كتب – سعد عبد العزيز :
بمناسبة يوم القدس الذي تحتفل فيه إسرائيل بالذكرى السنوية لاحتلال المدينة في حرب 1967, وتوحيد شطريها الشرقي والغربي, ألقى، امس الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي كلمة في جلسة الكنيست أشاد فيها بزيارة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” للحائط الغربي, وأكد على أن المسجد الأقصى وحائط البراق سيظلان للأبد تحت السيادة الإسرائيلية.
زيارة ترامب للحائط الغربي تعزز الموقف الإسرائيلي..
أفادت صحيفة “هاأرتس” الإسرائيلية، أن نتنياهو أكد في خطابه بتلك المناسبة على أن زيارة ترامب للحائط الغربي قد أسقطت الدعاية الكاذبة لمنظمة “اليونسكو”. وهو يقصد بذلك القرار الذي تبنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي، والذي يتجاهل العلاقة التاريخية التي تربط اليهود بما يُسمى بجبل الهيكل. وفي نفس الجلسة تحدث أيضاً زعيم المعارضة الإسرائيلية “يتسحاق هيرتسوغ”, الذي قال لنتنياهو: “إذا توجهت لعملية سلمية حقيقية وشجاعة مع الفلسطينيين, فإننا سندعمك”.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد أضاف نتنياهو أنه كلما واصلت الحكومة الإسرائيلية تطوير القدس والحفاظ على طابعها المتفرد, كلما ازدادت حملة الإنكار والتكذيب لوجود ترابط قوي بين الشعب اليهودي والقدس, وأشار نتنياهو إلى أنه أبلغ ترامب بأن زيارته للحائط الغربي قد قوضت كل الحملة الدعائية الكاذبة التي شنتها “منظمة اليونسكو”.
نتنياهو: نحن من أنقذنا القدس..
تساءل نتنياهو: “ماذا يعني ذلك الحائط.. أهو كومة من الحجارة ؟”.. ثم أجاب على نفسه: “لا.. إنه الحائط الخالد الذي يُعد كشهادة هوية للإسرائيليين, وهو دليل على من كان يعيش هنا وما الذي أعادنا إلى موطننا”. وأضاف بقوله: “هناك محاولات متعاقبة تهدف إلى محو الجذور والأواصر التي تربطنا بالقدس. ربما يأخذ ذلك بعض الوقت ولكن لا يراودنى أي شك في أن تلك المحاولات السخيفة مآلها الفشل لأن الحقيقة أقوى من أي كذب”.
كما زعم نتنياهو أن القدس مدينة تحترم أتباع جميع الديانات, وأكد على أن الإسرائيليين هم من أنقذوا القدس من الإهمال والأزمات, وأوصلوها إلى ذروة التطور. وتساءل: “ماذا كان هنا في القدس ؟.. يكاد لم يكن هناك أي شئ. هل كانت هنا في القرن الـ19 مملكة متقدمة أو عاصمة فلسطينية زاخرة بالحياة ؟.. يجب قول الحقيقة، إن القدس مثلها مثل أرض إسرائيل بالكامل كانت بمثابة إقليم مُهمل ومهجور ضمن الإمبراطورية العثمانية”.
هيرتسوغ: عدم نقل السفارة الأميركية دليل على فشل نتنياهو..

بعد الكلمة التي ألقاها نتنياهو تحدث أيضاً زعيم المعارضة “يتسحاق هيرتسوغ”، الذي قال لنتنياهو: “سيدي رئيس الوزراء, هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ خطوة جريئة وتاريخية للانفصال عن الفلسطينيين وإرساء حل الدولتين, فبعد مضي 50 عاماً على حرب 1967, من المناسب الآن أن نتخلص من العبء الثقيل لملايين الفلسطينيين, كي نضمن استمرار بقاء دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ودولة قومية للشعب اليهودي على مر العصور”، وأوضح هيرتسوغ لرئيس الحكومة نتنياهو أنه سوف يدعمه إذا انتهج مسار السلام.
وفيما يتعلق بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس قال “هيرتسوغ” إن عدم نقل السفارة يُعد فشلاً لسياسة نتنياهو. مما جعل نتنياهو يعقب على كلام زعيم المعارضة بالقول: “إن قضية نقل السفارة الأميركية ليست بالأمر الهين, ونحن نعتقد أن القدس كعاصمة لإسرائيل ينبغي أن تضم كل السفارات, لكن في ظل الوضع الحالي فإن الأمر بالطبع غير معقول. ولقد قلنا ذلك لكل الأصدقاء بما فيهم صديقتنا الكبرى الولايات المتحدة الأميركية”.