20 يوليو، 2025 12:46 ص

“الغذاء والدواء” .. تعتمد عقاراً لعلاج السرطان بالعلامات البيولوجية الوراثية

“الغذاء والدواء” .. تعتمد عقاراً لعلاج السرطان بالعلامات البيولوجية الوراثية

كتبت – أماني الجبالي :

صدقت مؤخراً إدارة الغذاء والدواء الأميركية “FDA”، على علاج جديد يسمى “كيترودا” (Keytruda) لعلاج البالغين والأطفال من مرضى السرطان، والذين لديهم أورام صلبة نقيلية ولديهم علامات بيولوجية وراثية من نوع MSI-H وdMMR حيث يوجد بها تشوهات تؤثر على الحمض النووي، كما أن العلاج الجديد يعمل من خلال العلامات البيولوجية الوراثية للورم دون النظر إلى الموقع الأصلي للورم.

تجارب سريرية على 149 مريض..

يقوم العلاج بمنع مسار خلوي يسمى PD-1/PD-L1، وهي “البروتينات الموجودة على الخلايا المناعية للجسم وبعض الخلايا السرطانية”، مما يساعد الجهاز المناعي على محاربة الخلايا السرطانية، ومن أمثلة السرطانات التي بها هذه العلامات البيولوجية الوراثية هي سرطان القولون والمستقيم والجهاز الهضمى، ويعتبر أقل شيوعاً في سرطانات الغدة الدرقية والثدي والبروستاتا.

وقال مدير مكتب أمراض الدم والأورام بمركز تقييم الأدوية والأبحاث بالهيئة، الدكتور “ريتشارد بزدور”، إن “الإدارة وافقت على العقار لأنه يعتمد على العلامات البيولوجية دون النظر إلى موقع الورم، وهذا أمر هام جداً لمرضى السرطان وقد يفيد في نسب الشفاء”.

وتم اعتماد العقار بعد دراسة سريرية لتأكيد سلامته وفاعليته على حوالي 149 من مرضى السرطانات الصلبة التي تحمل علامات بيولوجية متنوعة منها سرطانات القولون والمستقيم والرحم والجهاز الهضمي، ووجد الباحثون أن 39.6% من المرضى لديهم استجابة كاملة أو جزئية للعقار، ومن هذه النسبة 78% استمرت استجابتهم أكثر من 6 أشهر.

يحفز الجهاز المناعي لمقاومة السرطان..

عضو الجمعية المصرية لأبحاث السرطان وعضو الجمعية الأوربية لأمراض الدم، “د. أحمد سامي”، أوضح لـ(كتابات)، أن هذا ﺍﻟﻌﻼﺝ الجديد ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠى ﺍﻟﻤﺎﺩة الفعالة pembro lizumab، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﺟﺎﺕ ﺍلمناعية ﺍﻟﻮﺍﻋﺪة ﻭﺍﻟتي ﺗﺤﻔﺰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﻨﺎعي لمقاومة ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ، كما ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍلأﻭﻝ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋلى ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮلوجية ﺍﻟﻮﺭﺍثية ﻟﻠﻮﺭﻡ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍلأﻭﺭﺍﻡ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﺸأﺗﻬﺎ، وقد تم التصديق على هذا العلاج للمرة الأولى ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2014 ﻟﻌﻼﺝ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﺠﻠﺪ، ﺛﻢ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ عليه ﻟﻠﻤﺮة ﺍلثانية ﻋﺎﻡ 2015 ﻟﻌﻼﺝ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﺮئة.

مؤكداً “سامي” على أﻥ ﺍﻟﻌﻼﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎعية التي يندرج تحتها هذا العلاج الجديد، تعتبر أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﻭﻱ، ﺣﻴث يؤدي ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﻭﻱ إلى ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎعة ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻳﻘﺘﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﺳﻮﺍء ﺍﻟﺴﺮﻃﺎنية أو الطبيعية، أما اﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﻲ فيعتمد بالأساس ﻋلى ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺑﻌﺾ خلايا ﺍﻟﻤﻨﺎعة ﻟﻤﺤﺎﺭبة ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ، ﻭأﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻱ ﻣﻌﺎً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ نسبة أﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻋلى ﺍﻟﻮﺭﻡ.

الأثار الجانبية ومخاطر التناول..

تشمل الأثار الجانبية الأكثر شيوعاً للعقار، أعراض تقليدية للعلاج الكيماوي للسرطان مثل “الإجهاد، وحكة الجلد، والإسهال، وانخفاض الشهية، والطفح الجلدي، وضيق التنفس، وآلام العضلات، والقئ، والغثيان”، ويمكن أن يسبب العقار في بعض الحالات أثار جانبية مناعية مثل إلتهاب الأعضاء الصحية مثل الرئتين “إلتهاب رئوي”، القولون “إلتهاب القولون” والكبد “إلتهاب الكبد” والغدد الصماء والكلى “إلتهاب الكلية”.

يجب عدم استخدام “الكيترود” عند زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم، حيث أنه يؤدي إلى مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة، كما لا يجب استخدامه للنساء الحوامل لأنه يؤثر على نمو وتطور الجنين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة