15 نوفمبر، 2024 8:45 ص
Search
Close this search box.

لا ترعب الاحرار… ولكن تركيع العملاء

لا ترعب الاحرار… ولكن تركيع العملاء

لم يأتي ترامب بشيئ في زيارته للمنطقة والتي قال عنها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ” بالتاريخية ” بل إنه جاء لتركيع حكام الخليج والمتعاونين معهم من عرب ومسلمين وإرغامهم على دفع مئات المليارات من الدولارات خدمة لإقتصاد بلاده ومواطنيه، ولتشكيل حلف عربي إسلامي ، تقدم دوله أبناءها قرابين لتحقيق أهداف أمريكا وإسرائيل وحماية حكّام الخليج على حساب شعوبها.

الولايات المتحدة الامريكية ترتكز على قاعدة واحدة وهي تامين مصلحها حتى و ان كان ذلك على حساب شعوب العالم كله وهذا امر طبيعي وهكذا تجري الامور في هذه الحياة . ويرى البيت الأبيض أن تقوم السعودية بدور الاستشارى المقرّب لأمريكا حول التحديات الأمنية والاقتصادية بالشرق الأوسط. الامر الاخر والخطير والبعيد عن العواطف ، امريكا تعتبر نفسها مسؤولة عن مصير هذا العالم وكونها القوة العظمى الاولى ومن هنا تعطيها في ان تحمل سيادة هذا الحق ولايهمها ارادة الشعوب والتي سوف لن تتوقف للدفاع عن حريتها واستقلالها مهما كانت النتائج والتي قال عنها الكاتب البريطانى “روبرت فيسك” إن السبب الحقيقى وراء اختيار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، السعودية لإجراء أول زيارة خارجية ارعاب الشيعة بالشرق الأوسط. وأوضح الكاتب فى مقاله بصحيفة “اندبندنت” البريطانية أن الثروة الضخمة بحوزة دول الخليج، هى الدين الوحيد الذى يحترمه ترامب، ويسعى من خلالها تدمير إيران وسوريا وحزب الله كما يعتقد ، وذلك عبر تشكيل حلف “الناتو العربى” لإطلاق حرب ضد الأنظمة الشيعية، بمساعدة إسرائيل. وقال خبير العلاقات الدولية “فواز جورج” لـ”اندبندنت” أن المنطقة قد تشهد حروباً بالوكالة بين إيران والسعودية، محذّراً من أن اليمن التهديد الرئيسى لتطور الحرب الإقليمية.

.ورغم انه اي (ترامب ) لم يذكر في خطاب الأساسي في مؤتمر القمة عبارة “الإرهاب الإسلامي الرادكالي “، وهي عبارة استخدمها من قبل، انما ذكر”الجماعات الإرهابية الإسلامية”. ويعتبر كثير من المسلمين العبارة الاولى مسيئة لهم وقال ترامب نصاً: “ويعني هذا أن نواجه بصدقٍ أزمة التطرُّف الإسلاموي، والإسلامويين، والإرهاب الإسلاموي بكُل أشكاله”..دون ان يذكر الدول الداعمة والتي كشف عنها في خطاباته قبل الانتخابات و زيارة ترامب للسعودية وقف عنده عدد من المحللين الأمريكيين عن سر الحفاوة الكبيرة والاهتمام البالغ من قبل السعودية بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الرغم من أنه كان قد هاجم الإسلام العام الماضي وقال في مقابلة أثارت ضجة في حينها إن “الإسلام يكرهنا” .كما ان البيان الختامي لا يحتوي على أي شيء لمصلحة الأمتين العربية والإسلامية بل شرعن التدخّل الأمريكي في المنطقة، وباركه، واعتبره لصالح الدول العربية والإسلامية والسلام العالمي، ولم يقدم أفكارا وحلولا لوقف الإرهاب والقتل والدمار في سورية والعراق واليمن وليبيا، وركز على أمن وسلامة دول الخليج النفطيّة، وحمايتها من ” الجمهورية الاسلامية الايرانية ” التي اعتبرها دولة عدوّة مثيرة للنّعرات المذهبية ” وراعية للإرهاب العالمي”، وتشكل خطرا على أمن الدول الخليجية والعربية. ولكن البيان الختامي لم يتطرّق بكلمة واحدة للإحتلال والإستيطان والإرهاب الإسرائيلي. وهو دليل دامغ على أن ترامب لم يقم بهذه الزيارة لمحاربة الإرهاب ،وإنهائه، ودعم السلام لان الإرهاب يخدم مصالح أمريكا السياسية والإقتصادية. إنها تستغلّه لبيع الأسلحة وجني المليارات، ويساعدها في إحكام سيطرتها على المنطقة ! فلماذا تحاربه ؟ لقد نجح ترامب في الحصول على مئات المليارات مقابل لا شيء ! إن سياساته المتهوّرة ستقود المنطقة إلى المزيد من الفوضى والتدهور ولكن لاترعب الاحرار ، وإن الحكام الخليجيين الذين أقاموا له هذا الحلف العربي الإسلامي للإستمرار في القتل، وتدمير ألاوطان لن يجنوا إلا الخيبة والفشل، ولم حلول لمشاكل المنطقة السياسية الأساسية، وستحاسبهم شعوبهم حسابا عسيرا على الجرائم التي إرتكبوها بحقها.ومن لايملك قراره ويتغطى بامريكا ينام عارياً وهي الداعم الاكبر للارهاب وهي التي صنعته باعتراف العديد من سياسيها ودمرت شعوباً ودول وهي لا تقدم دعماً مجاناً . يجب على العالم الرجوع الى ميزان العقل والدفاع عن حقوق الشعوب وليس الارتماء في احضان امريكا واشباهها فهم كما اخبر الله عنهم في قرانه الكريم ” كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ “8 التوبة

*  باحث واعلامي

أحدث المقالات

أحدث المقالات