الطفل زهرةٌ من نوع خاص صغيرةٌ لكنها تفوق بجمالها حديقةٍ من الأزهار الكبيرة , مقابل ذلك يحتاج إلى أيادي أمينة تداعب ملمس أوراقه الضعيفة و أن لا تسمح لمقصات الأيادي قطع أوراقه .
كثر في الأونة الأخيرة للحد الذي أصبح معه روتينًا للعوائل شراء الهواتف الذكية لأطفالها لأرضائهم أو تعتبر أحد الحقوق التي تجعل منه متساويًا مع أقرانه أو عنصرًا يُكمل سد حاجته كطفل , وللأسف ترضخ العوائل من أول دمعة منهم متناسين مخاطر اقتناء الأطفال للهواتف الذكية في هذا السن المبكر وهي كثيرة نذكر على سبيل المثال لا الحصر ,تشتت الانتباه وضعفه لدى الأطفال ,عصبية الطفل الشديدة ,ظهور سمنة الطفل على المدى الطويل نتيجة الجلوس لفترات طويلة. كذلك فإن استخدام الهواتف الذكية يجعل من الأطفال معزولين عن المحيط الخارجي وأفراد الأسرة مبكرًا ,حيث يميل الطفل الذي يستخدم الهاتف أكثر من ساعتين يوميًا إلى عزلة والبقاء وحيدًا حتى في حالة تواجده مع الأطفال في سنه أو مع أقاربه.
هذه الأضرار كلها يمكن تجاوزها في حالة سقوط الدمعة الأولى من الطفل على منديلك أيها الأب والأم على حد سواء وأنتما تلاعبنه في محاولةٍ منكما لأرضائه بأمور أفضل من شراء الهواتف الذكية المضرة.
أما العمر المناسب لاقتناء الطفل للهاتف وحسب أراء خبراء سلامة الأطفال وعلماء النفس التربوي عدم وجود تحديد معين للسن الذي يصل إليه الطفل لكي يؤهل لاقتناء الهاتف والأمر يتوقف على مدى احتياج الطفل له وتقدير الآباء لدرجة نضج الطفل وقدرته ,بينما يقول أشاور روث بيترز وهو طبيب متخصص في طب نفس الأطفال في فلوريدا , أن عمر ال (14-11) سنة هي السن المناسبة لاقتناء الطفل للهاتف من خلال حاجتهم للتنقل إلى مدارسهم أو مراكز الأنشطة او الاندية التي يمارسون فيها نشاطاتهم ,
ومن وجهة نظرنا المتواضعة نحن نميل إلى ماقاله الطبيب أشار روث كون ترك الامر لتقدير الأب وحاجة الطفل يعني ذلك جعل صحة الطفل على مدى الطويل رهينة تقدير الأب ويكفينا أن نقول ليس كل الأباء أطباء أو لديهم درجة الوعي العالية لإداراك مخاطر الهاتف , وبالتالي أن عمر الحادية عشر إلى الرابعة عشر هو عمر مناسب كون الصغير قد تجاوز مرحلة عدم التمييز كذلك إدراكه للأمور يكون في تصاعد مستمر كذلك حاجة الصغير إلى الهاتف أثناء خروجه وإلخ , ونعتقد أن الهاتف المناسب لهكذا أعمار هي الهواتف غير الذكية أو التي تستخدم فقط لأغراض الاتصال ولأسباب معروفة للجميع ..
في الختام الطفل في سن مبكرة يحتاج إلى صدر أبيه وحضن أمه وهذا الأمر لا يوفره الهاتف , طفلكم زهرة وهذه الهواتف هي ذاتها المقصات التي تقطع من وريقات أطفالكم لكن بشكل متباطئ,
أنقذوهم ….