لم يكن الفكر الذي ينضوي تحت ايديولوجيا مفهوم اسلمة المجتمع بهذه الوحشية التي وصلت اليها اليوم ولم يكن الاسلام يوما من الايام منذ أن جاء به الرسول الاكرم محمد ص الى البشرية خارجا في التعبير عن السماحة والاعتدال وحب الاخر والتعايش السلمي بين بني البشر فرسالته القرآن وسنته روح التسامح النبوية وعترته من اهل بيته الذين تعاملوا بمنتهى الانسانية حتى مع من هم من غير الديانة الاسلامية .
ما يظهر اليوم من حركات ومنظمات تحت عنوان الاسلام هي ليست اكثر من انها حركات ارهابية اجرامية تمتهن القتل وانتزاع الامن والامان والحياة الرغيدة من بين يدي البشر بل حتى الاحجار والحيوانات لم تسلم من هؤلاء لأنهم اعتمدوا روح الانغماس في القتل والترويع بين كل الاديان والمعتقدات ، فهذه الاساليب التي يعتمدوها في القتل والتصفيات الجسدية وانهاء حياة الاخرين لم تكن في رسالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ولا في أهل بيته عليهم السلام الذين كان جميعهم يزورون المرضى ويقضون حوائجهم وهم من دين اخر بل كانوا يعطونهم من بيت مال المسلمين اعمتادا على انهم من بني الانسان ويعيشون ضمن الدولة التي يجب ان ترعاهم ،، فهناك فرق كبير بين هذه الاخلاق السمحة وبين اولئك القتلة الذين يُشرّعون لأنفسهم آلية القتل وإهدار الدماء في اوساط الانسانية .
الامر استفحل عند هؤلاء حتى وصل الى قتل الصغير قبل الكبير لانعكاسات في نفوسهم تعمتد الاجرامية والشوفينية العالية في القتل وليس لحالة التدين او العمل لوجه الله مكان في ذلك ، انها عصابات دولية ومافيا عالمية تقود هؤلاء للتندر في القتل كما تقود المنظمات الدينية المتطرفة والتي تجعل من الاسلام غطاءً لها وقد شهدنا على مدار السنوات الماضية الكيفية التي يقتلون بها ويهجرون بها أناسا آمنين في بيوتهم وأغلب من يتعرض لموتهم وقهرهم ودونيتهم هم الاطفال الابرياء في دول العالم من نيجيريا عل يد بوكو حرام الى سوريا والعراق واليمن ومناطق عديدة من العالم وصولا الى العالم الغربي ولعل اخرها الاجرام البشع الذي تعرض له أطفال مانشستر يوم اول أمس الاحد مساءً عندما فجر نفسه شاب اتقن عملية الاجرام وقد كان يعمل سابقا في سلك الشرطة البريطانية لفترة ليست بالقليلة ليذهب ضحية جسده النتن 22 من الابرياء جلهم أطفال بعمر الورود فما هو ذنب هؤلاء الاطفال كما هو ذات السؤال ما ذنب الاطفال الاخرين في مناطق العالم الاخرى .
فلا تقولوا انها رسالة الاسلام ايها القتلة ، ايها الشاذّون ، ايها الشوفينيون، ايها الملوثون في افكارهم، ايها المجرمون ، ايها السفّاكون للدماء.. تنجست بدمائكم االبقعة ومساحة القتل المجاني وانتم تذبحون الاخرون وتطفؤون حياتهم بحقدكم،، لم يكن ليجف الحبر على ورق اتفاقية ترامب في الملكة العربية السعودية التي لا يخفى على احد مدى وجود المنظمات الدينية المتطرفة فيها ومدى حجم الفكر المتطرف الذي ينطلق منها الى العالم ليجند أمثال هؤلاء الموتورين وبدل ان يقوم الرئيس الامريكي ترامب بتوجه القيادة السعودية في محاربة هذا الفكر المتطرف راح يبحث عن الاموال والهدايا الثمينة والخوف على اسرائيل والحفاظ على عرش الملك والامراء السعوديين وكأن السعودية ارادت من هذا الكرنفال ان يشتروا تصريح بكلمتين من ترامب باتهام هنا واتهام هناك مقابل مئات المليارات من الدولارات ، فلم يقل الرئيس الامريكي ولم يناقش القيادة السعودية ان هناك تطرفا لديكم بسبب التنظيمات الدينية المنغلقة فكريا والتي تصنع أمثال هؤلاء المجرمين بغسيل ادمغتهم وجعلهم أدوات للقتل المجاني في كل بقاع الارض .