العلاقة بين الرجل والمراة بعد الزواج قد لا تكون بنفس الدرجة من الحب قبل الزواج و بعده وهذه العلاقة من ناحية الترابط الاسري تستمر بلا شك ولكنها تختلف وحسب روابط الحب والانسجام والمودة بين الزوجين وبكل تاكيد هناك منغصات او ازمات في مرحلة ما من حياتهم تساهم في هدم جزء من الروابط او تحد منها ولكن تبقى الحياة مستمرة اذا ما تجاوز الزوجين تلك الخلافات بدون تدخلات وبتفاهم من اجل ان تستمر حياتهم الزوجية والمحافظة على ديمومة الاستقرار العائلي المنشود وبذل كل الجهود والتضحية لكي يبقى ابنائهم بعيدا عن الازمات التي تحدث بين فترة واخرى .
السيدة ( ر) ربما تختلف مشكلتها عن غيرها من النساء حسب ماورد في رسالتها انها متزوجة منذ اكثر من خمس وعشرون عاما ورزقها الله ابناء وبنات وتعيش براحة وسعادة, الا ان الامور على ما يبدو قد اختلفت كليا بعدما اكتشفت ان زوجها قد تعرض لصدمة نفسية جعلت لديه ضعفا جنسيا وغير قادر على ممارسة الجنس وهذا ما اثر سلبا على صحة الزوجة نفسيا وجسديا وغير مجرى حياتها .
قد يعتقد البعض ان ما تعرضت لها السيدة ( ر) من صدمة نفسية جعلتها تنهي حياتا الزوجية الا انها وعلى الرغم من الحالة الصحية والنفسية لزوجها وما نتج عنها من نتائج سلبية على صحتها نفسيا وجسديا استمرت بحياتها مع زوجها لتسانده وتكتم صراعها النفسي مع الذات وتحاول ان تكون سعيدة مع عائلتها وتخفي ما يمكن اخفاءه من الالم وتقدم التنازلات وتستمر حياتها رغم كونها لا تزال في قمة جمالها وانوثتها وهذا كله لم يغير مجرى حياتها الزوجية لتكون الام المثالية التي تحافظ على عائلتها واستقرارها .
ان التضحية التي قدمتها السيدة من اجل عائلتها لا يمكن ان تقدر بثمن فهي رغم الالم النفسي والجسدي التي تعانيه منذ ما يقارب اكثر من عشر سنوات الا انها استمرت بحياتها وكأن شي لم يكن وعملت بكل طاقتها على اكمال رسالتها بالحياة لتخفي معاناتها وتعمل جاهدة على ان تكون عائلتها سعيدة , ان تجاوز ازمة كهذه لا يمكن تكون بدون ان يكون هناك مساندة حقيقية وتعاون وتضحية من الزوجين فالحب والعلاقة بين الزوجين لا يمكن ان ينتهي بمجرد صدمة نفسية او مرض او ضعف جنسي قد يكون لها علاج يوما ما , على ما الرغم
يعانيه الزوجين في بعض الاحيان من ضغط نفسي وعصبي يصل في بعض الاحيان الى التخاصم ولكن تستمر حياتهم وان كانت مختلفة بشكل خارج البيت وامام المجتمع عما هي عليه داخل البيت .