أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية عن اعتقال قسم كبير من أفراد الشبكة التي تقف وراء الهجوم الانتحاري في مدينة مانشستر، فيما تتعرض الحكومة إلى انتقادات بسبب خفضها ميزانية الشرطة.
وتعتقل السلطات البريطانية حاليا ثمانية أشخاص في إطار التحقيق في هذا الاعتداء الذي تبناه “تنظيم الدولة الاسلامية” ونفذه بريطاني من أصل ليبي يدعى “سلمان العبيدي” ،”22 عاما”، فيما أعلنت السلطات الليبية اعتقال والد وشقيق سلمان.
وصرح قائد شرطة مكافحة الارهاب “مارك راولي” أن الشرطة تعتقد أنها: “امسكت بقسم كبير من أفراد الشبكة”، مضيفاً أنه تم تحقيق تقدم هائل في التحقيق في الاعتداء على قاعة موسيقى أودى بحياة 22 شخصاً. وأضاف: “نحن مسرورون للغاية لأننا اعتقلنا عددا من الأشخاص الرئيسيين ولكن لا يزال أمامنا أمور يجب أن نفعلها”.
وقالت الشرطة إن: “أعمار المعتقلين تتراوح ما بين 18 و38 عاماً من بينهم شخص “30 عاما” أعتقل في منطقة موس سايد في مانشستر فجر الجمعة.
وقال زعيم المعارضة العمالية “جيريمي كوربن” إن الحكومات عليها مسؤولية تقليص خطر الإرهاب من خلال توفير التمويل اللازم للشرطة.
وكانت رئيسة الوزراء “تيريزا ماي” خفضت ميزانية الشرطة أثناء توليها منصب وزيرة الداخلية.
وكانت ماي وكوربن علقا الحملة للانتخابات التشريعية التي ستجري في الثامن من حزيران / يونيو، عقب اعتداء مانشستر الذي أصيب فيه 116 شخصا.
واشنطن تتحمل “المسؤولية الكاملة”..
زار وزير الخارجية الأميركي “ريكس تيلرسون” لندن الجمعة في تعبيرعن التضامن مع بريطانيا التي ردت بغضب كبير على تسريب معلومات حساسة بشأن التحقيق في الاعتداء إلى الاعلام الأميركي.
وقال تيلرسون للصحافيين “نحن نتحمل المسؤولية الكاملة على ذلك وبالتأكيد فإننا آسفون لما حدث”.
وعلقت بريطانيا لفترة وجيزة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة الخميس بسبب التسريبات.
وقال تيلرسون: “بشأن إصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن هذه العلاقة الخاصة القائمة بين بلدينا ستصمد بالتأكيد خلال هذا الحدث المؤسف”.
وانضم تيلرسون إلى نظيره البريطاني “بوريس جونسون” في المقر الرسمي للأخير لكتابة رسالة في سجل التعازي بضحايا اعتداء الاثنين.
وكتب الوزير الأميركي “سنخرج الارهابيين والمتطرفين. يجب أن نشطبهم من على وجه الأرض”.
وقال: “إن على الدول الغربية معالجة عدم القدرة على دمج الناس”، فيما قال جونسون: “إن على المهاجرين أن يصبحوا بريطانيين”. وأوضح تيلرسون “يبدو أننا نواجه مشكلة في دمج هؤلاء الناس بشكل يجعلهم يشعرون بأنهم جزء من مجتمعنا ولا يفكرون مطلقا بدعم العنف ضد أبناء وطنهم وجيرانهم”.
وقال للإعلام البريطاني خلال زيارته: “إن قرار تنظيم الدولة الاسلامية استهداف حفل موسيقي مكتظ بالأطفال يظهر نواياهم التي لا علاقة لها بالدين” مؤكداً أن التنظيم المتطرف “يعبد الموت”.
أما جونسون فقال: “عندما يأتي الناس إلى هذا البلد. علينا أن نعمل ليصبحوا بريطانيين. وإذا كانوا سيعيشون ويعملون هنا عليهم أن يصبحوا جزء من مجتمعنا وتبني مبادئه”.
وطلبت ماي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل إبقاء المعلومات المرتبطة بالتحقيق سرية. وقد تعهد بملاحقة المسؤولين عن التسريبات.
وهدد ترامب بمقاضاة المسؤولين عن هذا الاختراق الأمني “المقلق للغاية” والذي أدى إلى توتر العلاقات الوثيقة بين البلدين.
وبعد رفع مستوى التأهب في بريطانيا إلى أقصى درجة إثر اعتداء مانشستر، بات الأمن في صلب الحملة الانتخابية.
وانخفض عديد رجال الشرطة بنسبة 14 بالمئة أي بنحو 20 ألف شرطي في الأعوام ما بين 2009 و2016، طبقا لمعهد الدراسات المالية المستقل.
ويتولى المحافظون السلطة منذ 2010، إلا أن وزيرة الداخلية البريطانية “امبر رود” قالت الخميس: “إن خفض عدد الشرطة ليس هو السبب في اعتداء مانشستر”.
وأضافت: “لقد سألت رئيس مكافحة الارهاب ما إذا كان السبب هو انخفاض الموارد. وقال أنه ليس كذلك”.
وشاركت ماي الجمعة في قمة مجموعة السبع التي عقدت في صقلية والتي طالبت شركات الانترنت بشن حملة على المحتوى المتطرف. وقالت أثناء القمة: “إن القتال ينتقل من أرض المعركة إلى الانترنت”.
ومنفذ الاعتداء يدعى سلمان العبيدي “22 عاماً” مولود في مانشستر من والدين ليبيين كان توجه مؤخرا إلى ليبيا وعاد منها إلى بريطانيا قبل أربعة أيام على الاعتداء.
في طرابلس، أكدت حكومة الوفاق الوطني العمل بشكل “مكثف وقريب مع شركائنا البريطانيين”. وكانت أجهزة الأمن الليبية أوقفت أحد اشقاء سلمان ووالده.
“مدينة صامدة”..
وتجري مدينة مانشستر رغم التوتر مسابقة “غريت سيتي غيمز” لألعاب القوى مساء الجمعة التي يشارك فيها عدد كبير من حائزي الميداليات الاولمبية في دينزغيت احدى الجادات الرئيسية للمدينة والتي تبعد بضع مئات الأمتار فقط عن قاعة “مانشستر ارينا” التي شهدت الاعتداء مساء الاثنين.
وقال “لوثفور رحمن” مكلف الشؤون الثقافية والرياضية للبلدية: “مانشستر مدينة صامدة وننتظر هذا الحدث الرياضي المهم بفارغ الصبر والذي ينظم بدعم من الشرطة”.
ولا يزال نحو 66 شخصاً يعالجون في المستشفيات من بيهم 23 شخصاً في حالة حرجة، بحسب المسؤولين الطبيين. و12 من القتلى هم دون سن 16 عاماً وأصغرهم فتاة في الثامنة من العمر.