5 نوفمبر، 2024 1:49 م
Search
Close this search box.

فلا تحسبّن الكلب يبتسم إذا ما رأيت أنيابه بارزةً .. مو شرط يعني

فلا تحسبّن الكلب يبتسم إذا ما رأيت أنيابه بارزةً .. مو شرط يعني

قبل يومين .. صباح أوّل أمس أو ظهراً , وفي منطقة”أبو غريب” اعتقلت القوّات الأمنيّة العراقيّة 10 من العائدين العراقيين من سوريا إلى العراق بتهمة انّهم “مطلوبون” سابقاً لجهات حكوميّة عراقيّة على أساس أنّهم متّهمون بتهم مختلفة هي في حقيقتها تهم سياسيّة ــ بعثي أو ضابط ــ ممّن شاركوا بحرب الثمان سنوات الطائفيّة الّتي شنّها خميني على العراق بدعوى “نشر التشيّع” بدعوى “نشر الإسلام” , حدث الاعتقال في خضم عودة بعض العراقيين إلى العراق قادمين من سوريّا بعد احتدام الأزمة السوريّة منذ عشرة أيّام تقريباً , ومن الواضح أنّ هؤلاء الّذين اعتقلوا قد تمّ إنزالهم من حافلات أو سيّارات النقل العاملة ما بين العراق وسوريا , ممّا ترك آثارا مرعبة على كلّ من كان ينوي من العراقيين “البعثيين والضبّاط وموظّفي المناصب الحسّاسة في النظام العراقي السابق في سوريا وغيرها” العودة إلى العراق ..

الأجهزة الأمنيّة العراقيّة , ومنذ الخطاب الّذي ألقاه “عزّت الدوري” كانت في حالة استنفار كبيرة وخاصّة حالة الاستنفار عند ملتقيات المراكز الحدوديّة الإداريّة بين محافظات العراق وعند الحدود العراقيّة مع الدول المجاورة له , وكان العراق قد دخل حالة إنذار أمني واستخباري بأقصى درجاته منذ أن تمّ الإعلان قبل اسابيع قليلة عن اجتماع شامل عقده حزب البعث العراقي بحضور السيّد عزّت الدوري أعلن عنه أنّه عقد في منطقة من مناطق بغداد , الحكومة العراقيّة المنتخبة , من جانبها , وفي حالة استثنائيّة وجدت نفسها فيها كثّفت نقاط التفتيش في أرجاء واسعة من بغداد وبعض المحافظات العراقيّة وصلت الكثافة والتشدّد الكبيرين إلى أن يصعد عند نقطة تفتيش من نقاط التفتيش الأخرى إلى الحافلة القادمة لبغداد أو المغادرة منها ضابط عراقي بمعيّة بعض عناصر الشرطة وبين يديه “لاب توب” يدقّق به في وجوه الركّاب وفي أسمائهم , يحدّق فيه ويحدّق فيهم علّهم يعثرون على نائب الرئيس العراقي صدّام حسين من بين المسافرين أو الركّاب ! , أو يقومون بجمع جوازات المسافرين وإخضاعها للتدقيق الشديد لأكثر من نصف ساعة في غرفة نقطة التفتيش المخصّصة ..

