ليس بالمستغرب وفي مجتمع بدأ يفقد الكثير من مقومات الحفاظ على رقيه ، ان نجد الحسد والغيرة والنفاق بشقيه المعلن والمبطن ، وليس بالجديد علينا ان نسمع او نقرأ او نرى فتاوى اجتماعية لا دينية تسوّق في وطن امتهن ابناؤه الاجتهاد اللفظي، وتوغلوا عميقاً في فنون التسقيط والتشهير، حتى صارت فتاوى التشهير العراقية مميزة بين بقية فتاوى الامصار المجاورة، كونها ( محبوكة ) وتصلح لاي زمان وضد اي شخص او كيان .
أسوق مقدمتي هذه وانا اتابع الحملة المفاجئة التي انطلقت متوجهة لشخص وذات المهندس محمد الدراجي وزير الاسكان والاعمار، فالرجل يتعرض هذه الايام لحملة غير معروفة المصدر وجنّد لها اسماء وجهات عديدة الغرض منها النيل من حقيقة هذا الرجل القادم من غربة طويلة ليقدم ما تحصل عليه من خبرة واجتهاد عملي الى العراق وابنائه ، وحين اسندت له مسؤولية اصعب وزارة ، وتوليه تنفيذ اصعب ملف في العراق المبتلى بغياب البنى التحتية نتيجة الحروب العبثية للنظام الدكتاتوري البعثي ، ولمهارة المفسدين الذين احالوا الوطن الى خراب، ومع خطواته الاولى التي لمسنا فيها الكثير من الجدية والمنفعة العامة، انطلقت سهام الغدر باتجاهه، فصار متهماً باشياء واقوال لم يتوقعها، فتارة يصبح جاسوساً وفي اخرى يصبح ممولاً لكيان سياسي، واخرى مفسدا، وكل تلك الاتهامات خرجت على الملأ من دون سند او دليل، بل مجرد سفسطة تطلق عبر وسائل الاعلام .
الرجل ابتلي، حين فكر بمشروع يسهم في رفع الضيم عن كاهل الانسان العراقي، فهو ومع قرار تشكيل صندوق الاسكان صار هدفاً، لكل من لم يستطع ابتزاز الوزير في الحصول على غنيمة او رشوة عبر محاولات لا تنتمي للنزاهة والاخلاق بشيء، فتحول الرجل بين ليلة وضحاها الى شخص غير مرغوب فيه، لا لشيء الا لانه تصدى لكثير من المساومات السخيفة، لينقذ اسمه من الوقوع في براثن المفسدين ومستنقعاتهم المليئة بالفساد.
الحملة بشكلها المفضوح تنم عن قصدية لم ولن تنتمي للنزاهة او الاخبار بان هناك من يريد مصلحة العراق والعراقيين وهو الشعار المضحك الذي لم يستطع اغلب ساستنا اثباته على الارض، كما ان القائمين على الحملة، لا يريدون ان يعوا ان زمن التسقيط قد ولى وان الحقائق لن تحجب بغربال التصريحات غير المقنعة، بدليل ان كل مافعلته الحملة المضادة للسيد الدراجي تحولت لفقاعة انفجرت في فضاء يخص اصحاب الفكرة ذاتها، وبقي السيد الوزير ممسكاً اعصابه، ولم يدخل حيز المهاترات، لانه يؤمن بان أمامه الكثير لينجزه، وان اية التفاتة الى الخلف ستكلفه الكثير فهو يعلم انه وبمنجزه فقط سيردّ على كل المتخرصين .