يبدو إن الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها الشعب الايراني و التي وصلت الى حد شد الاحزمة على البطون لاتعني شيئا لحسن روحاني بعد أن تم إنتخابه لدورة رئاسية ثانية، بل وإنه يتصرفون و کأن الشعب الايراني لايعنيه، عندما أکد في تصريحات بعد مرور أيام على إنتخابه على تمسك الجمهورية الاسلامية الايرانية ببرامجها الصاروخية و عدم تخليها عنها و إعتبارها تخدم السلام و الاستقرار في المنطقة، هذا الى جانب دفاعه عن التدخلات الايرانية في العراق و سوريا و لبنان و اليمن و وصفه ذلك بمحاربة الارهاب.
الشعب الايراني الذي يتضور جوعا و يعيش غالبيته تحت خط الفقر، و تعصف به أکوام من المشاکل و الازمات التي لاتجد لها حلا، يعلم جيدا بأن تطوير الصواريخ البالستية و زيادة الميزانية العسکرية التي تضاعفت في الولاية الاولى لروحاني و ستتضاعف خلال ولايته الثانية من دون أدنى شك، سيکون قطعا على حسابه، عليه أن ينتظر أوضاعا أشد سوادا و بٶسا، والذي صار معلوما للشعب الايراني هو إن ماقد سبق و وعد به روحاني من حيث تحسين الاوضاع المعيشية للشعب و تحقيق الرفاه، لم يکن إلا کذبا و دجلا و ضحکا على الذقون، وإن طهران ماضية قدما على نهجها من أجل تنفيذ المشروع السياسي ـ الفکري الذي تهدف إليه.
تصريحات و مواقف روحاني التي أکدت من جديد التناقض بين مايزعمه من إعتدال و بين مايقوم بتنفيذه من سياسات عى أرض الواقع، من شأنه أن يزيد من حدة المواجهة المرتقبة مع الادارة الامريکية الجديدة التي سبق للرئيس المنتخب دونالد ترامب بأن تعهد بوقف تطوير برامج الصواريخ و أکد عليه مجددا خلا زيارته للمنطقة، لکن هذا النظام الذي تعود دائما على الرقص على المشاکل و الازمات و التصعيد، يبدو إنه لايجد مناصا من ذلك خصوصا وإنه قد أسقط في يده و لم يبق خيارا يجربه وهو يعلم جيدا إن إمتناع طهران عن نهجها و تخليها عن مشروعها في المنطقة بشکل خاص، يعني بالضرورة توقيعها على صك نهاية و تلاشي الجمهورية الاسلامية الايرانية.
المشکلة الاساسية تکمن في إن دول المنطقة بشکل خاص، لاترى في البرامج الصاروخية الايرانية أمرا يبعث على الإطمئنان و الراحة خصوصا وإن هناك الکثير من التصريحات و المواقف المتشددة التي أکدت و تٶکد على إن لطهران أکثر من مرام و غاية مع دول المنطقة، ولايمکن لدول المنطقة أن تثق يوما بأن صواريخ طهران مسالمة!
[email protected]
کاتبة مختصة في الشأن الايراني.