كتب – سعد عبد العزيز :
على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية, إلا أن هناك من المحللين والكتاب الإسرائيليين من يزعم وجود تعاون مشترك يجري من وراء الكواليس بين “تل أبيب” و”الرياض” في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي للأنشطة الجهادية التي تقوم بها التنظيمات والجماعات المتطرفة. وفي هذا السياق نشر موقع “نيوز وان” العبري مقالاً تحليلياً للكاتب الإسرائيلي “رؤوفين ليب”، زعم فيه أن هناك تحالف غير رسمي بين إسرائيل والمملكة السعودية في مجال مكافحة الإرهاب.
ترامب يدفع الدول المعتلة لمحاربة الإرهاب..
يستهل “ليب” مقاله التحليلي مشيراً إلى: إن “السلام بين إسرائيل والسعودية يبدو في حقيقة الأمر حلماً صعب المنال, على الأقل في المرحلة الحالية. لكن الواقع الجديد من شأنه أن يؤدي إلى حدوث أمور غير متوقعة, قد تفوق كل خيال. ومن الواضح أن هذا لم يعد الآن من المستبعد, فهذا السيناريو الذي يبدو وكأنه مستحيل من شأنه أن يصبح قريباً أمر واقعياً.
يضيف الكاتب الإسرائيلي أن من يتولى تنفيذ هذا الحلم هو الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”, الذي أخذ على عاتقه مهمة حث الدول الإسلامية المعتدلة لشن حرب شاملة ضد الإرهاب الإسلامي الذي تموله إيران. وفي هذا الصدد لا بد أن نشير إلى أن المملكة العربية السعودية هي من تتزعم الآن الدول السنية المعتدلة التي أعلنت شن حرب لا هوادة فيها ضد الإرهاب. ومن الواضح أن الرئيس الأميركي ترامب يريد استغلال هذا الزخم من خلال دعم القوة العسكرية السعودية.
وعلى الرغم من أنه على المستوى الرسمى, لا توجد حتى الآن علاقات علنية بين إسرائيل والسعودية, إلا أن لهاتين الدولتين هدف واحد مشترك يجمع بينهما, ألا وهو: “بذل أقصى جهد للتخلص من التهديد الخطير المتمثل في التنظيمات الاستشهادية من أمثال داعش والقاعدة وحزب الله وحماس, التي تريد أن تحول حياة تلك الدول المعتدلة إلى جحيم”.
الهدف المشترك..
يرى “ليب” بأنه من الواضح أن السعودية وإسرائيل تتعاونان منذ فترة لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في مكافحة الإرهاب, وإن كان هذا التعاون يجري في الحقيقة من وراء الكواليس, وكل دولة تفعل ذلك بالطرق المتاحة لها: “فالسعودية تفعل ذلك من خلال التمويل, أما إسرائيل فتفعل ذلك مستعينة بما تملك من قوة عسكرية”.
ويؤكد الكاتب الإسرائيلي على أنه في أعقاب التطورات الأخيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط, من المتوقع الآن أن يحدث مزيد من التقارب بين السعودية وإسرائيل, وبالطبع لن يحدث ذلك التقارب بدافع الحب والمودة المشتركة بينهما لكن الدافع الحقيقي لهذا التقارب هو بغضهما للأنشطة الإرهابية الجهادية. ولقد حان الوقت الآن بالفعل لأن تتعاون إسرائيل مع السعودية في التصدي المشترك للتطرف الشيعي.
ويقول “ليب” في نهاية مقاله: “على أية حال فمن الواضح للجميع أن خريطة المصالح في السنوات الأخيرة, تُظهر واقعاً جديداً, تقف فيه الدول السنية وعلى رأسها السعودية, بالإضافة لإسرائيل والولايات المتحدة الاميركية, في خندق واحد يحتم عليها أن تتعاون للقضاء على الإرهاب”.