22 نوفمبر، 2024 2:30 م
Search
Close this search box.

الجيش العراقي أسمى من الطائفيين

الجيش العراقي أسمى من الطائفيين

كتبتُ أكثر من مرة وصرحتُ مراراً أنّ الجيش العراقي الحالي هو إمتداد للجيش العراقي الأصيل صاحب الأرث الكبير الذي يفخر به كل عراقي بل كل عربي أصيل . الجيش العراقي قاتل دفاعاً عن العرب في فلسطين عام ١٩٤٨ ولا زالت الكتابات العسكرية تتغنى ببطولات الجيش العراقي في معركة جنين ، وقاتل عام ١٩٦٧ ثم شاركَ في حرب الاستنزاف ضد العدو الصهيوني في نهاية الستينات وبداية السبعينات ، ثم شارك بفعالية في الحرب العربية – الإسرائيلية عام ١٩٧٣ وكان سرب الهوكرهنتر العراقي المرابط في مصر أول سرب نفذ الضربة الجوية في قلب اسرائيل ، وبرياً زحفت الدبابات وناقلات الأشخاص المدرعة على السُرفة ( الزنجير ) ومعها المدفعية وبقية الأسلحة والخدمات لتصل سوريا وتدخل المعركة مباشرةً وتسهم في منع الصهاينة من احتلال دمشق ، لقد سمعتُ شخصياً من المرحوم اللواء الركن محمود وهيب العزاوي قول الرئيس السوري السابق حافظ الاسد ( دمشق بشواربكم يا محمود )، كما قرأتُ لأحد الكُتاب العسكريين الإسرائيليين إشادته بالعقيد الركن سليم شاكر الامامي ( أطال الله عمره ) ووصفه ( ضابط الدبابات المتخصص )، أقول شاهدتُ وقرأتُ سورة الفاتحة على ارواح شهداء عراقيين مجهولي الهوية في ( منطقة الاغوار غرب الاْردن ) وفي مقبرة الجيش العراقي في المفرق وفي قبور الشهداء في سوريا ، قاتل الجيش العراقي وهو لا يعرف شيئاً اسمه المذهب أو العِرق . وفي الحرب العراقية الإيرانية قاتل الجيش العراقي صفاً واحداً استشهد الأيزيدي العقيد باشا والكردي ل ر جواد اسعد شيتنه دفاعاً عن البصرة ، وفي احتلال الكويت عام ١٩٩٠ وكذلك لصد الحرب الامريكية على العراق ٢٠٠٣ ، قاتل الجيش العراقي ولم يسأل أحد عن الطائفة والعِرق ، قاتل بغض النظر عن قناعته او عدم قناعته بالقرار السياسي لانه يعرف أنّ الجيش ( اداة السياسة )، وأنّ ( الحرب إمتداد للسياسة بوسائل أخرى ).

وفي عام ٢٠٠٦ قاتل الجيش ضد القاعدة ، ثم قاتل عام ٢٠٠٨ في عمليات ( فرض القانون في البصرة ومدينة الصدر ) ، ولم يسأل ويُعير إهتمام انها مناطق شيعية ، ويقاتل منذ عام ٢٠١٤ ضد داعش ولم يهتم أنها مناطق سُنية .
وللأنصاف حاول البعض من الطارئين على الجيش أو ممن يضمرون الطائفية في قلوبهم ، لزرع الطائفية في الجيش، ونعم لَحقتْ بالجيش العراقي درنات طائفية لكننا على يقين بأنّ أبناء المؤسسة العسكرية الأصلاء سيُنظفوا الجيش من هذه الدرنات عاجلاً أم آجلاً . ابناء القوات المسلحة بُراء من المحاصصة الطائفية التي فرضها بعض الساسة في مناصب القوات المسلحة ، ولا يؤمنون بها مُطلقاً .
تواجدتُ في بغداد لبضعة شهور زارني فيها الكثير من إخوتي كبار الضباط ، لم يسألوا عن مذهبي أو رتبتي ، وإنما جاؤا يُمارسون تربيتهم العسكرية التي رضعوها ( لبناً سائغاً ) من صدر امهم ( المؤسسة العسكرية ) ، لقاءآت حميمية والله تفوق لقاء الاخوة من أم وأب ، جاءني من هو أقدم مني عسكرياً ومن أنا أقدم منه عسكرياً وكانت لغة المخاطبة بين الجميع ( سيدي العزيز ) ، جاءني من اخوتي الضباط دون أنْ يسألوا عن المكون أو المذهب ، زاروني ودعوني الى بيوتهم واتصلوا يستفسرون عن أي حاجة أو خدمة احتاجها ، ماذا يعني ذلك ؟
يعني أن ضباط الجيش أسمى من الطائفية ويمقتونها . شكراً والف شكر للجميع ، ويقيني بالله كبير ، وثقتي بالضباط الاصلاء كبيرة في التصدي لأي نفس طائفي ليبقى جيشنا جيش العراق كل العراق ، وليتذكر اخوتي القادة : الفريق الركن ( الكردي ) جعفر العسكري والفريق أول الركن عبدالجبار شنشل ( السُني ) و الفريق أول الركن سعدي طعمة عباس ( الشيعي )، والفريق الركن ( التركماني ) يالچين عمر .
اللَّهُمَّ احفظ العراق وشعب العراق وجيش العراق
عشتم وعاش العراق

أحدث المقالات