قال نبينا الأكرم عليه وعلى آله افضل الصوات في حديث مفصل أنقل منه (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رعيته ، …))
أشار الحديث الشريف إلى مسؤوليات عدة، ومنها: مسؤولية الأبوين تجاه الأهل والمنزل، وما يترتب من مهام وواجبات ملقاة عليهم، من أجل حفاظ ورعاية وحماية، ما هم مسؤولين عليه، وبالأخص تجاه الأبناء، الذين ينالون الجانب الأكبر والأهم من هذه الرعاية .
من واجب الأبوين رعاية وتلبية متطلبات الأبناء وتربيتهم تربية سليمة وحمايتهم من الضرر والسوء .
فكما نراهم يعملون ويُجهدون أنفسهم، من أجل توفير رغد العيش لابنائهم، وتهيئة الغذاء المناسب والصحي لهم ، كذلك نراهم أيضاً يسعون إلى توفير الملبس الجيد والملائم، الذي يقيهم من حر الصيف، وبرد الشتاء، جاهدين أن لا يصيبهم ضرر، نتيجة غذاء سيء أو ملبس رديء غير مناسب، وهذا شيء طبيعي وفطري جميل جعله … تعالى ضمن مسؤوليات الأبوين تجاه ذريتهم .
مثلما يحتاجون الأبناء إلى رعاية أبوية، وإهتمام بالغ، بالمأكل والملبس، أيضاً هم يحتاجون إلى رعاية خاصة، وجداً مهمة، وهي رعايتهم ومراقبتهم، بخصوص كيفية تعاملهم وإستخدامهم للتكنلوجيا الحديثة، والأنترنت، التي يوفرها الأباء لهم، لإسعادهم ، ونجاحهم بالحياة ، ففيه الإيجابي والسلبي، ويحتوي على المفيد والضار، وهنا تأتي وظيفة الأبوين بتبيان ذلك، كي لا يستخدموا التطور بشكل سلبي، مسبباً ضرراً لهم .
في عصر التكنلوجيا والأنترنت، أصبح كل شيء سهل الحصول عليه، والوصول إليه، فأصبح العالم قرية صغيرة .
فأُلقيت مسؤولية إضافية على الأبوين، هي مراقبة وحماية الأبناء، من أن يقعوا بشراك الإستخدام الضار للتكنلوجيا، وتعرضهم للخطر دون وجود الرقيب .. وذلك من خلال النصح والأرشاد، والتوجيه، وتعليمهم ما النافع وما الضار لهم، كون الأبناء قليلي الإدراك بحقيقة الأمور، وغير مكتملي الوعي، فيحتاجوا إلى رعاية مَن هُم أدرك منهم، وأوعى للأمور، ومن هو أكثر تمييزاً للصح والخطأ، وهم أولياء الأمر، مانعين بذلك فساد الاخلاق، وإنحراف الفكر .
نلاحظ كثير من الأباء، يوفرون لأبنائهم ما يرغبون من أمور تكنلوجية، كالموبايل الحديث، والحاسبة الالكترونية، فضلاً عن وجود الستلايت، وما فيه من قنوات مختلفة التوجهات، التي هي بالمئات، تدس السم بالعسل، بحيث ظاهرها جميل، لكن باطنها قبيح..
كل ذلك دون مراقبة، أو متابعة الأبوين ، وترك أبنائهم عرضة لجنود الشيطان، يستحوذ عليهم، وهذا يؤدي إلى مردودات سلبية خطيرة..
فمنها ما يؤول إلى تبني أولادنا أفكار منحرفة، أو معتقدات سيئة، مسببة لهم إنحراف في العقيدة، أو تشويه الصورة الصحيحة التي يجب أن يكونوا عليها..
ومنهم من يغوص في عالم الفسق والفجور ، المتاح في الأنترنت، إن تُركوا من غير مراقبة، وتوجيه وتحذير ، خوفاً على مستقبلهم .
بالتالي يؤثر سلباً على الجيل الشبابي ككل ..
أصبح من اللازم على أولياء الأمر، أن يولوا هذا الموضوع الكثير من الأهمية والمراعاة، كونه يتحكم بفلذات أكبادنا، ويؤثر على نمو عقولهم، مؤدياً إلى الإعوجاج، أو الأنحراف عن جادة الصواب..إن تُرك دون تدخل من قبل الأباء.
فعليهم مهمة التوجيه والتعليم، وتوضيح ماهو المفيد والضار، وارشادهم بما يرونه مناسباً لاعمارهم، ولائقاً بعقولهم، ومفيداً لتربيتهم ..
وإلا سقطوا بحبائل الشيطان، وتاهوا في بحر الأوهام، وأبتعدوا عن واقعهم، مسببين مشاكل غير مسيطر عليها..
بالتالي يأتي الندم، وتحدث الحسرة، ونجد أنفسنا مقصرين تجاههم، لكن بعد فوات الأوان .
فالحذر الحذر قبل فوات الأوان .