس المشاهد السابقة ناهيك عن المشاكل والهموم الاضافية الاخرى التي تجعل من المواطن العراقي اتعس انسان في العالم ,
فهل يا ترى هذه هي الحياة الكريمة التي وعد بها ساسة اليوم العراقيين وهل يستطيع احد المقارنة بين المواطن العراقي الذي  يملك ما يملك من خيرات وثروات في بلده وبين اي مواطن اخر في العالم يعيش هكذا كل يوم ؟ انها حقاً مأساة .

أحدث المقالات