5 نوفمبر، 2024 1:51 م
Search
Close this search box.

خواطر رمضانية

خواطر رمضانية

نبدأ بحمد الله اولاً فهو وحده تعالى الذي يحمد في السراء كما في الضراء…
ونكرر التهنئة لشعبنا وامتنا بحلول شهر رمضان المبارك… وكأن اعداء العراق وما اكثرهم يتمنون ان لا يحل هذا الشهر وقد شمر ابناء العراق عن سواعدهم وشحذوا عقولهم في معركة البناء… ويصفون الوضع على طريقة:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
    تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
لكن العراقيين قد ارغموا  بعون الله وعزمهم بان تهب الرياح بما تشتهي السفن رغم ان العراق هو البلد الوحيد الذي لم يدخل ثورة البخار والكهرباء بعد وما زالت الرياح الاربع من الشمال والشرق والجنوب والغرب تتلاعب باتجاهه وتتزاحم على تقرير مصيره وكل يريده ان يرسي بمينائه… تساعد في ذلك زعامات تنتقل بين هذه الزوابع وكل يبحث عن رضا النفس اما من يرضي العراقيين فلا احد منهم فهي قضية ليست مهمة على الاطلاق. وكل عام والعراق بلا نهازي الفرص.
وان هذا الدعاء حبيب الى قلب العراقيين لان عدم وجود الانتهازيين والمتصيدين في الماء العكر هو الوضع المثالي الذي يتمناه كل عراقي وعراقية…
 ثم نساله تعالى ان ياتي رمضان القادم ونحن ايضا بلا افراد او مجموعات من النوع الذي يقايض الوطن بالمال، ويصارع بعضه البعضا املاً في ان تتصارع فئات الشعب في امور لا ناقة لها فيها ولا جمل.
اذن لا قيمة للديمقراطية ومن تخرج الاول على دفعته ومن هو الثاني طالما لا ينتفع الاول بمعدله العالي ولا يتضرر من كان في اسفل السلم… وطالما لا احد يستطيع ان يقرر مصيره او مصير بلاده لان ارادته مرهونة لدى احدى الجهات الاربع.
والاسئلة التي يطرحها الصائمون او معظم الصائمين على انفسهم كثيرة ومنها ماذا يضيفون الى عبارة (والى صيام غد نويت) لان  بعض بؤر الارهاب المتبقية ولان الحاسدين والحاقدين لم يرغبوا ان تكون الاعمال بالنيات انما بالسيارات المفخخة والقنابل اللاصقة والاحزمة الناسفة والمسدسات كاتمة الصوت… و:
من لم يمت بالسيف مات بغيره
    تعددت الاسباب والموت واحد؟
ويتسائل الناس على ماذا يفطرون؟ وماذا يعدون لسحورهم؟ لقد اصر البعض ان يذهب الى غير رجعة زمن الموائد العامرة بالذ الطعام كما ذهب زمن الماء القراح وبدلاً من استخدام الوسائل الحديثة للامساك عدنا  نتبين الخيط الابيض من الاسود اذ لا كهرباء وبالتالي لا تلفزيون ولا مذياع…
لقد اراد النفر الضال ان يبقى  الفقر هو الغالب ، والقائلون بهذا القول هم من اثرياء السياسة والا ماذا يملك اي فرد من ابناء الشعب اذا كان عاطلاًعن العمل؟ او اذا كان موظفا (غلبان)لا يكفي راتبه كل راتبه لمائدة شهية.
لقد اراد هذا النفر اعادتنا الى زمن الآباء بل الى زمن بعض الاجداد حيث كانت تكفيه للفطور (طاسة) ماء ورغيف خبز وباقة من الفجل…
ومع ذلك كانوا هم من  السعداء…  اما نحن فنقول:
انه لا شيء يجلب السعادة لا طعام ولا شراب ولا القليل منهما ولا الكثير انما السعادة بالامن… ان تنام الليل وانت على موعد مع الصباح وان جاءك لص فلا شيء يمكن ان يسرقه وهو ينقب كما تفعل شركات البترول فلا يجد الا أسمالا ياخذ بعضها ويمشي لاعنا حظه الذي لم يدله على شيء ثمين.
الصوم صحة وعافية هذا صحيح ولكن شريطة ان لا يأكل البعض في وجبة واحدة ما يعادل ثلاث نهارات.
اما فقراء الناس فان صيامهم تحصيل حاصل لضيق ذات اليد…
وقالوا ايضا ان الصيام يجعل الغني يشعر بالجوع وبالتالي يشعر بآلام الفقراء.. ولكل الناس يصومون هذه الايام ايضا غير اننا لم نر احداً يبكي على احد من الذين اصبحوا يمتلكون المليارات ويستهينون بالملايين وهم خلاة من كل معرفة يختزنها العقل ومن كل روح تخلق باجنحة من الايمان.
