5 نوفمبر، 2024 2:34 م
Search
Close this search box.

تفجيرات رمضان كريم فتش عن البعثيين الصداميين

تفجيرات رمضان كريم فتش عن البعثيين الصداميين

كما هي عادتهم وطبيعتهم كرم البعثيون الصداميون عن طريق قاعدتهم البعثية، بالتعاون مع فلول وذيول القاعدة الوهابية في العراق، العراقيين الصائمين وغير الصائمين كرما بالغا حين قتلوا العشرات وجرحوا المئات منهم في تفجيراتهم الأخيرة في بغداد وبعض المحافظات. إن الإسم الذي يختفي خلفه البعثيون الصداميون في تنفيذ اعمالهم الإرهابية هو دولة العراق الإسلامية. هذا الإسم يعني في الحقيقة القاعدة البعثية في العراق. ومن يعرف البعثيين وخاصة البعثيين الصداميين حق المعرفة لا يرى إلا ان هؤلاء لا يرضون بأية حال ان يكون لتنظيم القاعدة الإرهابي الوهابي السطوة والهيمنة والحظوة والنفوذ الكامل على العمليات الإرهابية في العراق والتفرد في إتخاذ القرارات. لقد إنكسرت شوكة القاعدة الإرهابية الوهابية في العراق منذ ثلاث أو أربع سنوات على يد قوات الإحتلال الأمريكية التي طاردتهم في كل مكان من العراق، ثم القوات العراقية من شرطة وجيش رغم حداثة تشكيلها وضعف تجهيزاتها العسكرية، ثم البعثيين من الصحوات والبعثيين من الصداميين، خاصة في المناطق الغربية، الذين إنقلبوا على القاعدة الإرهابية الوهابية بعد ان بدأت تقوم بالتفجيرات الإنتحارية والأحزمة الناسفة وتقتل عشوائيا وبلا تردد ولارحمة العراقيين في كل مكان من العراق بلا تفريق بين سني وشيعي وصديق ومتعاون. وفي حين إستمر البعثيون من الصاحين في صحوتهم وتوقفوا عن مقاومة الحكومة وقوات الإحتلال، مضى البعثيون الصداميون في طريقهم، طريق تأسيس قاعدة إرهابية بعثية تحل محل القاعدة الإرهابية الوهابية لتقود الهجمات الإنتحارية بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة بعد ان كانوا يخافون ولا يجسرون ولا يجرأون القيام بهذه الأعمال المميتة، ولا يقومون إلا باعمال الإغتيالات والتخريب وتفجير محطات المياه وابراج الكهرباء. فقد خاف اليعثيون الصداميون ان ينتهوا إلى ان يكونوا تابعين وذيولا لتنظيم القاعدة الوهابي الإرهابي الوافد من الخارج إذا لم يستقلوا بتنظيم إرهابي بعثي(عراقي) خاص بهم إذا أرادوا حقا العمل على الأطاحة بالحكم الحالي في العراق والعودة إلى الحكم ثانية. ومع الأيام صارت القاعدة الإرهابية الوهابية تابعة وخاضعة لسطوة وهيمنة القاعدة البعثية في العراق.
 إن على العراقيين ان يدركوا ويفهموا ويعوا ان البعثيين الصداميين لن يتركوا العراقيين ليعيشوا بسلام وأمان ولن يتركوا العراق ليكون بلدا مستقرا وهادئا مهما كلف الأمر. وأنهم يجدون في هذه الأعمال الإنتقامية الإرهابية الشنيعة ضد العراقيين متعة ولذة ما بعدها متعة ولذة، ولأنهم تواصوا وتعاهدوا على حب إراقة دماء العراقيين والتفرج عليها لأنهم يعرفون جيدا ان العراقيين، كل العراقيين، لا يريدونهم ولا يرتاحون إليهم إبدا منذ ان تسببوا في تدمير حلم العراقيين الأول وذلك بانقلابهم المشؤوم عام 1963 على ثورة 14 تموز 1958 واعدامهم الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه بطريقة وحشية ولا إنسانية، وماتبع ذلك من كوارث وماسي إنسانية طيلة وجودهم في الحكم حتى نهايته في نيسان 2003. إننا نشدد الكلام على البعثيين الصداميين الذي يقودون القاعدة البعثية في العراق اليوم بالتعاون مع ذيول وفلول القاعدة الوهابية، ولا نشدد الكلام على البعثيين الآخرين لأن منهم من يرفض هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية ضد العراقيين إبناء بلدهم، رغم معارضته للوضع السياسي الحالي والحكومة التي تتولى مسؤوليته بسبب المساوى والعيوب والأخطاء الكثيرة التي تعاني منها هذه الحكومة. ولا نقصد بالكلام البعثيين الذين إنضموا إلى العملية السياسية من الذين رفضوا سياسة حزب البعث في النظام السابق أو الذين تخلوا نهائيا عن الحزب واعتذروا رسميا عما جرى في المرحلة السابقة من حكم البعث، وعادوا إلى ممارسة حياتهم الأجتماعية والوظيفية، مخلصين في نواياهم واعمالهم بعد ان بدأوا حياة جديدة، (مع تحفظنا على نوايا البعض منهم في عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية الذين لا زالوا يضعون العصي في دواليب العجلة التي تمضي بالعراق في طريقه الجديد!)
