لايمکن أن نعزو مشاکل و أزمات المنطقة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية لوحدها، لکن هنالك إتفاق بين المراقبين السياسيين من إن أهم و أخطر المشاکل التي تهدد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، لها علاقة بشکل أو بآخر بطهران.
المشکلة الدينية ببعدها المتشدد و عمقها الطائفي المتطرف، لها علاقة جدلية قوية مع المبادئ و الافکار التي تروج لها الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث إنه و قبل تأسيس هذه الجمهورية لم تکن المشکلة الدينية بهذه القوة من التأثير في الاحداث و التطورات في المنطقة، بل يمکن القول بأن المشکلة الدينية و الفتنة الطائفية المرادفة لها، تستمد قوتها و ديموتها من طهران بعد أن صار معلوما دورها المحوري بهذا الصدد، فهي تمثل القطب الذي يدور حوله رحى التشدد الديني و التعصب الطائفي.
الملفت للنظر، هو إن الجمهورية الاسلامية الايرانية و من أجل صيرورتها مرکزا للتشدد الديني و تصدير الفتنة الطائفية، فإنه قد ثبتت ثلاثة مواد في دستورها هي المواد 3 و 11 و 154، تنص على دعم التطرف الديني و تشجيع الارهاب تحت غطاء الوحدة الاسلامية و نصرة المستضعفين، ولعل تفاخر العديد من القادة و المسٶولين في النظام بين الفترة و الاخرى، بنفوذ طهران في 4 بلدان عربية، يبين بإن ليس هنالك من جناح أو تيار في طهران بإمکانه التخلي عن هذه الاستراتيجية التي تقوم و تعتمد عليها الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبعد أکثر من 38 عاما على تأسيسها، فإن الإصرار على المضي قدما في إبقاء جذوة التشدد الديني و التعصب الطائفي متقدة في المنطقة.
هذه المشکلة التي هددت و تهدد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة لايمکن إيجاد حلول شافية و وافية لها مع بقاء و إستمرار الجمهورية الاسلامية الايرانية و إن الذين يسعون لتبرير بقاءها و إستمرارها من خلال الإيحاء بأن هناك دولا أخرى في المنطقة متورطة بدعم التطرف الديني و الارهاب، إنما هو کلام غير منطقي و يناقض الحقيقة ذلك إن هذه الدول کانت موجودة قبل تأسيس هذه الجمهوريةولکن في نفس الوقت لم تکن هنالك مشکلة التشدد الديني و التعصب الطائفي، ولهذا فإن أصل و أساس المشکلة في طهران و من هناك فقط يمکن إيجاد حل جذري و حاسم لهذه المشکلة.
الحل الوحيد الذي يمکن الرکون إليه و الاعتماد عليه، هو التغيير الجذري و الحقيقي في طهران و إنهاء دور و وجود هذا النظام الذي أرهق و قمع شعبه و أدخل المنطقة في بحار من الدماء و حومة من المشاکل المستعصية، وبطبيعة الحال فإن هذا التغيير لن يحدث إلا بدعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية من جانب دول المنطقة و العالم، وعاجلا أم آجلا سوف يفرض هذا المطلب نفسه على المنطقة و العالم.