أراد صدام حسين ومنذ تسنمه حكم العراق؛ أن يقضي على كل معارضيه, سواءً من داخل حِزبه, أو من الأحزاب العراقية, فخلق معارضة الممانعة, دون تحقيق أهدافه الخبيثة, كان من أبرزِ شخصياتها, السيد محمد باقر الحكيم, فحوربت عائلتهُ بكل شراسة, وعنف الدكتاتورية البغيضة, مستخدماً أساليبه الإجرامية على أوسع نطاق, فما بين الاعتقال والتعذيب, وإعدام لم يستثني طفلاً ولا امرأة, ولا طالب علم من الشيب والشباب, جاهداً على كسر جدار النزاع الحكيمي, فما زادت تلك الأعمال آل الحكيم, إلا صلابةً في مجابهة الظلم البعثي.
حُكِمَ العراق حُكِمَ بدستور مؤقت, يتلاعب به الحاكم كيفما يشاء، يُلغي ويشرع, ويفسر فقرات الدستور, وفق رغباته، لذا أصَرَّ شهيد المحراب, على كتابة دستور دائم للبلاد, بأيدٍ عراقية من خلال لجنة منتخبة, مع قابلية للتعديل, تتم كتابته بأيدٍ عراقية, كي يخدم ذلك الدستور, شعب العراق, ويقفَ حائلاً دون عودة الحكم الدكتاتوري, تَمَّت كتابة الدستور الدائم, واتخذت آلية الاستفتاء الشعبي, من أجل مشاركة المواطن العراقي, بالموافقة أو الرفض, ليكون الحكم باسم الشعب, حقيقة لا شعاراً زائف.
تحَولٌ مصيري في تأريخ العراق, ذلك الذي أسس له السيد الحكيم, ليسير على خطاه بعد رحيله, شقيقه السيد عبد العزيز, الذي كان همه العراق, بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة, فكان ناكراً للذات والتعصب, سعياً لبناء عراق يتوافق على حكمه, كل المتصدين لحكم العراق, وخدمة المواطن العراقي الصابر, لسد الطريق أمام المتصيدين, للاستحواذ على الحكم, دون سعيهم لبناء دولة العراق الجديد.
تَعرضَ المشروع العراقي لعثراتٍ, من جراء عدم تطبيق الدستور, بعد رحيل السيد عبد العزيز الحكيم, ومحاولة استغلال الديموقراطية, بأساليب ملتوية من أجل العودة, لحكم الحزب الواحد, تلك السياسة التي أضاعت, ثلث مساحة العراق, وأهدرت ثروته عبر الفساد, وتسنم المناصب الاستراتيجية, من قبل فاقدي الخبرة, لولا حكمة المرجعية, التي حققت فتواها الانتصار, على قوى الشر العالمي المتمثلة بداعش.
الرؤية الحكيمية لم تتوقف, عند حَدِ التحرير, فهي نظرية متجددة, لا تحدها حدود الزمن, فقد تسنم السيد عمار الحكيم, زعامة التحالف الوطني, ليسير على خطى عمه وأبيه رحمها الباري؛ ساعياً لتصحيح المسار, فالعراق يمر بمرحلة انعطافٍ مصيرية وحاسمة, فبعد القضاء على داعش عسكرياً, يحب اجتثاث الفساد, الذي لولاه لما تغلغل الإرهاب, الى كل مفاصل الحكومة.
“ستكون لنا صولةٌ مع داعش, كصولة عمنا العباس”, كلمة قالها السيد عمار الحكيم, عند سيطرة داعش على ثلث العراق عام 2014, ليجدد قوله في يوم الشهيد بقوله:” سنعبئ كل الإمكانات المطلوبة, وسننتصر على الفاسدين”, وفي جملة أخرى:” فالإرهاب والفساد وجهان لعملةٍ واحدة.
يسأل سائلٌ:” هل سيرى التغيير, الذي تنشدهُ المرجعية في النجف الأشرف, كما شهدنا تكاتف الجهود, لتطبيق تحرير المحافظات المُغتصبة؟”, اقول إن للمواطن القول الفصل, في الانتخابات القادمة, فله القول الفصل.