الاحداث تتسارع بشكل خطير جدا، ينذر بحرب وشيكة في المنطقة ، لايمكن تكهن مصيرهذه الحرب ، فمن يتابع هذه الاحداث ، لابد أن يصل الى حتمية الحرب، ولكن ماهو شكل هذه الحرب وأين موقعها، وماهي نتاجئها، ومن هم ضحيتها ، تستحيل هنا الاجابة ، لأختلاط أوراق اللعبة الامريكية –الايرانية ، ووصولها حد الضبابية القصوى، وما تحتاج الحرب هذه ، سوى إشعال عود ثقابها، الذي تمسك به إيران بيدها وتلوح به أمام العالم ، وعود ثقاب هذه الحرب ، هو حزب الله والميليشيات العراقية التابعة لها والحوثيين في اليمن والحرس الثوري وفيلق القدس، ولكن ماهو الموقف الامريكي أزاء كل هذا التحدي الايراني الوقح للعالم، وأدخال العالم والمنطقة في حرب عالمية ثالثة ،حطبها وساحتها دول الشرق الاوسط ،وتحديدا العراق وسوريا ودول الخليج العربي،ولقراءة موضوعية وإستراتيجية لهذا المشهد المعقد والملتبس، علينا تسليط الضوء على ما يجري على الارض، وخلف كواليس السياسة ، فالأزمة التي فجرتها قطر بإعلانها دعم إيران وإعتبار ايران دول مهمة وعامل استقرار في المنطقة ومن ثم إتصال أمير قطر بالرئيس الايراني وتهنئته ومدحه ومدح موقف إيران من الارهاب ،بعد إنتهاء قمة الرئيس ترمب ، مع السعودية ، تؤكد إنشقاق قطر عن الصف العربي، وخروجها من مجلس التعاون الخليجي، وإصطفافها مع المشروع الايراني بل دعمه علنا ، ضد دول المنطقة ، وتمويلها للارهاب، وربما قطر هي نقطة إنطلاق الحرب العالمية وبؤرتها المركزية وعود ثقابها الذي ينتظره حلفاؤها ، لاعلان حرب عالمية ثالثة مدمرة في الشرق الاوسط، تماما كما حصل مع( جزيرة القرم ) في الحرب العالمية الثانية ،والتي كانت سببا في إعلان الحرب، اليوم تمارس قطر هذا الدور التدميري على مستقبل المنطقة كلها ،بتمويلها الارهاب ودعم راعية قائدة الارهاب، وهي إيران وميليشياتها وأذرعها وخلاياها النائمة والصاحية في المنطقة ، يضاف الى هذا التصعيد الخطير لميليشيات ايران التي تقود معارك الجانب الحدودي مع سوريا ، فهناك تكمن شرارة الحرب الداخلية وتهديدها أكثر من طرف ، فقد هدد ابو مهدي المهندس علنا السعودية ،(بالوصول الى الرياض )، فيما هدد قيس الخزعلي الاقليم ورئيس الاقليم السيد مسعود البرازاني،وماتزال التوترات قائمة وتنذر بإشتباكات بين البشمركة والحشد الشعبي في سنجار وما يجاورها من قرى ونواح ، فالوضع هناك قد يفجر صراعا داخليا ، لاسيما وتواجد حزب العمال الكردستاني ووحدات الشعب الكوردية وهي ميليشيات إيزيدية تابعة للبككا ، وهي من رحب ويرحب بدخول الحشد الشعبي لمدينة سنجار وقراها، خاصة بعد أن طرد الحشد الشعبي وميليشيات الحشد قرية –كوجو- التي حصلت فيها مجزرة الايزيدية على يد قوى الظلام وخوارج العصر تنظيم داعش الاجرامي ، وناحية القيروان والقحطانية والعدنانية وغيرها، ووصول الحشد الشعبي الذي يضم ميليشيا بدر والعصائب وحركة حزب الله الى داخل العمق السوري بإتجاه حصيبة وجنوب سنجار، إذن تصاعد التهديدات من قبل اعلام وقادة الميليشيات ضد الاقليم وتمدد الميليشيات على طول حدود العراق وسوريا له مدلول واضح وعلى لسان قادة الحشد ، ليس طرد داعش وتحرير المنطقة منه ،فحسب،وإنما لتحقيق حلم إيران في تأمين الطريق البري الى سوريا البحر الابيض المتوسط ،عبر العراق ، وكل هذا يجري في ظل صمت أمريكي وحكومي مطبق، وكأن الامر-دبر بليل- أو أن التحالف الدولي يغض النظر عن ما تقوم به الميليشيات ويلقى دعمها، والتغطية لتمددها ، أو تستخدمه ككبش فداء في حربها مع داعش، وتحقق شعار الخلاص من الطرفين ، أما حيدر العبادي رئيس الوزراء، فقد بارك إنجازات الحشد وهي تدخل القرى السورية ، وصمت عن تصريحات وتهديدات –المهندس والخزعلي- خوفا من نفوذهما وسطوتهما ، وقالها صريحة واضحة ، أن هناك عصابات للخطف والاغتيال ،تريد أن تسيطر على الحكم في العراق ، في حين إعترف قيس الخزعلي بشكل واضح وصريح أن عصائب الحق هي من وراء الخطف والاغتيال في العراق ، وأورد مثلا لذلك ،وهي قضية خطف الصحفية افراح القيسي وزملائها السبعة ، إن تدهور الوضع الامني، وإنفلات وتغول الميليشيات علنا في بغداد ومدن العراق، قد يخرج من يد ادارة الرئيس ترمب ، والتحالف الدولي ، فالتسريبات الاعلامية الامريكية ،وتصريحات نوري المالكي ، تؤكد أن هناك نية لمجلس الامن الدولى بأنشاء حكومة الطوارىء في العراق ،في مرحلة ما بعد إنتهاء معركة الموصل مباشرة، لاسيما وأن الموصل مابعد داعش ،تعتبر أيضا قنبلة موقوتة قابلة للتفجر بأية وقت ، للصراع الاقليمي والداخلي ،على وضعها الاداري والسياسي ، بين الاطراف والاحزاب في السلطة ، فضلا عن أزمات العراق الاخرى كالفساد والصراع على السلطة والنفوذ، ودور الدولة العميقة التي يقودها بدعم ايراني نوري المالكي للقفز على السلطة بقوة الميليشيات وايران وحرسها الثوري،(تصريحات وزير الدفاع الايراني دهقان مثالا حول عائدية وضم العراق لامبراطوية فارس)، المنطقة اليوم تعيش حالة فوضى سياسية وعسكرية ، فالادارة الامريكية فشلت في إحتضان وإقناع تركيا وروسيا في أزمة المعارضة السورية ومازال الوضع هناك غير محسوم والاقتتال قائم بين الفصائل المسلحة والنظام السوري،دون التوصل الى حلول في جنيف والاستانة، وكذلك الامر مع تركيا وفشلها في تطمين تركيا على حدودها ،بعد تسليح الوحدات السورية الخصة التي تشرف على معركة الرقة ، وفي العراق معركة تلعفر،التي تأخرت عن الحسم بسبب الرفض التركي لمشاركة الحشد الشعبي وميليشيات ايران في تحريره، وتعثر وتأخير معركة الموصل ، وفشل حسمها أمريكيا بوقت قياسي ، مما عقد صفحات المعركة ،وتقديم الاف الضحايا من المواطنين الابرياء ،نرى أن ما نتج عن قمة ترمب في السعودية ، قد عجل وحرك إيران وحلفاؤها وأذرعها وخلاياها ، من الاعلان عن برنامج إيران القادم وتهديدها السعودية وامريكا على لسان قادة إيران وفي مقدمتهم ولي الفقيه خامنئي وروحاني ودهقان، وحتى قطر التي تمثل رأس الفتنة الخليجية ،بعد أن أتفق ترمب والملوك والرؤساء واسرائيل والفاتيكان والسعودية ،أن إيران هي فعلا راعية الارهاب الاول في العالم وهي من يقود هذا الارهاب، وعلى العالم بأسره أن يتصدى ويواجه إيران وميليشياتها وحزب الله وغيرهم، حتى ظهر لنا دهقان وزير دفاع إيران ليقول للعالم، (أن الميليشيات وحزب الله هي من سيقاتل نيابة عن إيران) ، وهي الان تحقق المشروع الايراني والهلال الشيعي ، وهو إعتراف صريح ،أن إيران ماضية في مشروعها ،وهي مستعدة للحرب مهما كانت نتائجه ، مع الغرب والتحالف الدولي بقيادة أمريكا ، حتى وإن كانت حربا عالمية ثالثة ، وهذا ما تؤكده تصريحات وتهديدات قادة إيران والميليشيات ، في تصعيد خطير جدا يضع المنطقة كلها على كف عفريت ، نعم أن ما يجري الان هو تحضير واضح ، لحرب عالمية ، بكل تأكيد ، وما الفوضى في التصريحات، والفوضى في المفاوضات، والفوضى في الحرب ضد داعش والارهاب، إلا مقدمة لهذه الحرب، نعم قطر قد تكون (عود ثقاب الحرب) ، إذا لم تتحرك دول مجلس التعاون العربي وتضغط عليها بالتراجع عن موقفها الداعم لايران وتنظم داعش والنصرة وغيرها، فأن آلة الحرب الاعلامية التي تعول عليها ، ستكون مرتدة ضدها، وهكذا يجب الضغط والتفاهم مع تركيا بخصوص تسليح الاكراد في سوريا ،وهذا أشد ما تتخوف منه تركيا، ومستعدة للتخلي عن جميع حلفائها من أجل إيقاف هذه الصفقة التي طمأنت ادارة ترمب تركيا، ولكن الجانب التركي يعتبره إعلان حرب ضد تركيا، هذه الصواعق في المنطقة، ممكن لها أن تنفجر بأية لحظة ، إذا لم يقم الجانب الامريكي وهو القادر على نزع فتيل هذه الصواعق ، بعزل أيران عن تحالفاتها الجديدة ،مع كل من قطر وتركيا وروسيا (التي تتفرج على ما يجري) لانه بصالحها تماما وتريد تأزيم وتفجير الاوضاع بين هذه الدول لتقطف ثمرة تدخلها في سوريا ، نحن نرى الاوضاع ذاهبة نحو التصعيد، بشكل سريع جدا، قد يصعب أو يستحيل السيطرة عليه في مرحلة مابعد القضاء على داعش وحسم معركة الموصل، وعندها لات ساعة ندم، ستعلن إيران عبر (الجزيرة القطرية ) ، الحرب العالمية الثالثة التي تؤججها، لتحقيق حلمها الازلي أنشاء إمبراطورية فارسية في المنطقة ،على أنقاض هذه الحرب، السؤال هل إيران قادرة على أعلان هذه الحرب ،رغم عنجهيتها الفارغة ، إجزم إنها أجبن من أن تواجه العالم بحرب عالمية ثالثة، وستنتهي وتقسم إيران الى الابد إذا ركبت رأسها، وأعلنت ، كما فعلت ذلك، في الحرب على العراق وتجرعت كأس السم الزعاف ، أليست هذه هي أهداف اللعبة الامريكية –الايرانية لتقسيم المنطقة بعد تدميرها ….؟؟!!