” وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ “.
اليوم تحديدا اخترق الهاكرز العراقي مواقع حكومية مهمة كان من ابرزها مواقع وزارتي البلديات، والشباب والرياضة (وذلك بعد سويعات على توجيه وزيرها ، عبد الحسين عبطان ،دعوة الى رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم ،البحريني من العائلة الحاكمة الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، لزيارة العراق وحضور المباراة المقبلة في ملعب كربلاء الدولي في اطار مساعي العراق لرفع الحظر الكلي عن الملاعب بعد نجاح التجربة الاولى في الاختبار الذي منحه الفيفا للعراق ولمدة ثلاثة اشهر فقط ﻷثبات قدرته في السيطرة على ملاعبه من اعمال الشغب ، والتي جمعت منتخبي الاردن والعراق في استاد البصرة الرياضي بحماية خمسة اﻻف عنصر امني!!) ودائرة توزيع الطاقة، و جامعة البصرة، وموقع جهاز الأمن الوطني للمرة الثانية خلال اقل من اربعة ايام ، ثأرا لأعتقال الهاكرز البصري الاشهر ” حسين مهدي ” بعد 24 ساعة على اختراقه الموقع المرتبط برئاسة الوزراء احتجاجا على تفجيرات الكرادة والصالحية التي ذهب من جرائها العشرات بين شهيد وجريح ، مطالبا بمكافحة الفساد والتعيينات بمقابل مادي وتحسين الاجراءات الأمني الضعيفة في مواجهة الهجمات الارهابية المتكررة!على حد وصفه ، وزاد زملاؤه ” كيف يلقى القبض على مهدي ويكتشف امره خلال ساعات بينما يصول الارهاب ويجول وﻻ يمكن الوصول اليه ؟ .
وفور انتشار الخبر كالنار في الهشيم انقسم رواد مواقع – التقاتل – الاجتماعي الى ثلاثة فرق ، الاول مؤيد للهاكرز والثاني معترض عليه وثالث مطالب بتفعيل قانون حرية التعبير والتظاهر !
ومن جميل مايروى ان الامام مالك رحمه الله والذي قيل بحقه ” ﻻيفتى ومالك في المدينة ” أنه سئل ثمانية وأربعين سؤالاً، فأجاب عن ستة فقط وقال عن البقية لا أدري ” لماذا ؟ ﻷن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” “من أفتى بغير علم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”.
ولعل هذه اللاأدرية تشمل ناقل الفتوى ايضا وليس المفتي فحسب وما اكثر التشويش الذي يبث عبر الفضاء السبراني حاليا بالضد او مع فتاوى معينة حتى لكأنك تشعر بأن كل رواد المواقع اصبحوا من الفقهاء و المفتين الشرعيين ممن يحللون ما يحلوا لهم ويتناقلونه فيما بينهم ويحرمون ما يغيضهم ويجعلونه موضع شك وريبة ومحط تفكه وتندر ، وفقا لأهوائهم من غير علم بل وﻻ عشر معشار علم ايضا !
ويبدو ان حرب الفتاوى قد انتقلت الى مواقع – التباغض – الاجتماعي ، فبينما تهكمت مواقع وبعناوين – كوميدية – وبالمانشيت العريض على فتاوى اصدرتها تنظيمات مسلحة في العراق وسورية تقضي بضرورة افطارهم رمضان واجتناب صيامه مع انزالهم عقوبات رادعة بحق المفطرين من غير مقاتليهم ، تناقلت اخرى مناوئة بتهكم فتاوى لمراجع تبيح للمقاتلين افطار شهر رمضان وقضاء ايامه مع تبييت نية الصيام والافطار بقدر الحاجة فقط مقتصرًا في ذلك على المقدار اللازم على الأحوط ، كونه يضعف المقاتلين في ساحات القتال في حال اشتد عليهم العطش والضعف!!
ويبدو جليا ان احدا من كلا الطرفين لم يطلع على فتاوى الطرف القريب منه- سواء أكان يؤيده نهجا ويتبعه منهجا أم ﻻ – ، ما سمح له بالسخرية من فتاوى الطرف البعيد عنه وبحدة مع انها خلصت الى نتيجة واحدة مفادها ، ان ” الصيام يضعف المقاتلين وﻻبد من الفطر وعلى المقاتل القضاء “.
ذات الشيء تكرر مع فتوى دار الإفتاء المصرية بشأن إفطار الطلاب الذين يؤدون الإمتحانات في شهر رمضان المبارك، حيث أجازت إفطار الطلاب أثناء فترة الإمتحانات بشروط ليتمكن الطالب من الأخذ بها، واذا لم تتوافر هذه الشروط وجب على الطالب الصوم ولا يجوز له الإفطار.!!حيث سخرت بعض المواقع من الفتوى بشدة .
بالمقابل حملت مواقع مضادة على فتوى مرجعية نصها ، ان ” الاستمرار في الدراسة ليس عذراً لترك الصيام، نعم إذا كان يدور أمره بين أن يدرس وبين أن يصوم وكان ترك الدراسة يؤدّي إلى وقوعه في حرج بالغ لا يتحمّل عادة فيجوز له ان ينوي الصيام، فإذا اضطر إلى شرب الماء أو أكل الطعام في أثناء النهار فيشرب ويأكل بمقدار الضرورة لا بحد الارتواء والامتلاء، ثم يجب عليه القضاء لاحقاً”
كل ذلك يحدث وانا اراقب عن كثب بشيئ من الحيرة ماينشر هنا وهناك واستغرب من حرب المواقع الالكترونية فيما بينها حول موضوع واحد تحديدا ينظر اليه من زاويتين مختلفتين ، اذ لم تتهكم فيها مواقع الفريقين من فتاوى القريب منهما فيما ركزت على البعيد عنهما فقط ، او كما قال البغادة ( كل واحد عدوه كبال عينه ) مع ان الفتويين تصبان في اتجاه واحد خلاصته ” جواز افطار الطالب الممتحن بشروط ، ﻻيجوز له الافطار بخلافها ” .
الحديث يصدق تماما على مايسمى بجهاد النكاح وزواج المتعة ، زواج القاصرات ، العرفي ، زواج المسفار والمسيار والفريندز والصيفي وزواج الوناسة أو “التونيس وزواج السياحي والكاميرا ..وووووزواج البطيخ والرقي والباقلاء بالدهن الحر فبينما يؤيد هذا الطرف تلك الفتوى ، يعترض على شبيهها تماما لدى الطرف الاخر ويحاول تبريرها وايجاد المسوغات النقلية والعقلية لها ، وياليته سكت عن الفتويين معا او اخذ باحدهما – واكرمنا بسكوته – ليسلم من الوقوع في شراك انفصام الشخصية العراقية الحاد بالبشاميل وصلصة – المعركة ..والكونة – الازلي مذ نبوخذ نصر وكلكامش وأنكيدو وسجائر سومر وبغداد واريدو – الشعب الذي يطلق اسم حضاراته الغابرة ومدنه التأريخية العامرة على علب سجائر يحرقها المدخنون ليل نهار ، انما يريد ايصال رسالة خفية وخبيثة جدا مفادها ( تبنون ايها الاجداد ونحن الاحفاد سنحرق اضافة الى صحتنا مابنيتم بشخاط وعلب كبريت محلية الصنع او مستوردة – !).
اتقوا الله يارواد المواقع والفظائع والمطامع والمقالع الاجتماعية واذكركم بقول قائلهم :
لا تنه عن خلق وتأتى بمثله ,.. عار عليك إذا فعلت عظيم