بادر طلاب وطالبات واساتذة كلية الادارة والاقتصاد في الفلوجة الى القيام بحملة عمل طوعي لاعمار واعادة تأهيل كليتهم بعدما خربتها الحرب التي شنت لطرد تنظيم داعش الارهابي.
لم ينتظر ما يقرب من 600 طالب وطالبة الحكومتين المحلية والاتحادية لترميم واعادة بناء كليتهم، وانما اخذوا الأمر على عاتقهم ليعودوا الى الدوام فيها بعد ما تشتتوا في بعض الكليات والجامعات التي ضيفتهم في بغداد وغيرها من المدن ليخففوا العبء اولاً عن انفسهم بدلاً من السفر والوقوف في السيطرات والتدقيقات الامنية والنفقات الاقتصادية في هذا الظرف الصعب.
لقد انجزوا العمل بوقت قياسي بعيد عن الروتين والبيروقراطية، والمفرح ان المشاركة فيه شملت الجنسين والاساتذة الذين لم يتركوا الطلبة لوحدهم، والاهم ان ايا من هؤلاء لم يقل ان هذا العمل ليس من مسؤوليتي، وانما اسهم فيه عن طيب خاطر، وبالتالي سيكون حريصاً على ان يبقى في حال جيد ويعرف اهمية الحفاظ على الممتلكات العامة، الى جانب انهم عمروا ما دمره الاشرار وكبدوا البلاد والعباد خسائر لا ضرورة لها. الان، استئناف الطلبة لدراستهم بين اهلهم واساتذتهم وسيستقبلون في كليتهم زملاء جدد لهم في العام المدرسي المقبل ويستلهمون التجربة ايضاً.
في الواقع ان الطلبة عندما باشروا عملهم في اعادة تأهيل كليتهم لم يتوقع احد انهم سوف يتخطون هذا التحدي الكبير، لان الخراب الذي احدثه الارهابيون كان شاملاً وواسعاً، ولكن بالعزيمة والاصرار والغيرة الوطنية على البلد وعلى مصالحهم تمكنوا من اعادة البناء الى ما كان عليه واصلاح بعض الاثاث وبالامكانات الذاتية .
تجربة مثل هذه جديرة بالتعميم على بقية المرافق والمؤسسات ليس في محافظة الانبار ونينوى، وانما في كل مكان للاسهام في اعادة البناء. يمكن لمنظمات المجتمع المدني والاتحادات الطلابية في المناطق المتضررة وبقية المدن التضامن فيما بينها في فترة العطلة الصيفية والقيام بحملات طوعية مخطط لها مماثلة لا تقتصر على الجامعات ومراكز العلم وانما شاملة منازل المواطين للتخفيف عن كاهل اهلهم اينما كانوا ولخلق روح جديدة من الالفة والعودة بالعلاقات بين العراقيين الى سابق عهدها.
ان من كان على مقربة من الطلبة الذين اسهموا في المبادرة الطوعية اشاد بالروح المعنوية والتعاون والرفقة والتآلف الذي نشأ بين الطلاب واعجب بالمستوى الاخلاقي النبيل لكل من شارك ودعم مبادرة طالبات وطلاب كلية الادارة والاقتصاد في الفلوجة