وقد قالوا ايضا ان شهر رمضان فيه تصفية للقلوب من الحقد والبغضاء وليرتاح به الحاسد والمحسود والحاقد والمحقود عليه… وهذا حق وتلك حكمة الله في خلقه… لكن قلوب بعض الزعامات  لن تصفى حتى لو غربلت ويظل الواحد منها يتربص بالاخر… يصومون عن الطعام وليت صيامهم يشمل التصريحات كما ان القبل لا تفطر الصائمين لا سيما اذا كانت بين زعماء القوائم  والله شاهد انه لا شأن للناس باية قبلة… انما هي ادعاءات بالود لا تكلف مالاً ولا جهداً…
وفي الجانب الاخر ينشط بقايا القتلة في رمضان لتزداد (حسناتهم) لا سيما اذا كانت الاسلحة الحديثة والعتاد قادم من دولة  ( اسلامية) ويقول مساندو الارهاب (نحن لم نرسل اسلحة للعراق انما هي هبطت من السماء على (القاعدة) وعلى غيرها من منظمات الاجرام… وفيما يتعلق الامر بالقتل الجماعي ليس هناك فرق بين الشيعة والسنة ولا بين المسلمين واخوتهم من المسيحيين فمثل هذه الفرقة اريد ان تزرع بين العراقيين… اما هم فالنية واحدة والضحايا سنة وشيعة وعربا وكرداً وكباراً وصغاراً.. انهم يريدون الموت ان يكون هو القاسم المشترك بين الناس.
كذلك فان بعض الزعامات لن تصوم هذا العام فهي قد ادمنت على السفر وهي تبحث عن عدة لايام اخر بعد ان تحل قضية الوزارات السيادية… وقد:
(قرات في القران تبت يدا ابي لهب…
 فاعلنت وسائل الاذعان:
 ان السكوت من ذهب…
احببت فقري لم ازل اتلو (وتب)…
(ما اغنى عنه ماله وما كسب)
 فصودرت حنجرتي بجرم قلة الادب…
وصودر القران لانه علمني على الشغب).
اننا وكما اسلفنا بالرغم من كل ذلك متفائلون لانه رغم ما يبدو على السطح فقد ارتدت على اعقابها عن بلادنا  موجة او بالاحرى سونامي الارهاب الذي كان عاتيا لبضع سنين او ارتد معظم مجموعات القتل والارهاب وصارت بين لائذ في دهليزه خوفا من نقمة الشعب وبين عائد الى حاضنته في احدى الدول الاجنبية، وبين من نال عقابه الصارم المحق على ما اقترفت يداه بحق العراقيين ولم تبق سوى بؤراً هنا وهناك حائرة بنفسها لا تمتلك سوى عمليات خائبة ولا تعرف ايان المصير…
 كما ان  بذور الامل قد انفلقت وسبحان فالق الحب والنوى واطلت الخضرة باعناقها مبشرة بالخير العميم وان هي الا سنتان او ثلاث ليعم الرخاء وتعود الطمائنينة.. ذاك ان معجزة الله سبحانه تتجلى من ضمن ما تتجلى به في هذه القدرة التي تمتلكها بعض الشعوب وفي المقدمة منها شعبنا العراقي على تجاوز المحن والفتن والحرمان لتخلق لنفسها حياة فياضة بالعزم والعمل وقطف ثمار عملها…
 ان شعبنا كطائر الفينيق من رماده ينهض.
فاذا ما نظرنا حولنا فأننا نجد العنصرية باتت مهملة واصبحت تغني خارج السرب…
ونجد ان الطائفية تتوارى وتسير الى حتفها بفضل قوة التوحد لشعبنا…
ونجد ان شرنقة التخلف تتمزق لتحل محلها روح التقدم والتطور والانبعاث الحضاري وهذا وحده كاف لان نقول:
 اذا كان فطور الاسرة العراقية اليوم متواضعا لكن صومها مقبول وفطورها في الرمضانات التالية سيحتوي على وفرة من نعم الله على عباده ولذلك نحن في حركة القوى الوطنية والقومية (حقوق) لا نيئس ولا نشعر بالاحباط وكان لنا شرف الريادة في مقاومة الطائفية والعنصرية وفي التمييز بين المقاومة الشريفة والارهاب وظل يحدونا الامل بمعجزات جديدة.
وكل حركة سياسية لا تتخذ من الامل سندا وفرحا في المستقبل يجري في عروق الوطن ويمور في جوانحه فان مثل هذه الحركات سيطويها ايضا تيار النسيان.
فيا رب بحق هذا الشهر المبارك نسالك ان تبعد عن شعبنا كل ابي لهب وان تنهض جحامل الحق من جديد.
(أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون ) صدق الله العظيم.

حركة القوى الوطنية والقومية (حقوق)
22/ تموز/ 2012

أحدث المقالات

أحدث المقالات