15 نوفمبر، 2024 12:01 م
Search
Close this search box.

كيف تصنع عواطف النعمة ثم تهشّمها ؟

كيف تصنع عواطف النعمة ثم تهشّمها ؟

هل كان الامر مفاجأة حين حصل محمد الطائي على أعلى اصوات الناخبين في البصرة ، وان تتربع حنان الفتلاوي على قمة سلم انتخابات محافظة بابل ، وان يخرج اهالي بغداد ليضعوا باقر الزبيدي و همام حمودي ، وبهاء الاعرجي ، وحسين الشهرستاني ومحمود المشهداني ، ومطشرالسامرائي ، على كراسي البرلمان ، ولا تسألني على الاصوات التي حصل عليها ” المختار ” نوري المالكي ” والليبرالي ” اياد علاوي و ” المقاوم ” اسامة النجيفي ، ليس مفاجئاً على الإطلاق أن يحصل السادة الافاضل هؤلاء أعلى الأصوات في انتخابات برلمان بغداد 2014 ، فما دامت هذا هو العراق في عصره ” النعمي ” نسبة الى النائبة التي يراد حرمان العراقيين من صوتها الرقيق عواطف النعمة ، فالامر ليس غريبا ، واذا اردتم شواهد على ما اقول ساذكركم بحكاية النائب محمد الطائي صاحب مشروع جمهورية البصرة ، والذي اعتبر نفسه الزعيم المؤسس لعراق ما بعد 2003 ، وقد اعترف له الجمهور بهذا الدور التاريخي، في نقل البصرة إلى عصر جديد، ورأينا الصحف والفضائيات تتسابق على استضافة مفكري العراق الجديد ، وتتوسع في نشر لقاءات عواطف النعمة وتهديدات محمد الطائي ، ومحاضرات صالح المطلك عن الوطنية ، حتى استقر، في يقينهم، أنهم من صنع التغيير ، وانهم ايضا من طرد الاميركان من هذه البقعة ” المقدسة ” .
اليوم نحن أمام خبر طريف ، فالرجل الذي قدم خدمات جليلة للعراقيين ، يريد البعض ان يتنكر لجهوده الكبيرة ويعاملوه على انه متغيب عن جلسات البرلمان ، بعد ان اتهمته الماسونية العالمية المقيمة في دولة الامارات بانه مزور واودعته السجن ، وهذه الاخبار مثلما كانت فألاً سيئا على محمد الطائي ، إلا أن لها فوائد كثيرة بالنسبة للعراقيين، فهي قد كشفت لهم عن القناع الذي يغطي وجوه العديد من الساسة المسؤولين، وبالأخص ممن صدّعوا رؤوسنا بنظرية المواطنة ، والعدالة ، والشعارات البراقة حول المؤامرة التي تستهدف التجربة الديمقراطية لجبهة الاصلاح .
كنتُ قد كتبت في هذا المكان أكثر من مقال عن اللاعبين على الحبال الذي يتكاثرون كل يوم ويتصورون أنفسهم أذكى من الجميع.. أو ربما لأنهم لا يقرأون التاريخ وبالتالي لا يستفيدون من تجارب الشعوب وربما أيضا أن الانتهازية والطمع يغشيان العيون ويعميان الأبصار.
إنهم أصحاب الأقنعة المتغيرة الذين تجدهم في كل وقت وزمان، لاعبو الحبال لا يهمهم مصير البلد بقدر ما يهتمون لمصالحهم الشخصية، تجدهم في كل محفل، بل يلاحقونك حتى في البيت حين يطلون من خلال الفضائيات بوجوه صاخبة، تشيع أجواء من الإحباط واليأس وعدم الثقة.. حتى أصبحنا نعيش في سيرك كبير، سيرك يسمح فيه لنائب صدع رؤوسنا بالإصلاح ان يحتفظ بجواز سفره الأجنبي.
هل ستنتهي حقبة محمد الطائي وعواطف النعمة وصالح المطلك في فضاء الديمقراطية العراقية الجديدة ، بإخراجهم من قبة البرلمان ، ؟ هل صورة عواطف النعمة ، تضع يدها على خدها تنتظر راتبها التقاعدي ، هي مشهد النهاية في هذه المسرحية الهابطة ؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات