15 نوفمبر، 2024 9:20 ص
Search
Close this search box.

الاخوان في خطر

عندما ينجح الحكام العرب في تحويل الإخوان المسلمين إلى إرهابيين حقيقيين على طريقة داعش أو فكر القاعدة فسوف تدخل حينها الحرب كلّ دولة، كلّ مدينة، كلّ قرية، كلّ شارع، بل حتى كلّ بيت ،لكن ما يبدو إلى الأن هو أن الإخوان المسلمين باتوا هم أذكى الأغبياء العرب ، ببساطة لأنهم مازالوا يتحلون بالصبر الطويل والحِلم المحسود ،
فجأة تذكرت مثلاً عربيّا شهيراً مفاده إنك ستصبح مجنونا رسميا لو قال لك الناس إنك مجنون لمدة أربعين يوم.
مازالت الأنظمة العرببة ومعها أدعياء اليسار و جحافل العلمانية البلهاء يدفعون هذا التيار باتجاه الإرهاب بدلا عن التفاهم معهم خصوصا بعد أن أبدوا مرونة سياسية وفكرية جيدة بعد موجة الربيع العربي ، وما مجزرة أوتوبيس المنيا ، ولا جرائم السيسي وحفتر في ليبيا ، ومجازر “الإخوة” الاماراتين في اليمن ، و المضايقات ” الملكية” في السعودية لكلّ منبت إخوان سوى دوافع للهدف ذاته .
الإخوان المسلمين في مصر وفي غيرها من اصقاع هذا العالم المخيف مشكلة صغيرة قابلة للحلول والتفاهمات، لكنها ستكون كارثية حين يضطرها الظلم للانتقام، سوف تتحول المنطقة إلى حقل نفط مشتعل، ستتحول إلى بركان نار ثائر ، وسنكون أمام واقع لا تأمن فيه أخاك ابن أمك إذ لا يستبعد أن يكون إخوانيا يومها لا أخا وشقاءً لا شقيقا .
لقد أضاع العرب قضيتهم قضية فلسطين بل أصبحت ما تسمى جورا ب “اسرائيل” صديقة لهم، وتكاد إيران الفارسية أن تبتلع المنطقة بالكامل،مستعينة بأحفاد ابن العلقم اليوم ، وإن كان طغاة العرب جميعا ، محيطا وخليجا حاملين لدم ابن العلقم الملوث بداء العمالة والخيانة ، فإنّ من يحمل العصا من وسطها فيما يسمون بالحكام المعتدلين غربا لا شرقا مازالوا يعملون على اختلاق أعداء مقدور عليهم ليكونوا بعبعا يخوفون بهم الشعوب.
لن تستوعب السعودية التي يتهمها أكثر من نصف العالم بالإرهاب، أن الأخوان المسلمين بكل غبائهم وأخطائهم هم في الأخير يشاركونها ذات الاعتقاد ويتقاسمون معها الفقه والحديث وابن تيمية ، وبالتالي فهم أكثر حركة إسلامية يمكن الاستفادة منها في مواجهة المد الفارسي فيما لو تحالفوا معها قبل فوات الآوان.
الكثير بات يتوجس من هوس الإخوان المسلمين بالخلافة والتمكين، لكن ما يجب أن يعيه العرب والمسلمين هو خطر الدفع بهم ليكونوا رديفا لداعش السنية أو لحزب الله الشيعي والنسخ المكررة منه في العراق واليمن كما في الكويت والبحرين ووالنصف الجنوبي للعربية السعودية مع مراعاة نسبة النسخ واللصق إلا أنهم جميعا يد واحدة تضغط على الزناد وتهتف باسم الحسين ، لبيك يا حسين ، ولعلّ هذا ما قد يجعلهم الأقوى مستقبلا ويعجّل بالتهام المنطقة التي أغرقت نفسها في مستنقع الحقد والغباء، لدرجة توحد فيها أقصى اليمين مع أقصى اليسار، والسلفية مع القومية، والرأسمالية مع الاشتراكية، جميعهم توحدوا حول الحقد على الإخوان المسلمين الذين لم يتركوا لهم صديقا إلاّ واستهدفوه ، وما المؤامرة الأخيرة على الشقيقة قطر سوى جزء من ذلك الإتجاه.
على الرغم من المؤامرات و الأخطار التي تحدّق بالجماعة يبقى الأخوان المسلمين مثالا يحتذى به تنظيميا ، فكريا وسياسيا ، وإن كانت لم من نصيب الأخطاء الكبيرة ما لهم ، فإنّ لهم من الحسنات ما لا يوجد في غيرهم لحد الأن على الاقل .

ختاما …من مقولة أرى أنّها تناسب الحدث والحديث… للشاعر السعودي المتمرد على كل يقين …حسن القرني يقول فيها ” ما سال من حبر في لعن الإخوان؛ أكثر مما سال أضعافا في شتم العدوّ منذ الاحتلال.العربيُّ منذ الأزل؛ يجيد أكثر عداء إخوته”.. لهذا أرى أنّ الإخوان في خطر … تقبّل الله صيام الجميع

أحدث المقالات

أحدث المقالات