22 نوفمبر، 2024 9:49 م
Search
Close this search box.

المواطنة بين الحقوق والواجبات

المواطنة بين الحقوق والواجبات

الوطن في علوم الجغرافيا يمكن ان يعرف بانه تلك المساحة من الارض التي يعيش عليها الانسان واتخذها مسقرا له ولأجياله وهذا الوطن قد يعرف احيانا بالوطن الجديد او القديم عند التنقل او الهجرة بين تلك الاماكن ولكل تسمية احكام وقوانين ممكن ان تجري عليها وفق اليات أي علم من العلوم .. فمثلا اهل الفقه لهم تشريعاتهم الفقهية على الشخص الذي يتنقل بين هذه الاوطان .. واهل علوم الاجتماع لهم ايضا تسميات اخرى …الخ من العلوم .
لكن جميع العلوم تعطي صفة “المواطنة ” على أي فرد يعيش ضمن وطن يحكمه دستور وقانون يسري على القوي قبل الضعيف.. والغني قبل الفقير.. والكبير قبل الصغير .
يذهب بريق صفة المواطنة عندما تختل الموازين وتقتل العدالة الاجتماعية في تطبيق جميع معايير الحقوق والواجبات , هذه المعايير لو اراد أي شخص ان يبحث عنها.. سوف لا يصيبه التعب بالبحث والتحري بالقدر الذي هو الالتزام بما تيسر من المبادئ والاعراف والقيم التي تربى ونشاء عليها وامتحان هذه القيم في حالة التعرض الى مهالك وشهوات الدنيا.
اجمل وصف لزهو وسطوع بريق المواطنة ليطلق عليها اسم المواطنة الصالحة عند تطبيق هذه الموازين التي اخبرتنا الروايات عنها للأمام السجاد ابن الحسين الشهيد (عليهما السلام) , سأل شخص الإمام زين العابدين (عليه السلام) فقال له: كيف أصبحت يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )؟ فقال (عليه السلام): “أصبحت مطلوباً بثمان: الله يطالبني بالفرائض، والنبي يطالبني بالسنة، والعيال بالقوت، والنفس بالشهوة، والشيطان باتباعه، والحافظان بصدق في العمل، وملك الموت بالروح، والقبر بالجسد، فأنا بين هذه الخصال مطلوب”*
سبحانه وتعالى اول اصحاب الحقوق له علينا وواجبنا نحوه في الفرائض التعبدية والمعاملات العبادية ( الصلاة ,الصوم, الصدق ,العدل ,العمل …..الخ) , وثانيهما في الحقوق علينا رسول الله واهل بيته .. حيث قال تعالى ( ولكم في رسول الله اسوة حسنة) وعندما يتزن الفرد السوي في واجباته وحقوقه اتجاه اهله ونفسه سوف يرتقي سلم الكمال الانساني ليعلن الفوز بعدم الانصياع الى الشيطان وحزبه فينجو ويفوز بما لديه من كملات العمل والنية الصادقة على الشيطان والنفس الامارة بالسوء ويؤخذ اجره في الدنيا والاخرة .. في الدنيا يعرف عند اهلها مواطن صالح وفي الاخرة ورثة جنة الفردوس .
ما احوجنا اليوم الى المواطنة في جميع معايير تطبيقها في البيت والشارع والمدرسة والدائرة وفي كل مكان وبالخصوص دول العالم الثالث ومنها عراقنا الغالي ولا نقول وطننا العربي لأنها كلمة حفظتها اجيالنا وصدمت بها الشعوب العربية لأن لا وجود لتطبيقها في البلدان العربية .
ما احوجنا الى قول الحق في وجه المتملقين .. وسند اهل الصواب ضد المتخلفين .. وكشف السراق والفاسدين .. وتكريم الصالحين .. ومعاقبة الخاطئين , لكي تنفرز المواطنة الصالحة في واجباتها اتجاه هذا الوطن وما لها من حقوق بالوطن.

أحدث المقالات