إن بعض الدول الخليجية التي تناصب الوضع السياسي الحالي العداء بسبب حكم الشيعة فيه (وياليته لم يكن) تمد هؤلاء الصداميين البعثيين بالأموال التي تساعدهم على إدامة أعمالهم الإرهابية الإجرامية في العراق، ليس حبا بهؤلاء ولا لسواد عيونهم وليس من أجل إعادة حكم البعث إلى العراق، بل من أجل إسقاط الحكم الحالي في العراق لأن الشيعة يحكمون فيه ( وياليتهم لم يحكموا.) كما ان بعض البعثيين المتشددين من أنصار النظام السابق الذي يقيمون في بعض الدول العربية والخليجية يمدون هؤلاء البعثيين الصداميين داخل العراق بالأموال ويسخرون قنوات فضائية عراقية وعربية للدعاية والترويج لهم. ولو لا هذه الأمدادات المالية والإعلامية من هذا الطرف وذاك من خارج العراق ….. ولو لا وجود المندسين والمخبرين والمخربين والأدلاء في الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية، والمتعاونين مع القاعدة البعثية في العراق وذلك بتزويدهم بالمعلومات الأمنية وتسهيل مرورهم عبر السيطرات المنتشرة في شوارع بغداد حين يقومون بالتفجيرات. ولو لا هذه الصراعات التي ليس نهاية قريبة، كما يبدو، بين الكتل السياسية المشتركة في العملية السياسية وحكم الشراكة الوطنية …..  لما بقي  لهذه القاعدة البعثية وجود كالوجود الذي نراه اليوم ونرى تأثيره الكبير بسقوط العشرات بل المئات من الضحايا إلى المئات بل الآلاف من الجرحى بين فترة وأخرى. وما هو الحل؟
إن سياسة مسك العصا من الوسط هي سياسة فاشلة ومضرة تنتهجها الحكومة العراقية ورئيسها الحالي. هذه السياسة موصى بها بل هي مفروضة فرضا من الخارج، ومثالها هو حكومة المحاصصة الطائفية والشراكة الوطنية. وما لم تُفض هذه الشراكة (الوطنية) وما لم يُقض على المحاصصة الطائفية في حكم العراق، لن تقوم للعراق قائمة. وما لم يكن للقانون قوة تسنده وما لم للقوة قانون يسندها، فلن تقوم للعراق قائمة، (والحال ان في العراق اليوم قانون ولكن بلا قوة تسنده وفي العراق اليوم قوة ولكن بلا قانون يسندها.) وما لم تُطهر الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية من المندسين والمخبرين والمخربين والأدلاء، فلن تقوم للعراق قائمة. وما لم يُقض على الفساد بكل أشكاله، المالي والإداري في جميع المؤسسات الحكومية، فلن تقوم للعراق قائمة. ومالم يكن لدى المواطن العراقي نزعة وغيرة وطنية أقوى مما هي عليه الآن، ويسقط عبارة: (آني شعليه، وآني يا هو مالتي،) وما لم ينتهي المواطن العراقي من إعتبار العراق مجرد فندق يأتي إليه لينام ويخرج في الصباح إلى عمله، فإذا ما حدث في الفندق حادث ما أثر على راحته وسلامته وأمنه ترك الفندق وذهب لينام في فندق آخر أكثر راحة وسلامة وأمان، مرددا: (آني شعليه و آني ياهو مالتي،) فلن تقوم للعراق قائمة. وما لم ينظر قادة الأحزاب الحاكمة اليوم في العراق إلى مصلحة العراق أولا قبل مصالحهم الحزبية والطائفية والطبقية، فلن تقوم للعراق قائمة. وأخيرا، ما لم يتحرر العراق من الوصاية السياسية الأجنبية بعد ان تحرر من الإحتلال العسكري، ويكون حرا ومستقلا وسيدا في إتخاذ قراراته السياسية الوطنية حقا وفعلا، فلن تقوم للعراق قائمة، لا اليوم ولا غدا!

أحدث المقالات

أحدث المقالات