هي عادات العرب وإن قَلَ عدد من تمسك بها , هي وقفات الحق وإن خَفّ بريقها , هي مواقف الرجولة وإن مات مُدّعوها , وهي إمرأة بألف رجل وإن كًثُر منتقدوها.
أردنية فلسطينية.. أم فلسطينية أردنية , لا يهم فالأهم أنها عربية وأي عربية ! قبل هذا المنصب الأممي كانت قد تقلدت في الأردن مناصب سياسية حيث قادت فريق إقتصادي إصلاحي لتنمية القدرات البشرية والحد من الفقر ودعم شبكة الأمان الإجتماعي.. ويا ليتها بقيت فلربما ما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه الآن.
وهذا الطرح هنا ليس ركوب موجة وإن كانت ما قامت به ريما خلف موجة لا يستطيع أحد ركوبها لإرتفاع مواقفها وعمق معانيها, ولكن طرح نجدد معه الأمل أن هناك ما زال من بين كل هذا الصعود للأسفل يدٌ ممتدة للأعلى تشير الى الحق بأن هناك نظام على الكرة الأرضية ما زال يمارس نظام الفصل العنصري ” أبرتايد ” ضد الشعب الفلسطيني.
وفي الوقت الذي يُسارع فيه الجميع الى إحتضان ومصافحة العدو الصهيوني والبصم بالعشرة على كل إشارة منه وفي الوقت الذي يقوم به أصحاب الشأن الى توزيع القُبل وإلتقاط الصور تقف هذه المرأة بكل صلابة ضد هذا التمييز العنصري من خلال تقرير يُعد بمثابة مرجعية بحثية ودراسة رفيعة المستوى وفق معايير نظام القانون الدولي.
ريما خلف – مع حفظ الألقاب – التي تليق بأصحابها إخترقت القبة الحديدية الإسرائيلية في الوقت الذي تجوب فيه صواريخ إسرائيل سماء الوطن العربي من الخليج الى المحيط , إخترقت قبة الكيان الغاصب عندما وقفت ضد كل ضغوطات الدول المهيمنة على القرار الدولي من إصدار هذا القرار ثم القيام بكل وسائل الإبتزار القذرة لسحبه.
ريما خلف جسدت قبة حديدية ضد كل اختراقات التوسل والإذلال والانصياع لدولة غاصبة محتلة لحقوق شعب عربي يدافع كل يوم عن حقوقه المغتصبة أمام غطرسة إسرائيلية تجاوزت وتجاهلت كل القرارات الأممية التي نصت على حقوق الشعب الفلسطيني في حياة مستقلة كريمة على أرضه بعيدا عن كل ممارسات الفصل العنصري.
ريما خلف .. وإن سيدة فقد أعطت لكثير من الرجال في مواقع العمل العام كيف تتجسد معاني المسؤولية وكيف يكون الضمير ليس مستيقظا وإنما واقفا بكل إيمان مع الحق ومع العدل متجاوزة بذلك كل المصالح والمكاسب الشخصية الذي يطمع في الوصول إليها رجال كثيرون يتراكضون ليل نهار للجلوس على كرسي المسؤولية.
الحياة وقفة عز وأي عز أكبر من تلك الجملة التي لخصت بها إستقالتها:
“.. أتنحى جانبا وأترك لغيري أن يقوم بما يمنعني ضميري من القيام به “.
رسالة الى كل هؤلاء الذين إمتلئت بطونهم من حقوق شعوبهم ظلما وقهرا وإفقاراً وإذلالاً فهل أنتم مدركون كيف تكون المواقف وكيف تتجسد معاني الرجولة ؟!!