17 نوفمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

أهلاً بالرئيس ترامب في بلاد القمم

أهلاً بالرئيس ترامب في بلاد القمم

منذ أعلن رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب في الرابع من أيار (مايو) الجاري، أن المملكة العربية السعودية ستكون أولى محطاته في أولى جولاته الخارجية، والمحللون والكتّاب يذهبون شرقاً وغرباً في تفسير هذا الإعلان المفاجئ، وقد ظنوا أن الرئيس ترامب قد لا يزور السعودية أبداً طوال فترته الرئاسية، بناءً على المقولات والمواقف الانتخابية التي كان يطلقها أثناء الحملة الرئاسية!

ذهب البعض في الاتجاه الإيجابي لتفسير الزيارة المنتظرة، استناداً بالطبع إلى المكانة والأهمية اللتين تحظى بهما المملكة، ليس في محيطها فحسب، بل في العالم بأسره.

بينما انخرط آخرون في الاتجاه السلبي للتفسير، إذ يرون أن ترامب لم يضع السعودية أولاً في جدول زياراته إلا لأنه يريد أن ينهب خيرات السعودية ويعقد الصفقات الإلزامية معها. كأنه لا يستطيع أن ينهب أو يكسب لو جعلها الدولة الثانية أو العاشرة في جولته بالمنطقة؟!

كان من المربك لأصحاب التفسير السلبي الإعلان عن أن زيارة الرياض ستنطوي على ثلاث قمم: سعودية، خليجية، وإسلامية. إذ تبدَّى لهم أن الزيارة ليست مجرد (صفقة)، بل هي أكبر من ذلك بكثير.

قد أتفهّم دوافع أي شخص من أي بلد في التقليل من أهمية هذا الحدث ومحاولة وضع الدواليب في عجلة الطائرة الأميركية المتجهة إلى الرياض. لكن الذي لا أفهمه هو أن يبذل سعوديون جهوداً ذهنية كبيرة لإيجاد أسباب ودوافع سيئة لعقد هذه القمم الكبرى في الرياض، مدفوعين في تحليلاتهم تلك، إما بنظرية المؤامرة أو بعملية جَلد الذات.
الرئيس ترامب لن يأتي إلى الرياض لأنه يحبنا، والزعماء الخليجيون والمسلمون لن يأتوا إلى الرياض لأنهم يحبونه، لكن المصالح المشتركة هي التي ستجمع هؤلاء القادة الدوليين، في مدينة الرياض، لأجل مناقشة ملفات الإرهاب والتطرف، والأطماع الإيرانية، ومشكلات العراق وسورية واليمن، وإعادة تسخين العلاقة مع الحليف الأميركي بعد البرود الأوبامي!

اللقاءات لا تُدار بالنيات المُحكَمة، وإن وُجدتْ، فالفاعلية والفطنة والرؤية والتخطيط قد تلغي مفعول الكثير من النيات المسبقة الصنع، وهنا يكمن المحك الحقيقي للتحضير المعجون بالأبعاد الاستراتيجية.

وأياً كانت نتائج القمم الثلاث ومآلاتها، فإن امتياز عقد هذه القمم في العاصمة السعودية سيبقى شاهداً على الأهمية الفريدة لبلاد الحرمين الشريفين، دينياً وجغرافياً واقتصادياً، كلاعب أساسي ودائم في المنطقة، وعضو دولي مؤثر في العالم. وعلى الدلالات التي تقف خلف احتضان مدينة واحدة في هذا العالم لثلاث قمم، وطنية وإقليمية ودولية، في يومين فقط.

نقلا عن الحياة

أحدث المقالات