راجعين يا هوى راجعين يا زهرة المساكين
راجعين يا هوى على دار الهوى على نار الهوى
راجعين…
الاخوين رحباني
اذ اردنا التحقيق في الفشل الحاصل في بلادنا العربية والتي سببها السياسة اليابسة والتعصب في الانانية المفرطة لمعالي وسماحة قادتنا الكرام انانيةً والاهتمام بالمصلحة الشخصية بالدرجة الاولى اما مصلحة الوطن والشعب فهي الاخيرة ان لم تكاد تنعدم!
اما في الغرب فعندما ينهي القائد الغربي مهمته الواقعة على عاتقه وهي “خدمة” الشعب يغيب عن الانظار بشكل مفاجئ سواء كانت خدمته ايجابية ومحمودة من ابناء شعبه او كانت خدمته تنقصها بعض المقبلات المرطبة لمعد الشعب, ويبدأ بأنتاج كتاب يشرح به سيرة خدمته وما واجهته ادارته من قضايا واحداث.
فالرئيس الامركي السابق بيل كلنتون يبدأ الان للتحضير بكتابة رواية تحكي تفاصيل وخفايا البيت الابيض بمساعدة الكاتب الشهير جيمس باتيرسون. اما الرئيس الامريكي الذي تلاه وهو جورج دبليو بوش فكتب كتابه ايضا اما الاخير فهو باراك اوباما الذي يعتكف للكتابة عن فترة رئاسته للادارة الامريكية. وبقية قياديي الدول العظمى مثل برطانيا فهم ايضا يسيرون على نفس المنهج فحتى يومنا هذا بعد مرور اكثر من ستة عقود نقرأ بعض العبارات التي قالها ونستون تشرتشل اثناء الحرب العالمية الثانية.
ومن هذا النمط المعتاد, يتعلم من يرغب بخدمة بلده من تجارب الذين سبقوه والتي خطوها بكتاب, وبنفس الوقت تتاح الفرصة لتجديد الوجوه الادارية للدولة وليس كما يمارسه ساستنا المتشبثين بالسلطة (بالسرقة).
اتمنى من سادتنا وقادتنا (حفظهم الشيطان) ان يفكروا ولو قليلاً عن سبب نجاح الامة التي تعيش على خيرات بلداننا, لكن وللأسف ساتدنا اكبر من ان يقارنوا انفسهم بهؤلاء “الكفرة” حسب زعمهم!
اما هم الاسلاميون –زوراً ونفاقاً- فبعد ان ينهوا قيادتهم للدولة وبعد ان يسيقوا الشعب بسوط رعي الاغنام والماعز وتنتهي ولايتهم يحاولوا وبكل فشل تجديد فشلهم على حساب جوع وخوف الشعب.
اذن اغنية “راجعين” لفيروز تجسد ما يقوموا به ساستنا من محاولات بائسة ومخجلة للصعود على اكتاف الفقراء من الشعب واستخدام سذاجتهم وحاجاتهم البسيطة وتحويلها الى اصوات انتخابية. وانا على علم يقين بأن ما اكتبه سوف لن يعجب احداً سوى البائسين اليائسين الذين يظنوا بأنهم لا حولة ولا قوة لكنهم نسوا النهي عن المنكر ولو بكلمة او حرف حتى لنغير من واقعنا المخجل.قال تعالى : ((وقفوهم انهم مسؤولون)).