من ضمن حالة الاحتياطات , المكشوفة الأغراض ,الّتي قام بها السيّد رئيس الوزراء المنتخب بانتخابات استثنائيّة معقّدة لدورة رئاسيّة ثانية , ولربّما أبديّة , نوري المالكي , وفي خضمّ الأزمة السوريّة الّتي تصاعدت وتيرتها عسكريّاً بشكل كبير وشارفت على نهايتها بفضل وعي الشعب السوري لما يحاك من تحته من مؤامرات كبيرة باسم الاسلام وباسم التديّن لتقسيم سوريا عدّة أقسام تكون “حلب” خاضعة سياسيّاً للطيّب جدّاً ” المؤمن أردوغان” , أعلن مجلس وزراء المالكي بأنياب مبتسمة .. يجوز يعني مبتسمه من صدك شمدرينه إحنه.. ألله أعلم بالنيّات , عن قرار يشكّل برأيي خطورة كبيرة على الحكومة العراقيّة الحاليّة نفسها قبل غيرها فيما لو تمّ تنفيذه فعلاً , وبشكل غير متوقّع , وبتوقيعه, عن فتح باب العودة لجميع ضبّاط وقادة وصنوف الجيش العراقي “السابق” ,وهذا القرار أتى مصحوباً بلقاءات متلفزة لمنتسبي الجيش العراقي “السابق” في محاولة لإقناع المشاهد , والعائد , بجدّيّة الموضوع , بالتزامن مع دعوة السيّد قائد حزب الدعوة أبو إسراء عن الترحيب ( والعفو ) عن جميع القادة العراقيين السياسيين والعسكريين المتواجدون “على أرض سوريا .. وهو ما قصده مجلس وزراء المالكي , ولم يخصّ باقي القادة العراقيّون اللاجئون في مصر أو دبي أو الأردن , وهو أمر يكاد أنّ يؤكّد ربّما عن غرض مبطّن ما لجهات تقف وراء إصداره ووراء السيّد المالكي , وذلك من خلال طريقة توقيت صدور القرارين “الدعوة والعفو” بالتزامن مع أحداث سوريا الأخيرة وإصدار “المجلس” السريع للضباط والقادة العراقيين للعودة لصفوف الجيش العراقي وكأنّ القرارين يدعوان من في سوريا دوناً عن دعوته للهاربين من القادة والبعثيين الساكنين في دول جوار اخرى .. ومّما يبعث على الشكّ والريبة أكثر عن وجود من يختفي وراءهذين القرارين هي طريقة الحشد الإعلامي العراقي المحموم حد الارتباك بدت معه وكأنّ الحكومة في حالة احتفالات كبرى وأعياد وأفراح , لكنّها افتضحت مع كلّ ذلك من خلال الصور والتسجيلات التلفزيونيّة المفتعلة تذكّرنا بعشرات”الأفراح” من مثلها في ظروف سابقة احتفلت بها الحكومة العراقيّة بقائدها قائد حزب الدعوة ووعدت بنفس الطريقة هذه العائدين بأنواع الامتيازات مع فتح الأحضان الدافئة لهم ونشر تكرار نفس صور العراقيين وهم مكدّسون في كراج السيّدة زينب ع بانتظار صعودهم حافلات العودة المزعومة إلى العراق .. لكنّ هذه المرّة كانت الدعوة بدعوتين ! وبتنسيق إعلامي يبعد الشبهات عن لهاث وسيل لعاب الدعوات السابقة .. فقد استغلّت الحكومة العراقيّة أوّلاً نشر خبر مفتعل عن تسلّم العراق رفات جثث 21 عراقيّاً على أساس أنّهم قضوا في الأحداث الأخيرة في سوريّا استلمتها الحكومة العراقيّة على ما أذكر عند معبر البو كمال أو ربيعة الحدوديّتين بحسب ما اّدعت الجهات الحكوميّة .. اختيار وسيلة الإعلام الّتي نشرت الخبر كانت مقصودة ! حيث تمّ نشره, بإيعاز وتفاهم مع حكومة العراق الّتي بدت من خلال تصفيق إعلامها مستقتلة على عودة العراقيين , عن طريق قناتي “الشرقيّة” و “التغيير” !وليس عن طريق الاعلام الحكومي “العراقيّة” وتوابعه من قنوات اخرى كما جرت العادة !! لربّما لكسب ثقة العائد أو المعفي عنه , كما وقد جيّرت الحكومة العراقيّة مقتل صحفيين عراقيين في منطقة “جرمانا” من ريف دمشق ليبدو الأمر يأتي في سياق الخطر الّذي بات محدقاً بالعراقيين في سوريا جرّاء التصعيد العسكري الأخير فيها .. في حين أنّ القتيلين رحمهما الله “كانا يقيمان بصفة رسميّة دائمة في البلد” قضيا بخلافات مع جهات أخرى غير حكوميّة أدّت لمقتلهم ا, كما علمنا لاحقاً من مصادر متّفقة ..

بحسب رأيي المتواضع .. وبدل هذا”التعب” والبهذلة والإجهاد الحكومي وتورّطها أكثر بدماء العراقيين بعدما جرت أنهاراً تحت سلطتها بالخروقات الأمنيّة المستمرّة وبغيرها من خطف واعتقال وتعذيب والّتي أودت بمئات الألوف من الضحايا العراقيين تحت رعاية مجلس الأمن وتحت مسمع وبصر منظّمات حقوق الإنسان الّتي ملأت الدنيا والآخرة صراخاً وعويلاً مريراً تتباكى دماءً شلاّلات وانهاراً وعياط ونوح عبر جميع الوسائل الإعلاميّة العربيّة والعالميّة تتألّم وتؤلم سكان العالم عن “جرائم صدّام والقذّافي والأسد” بحق شعوبهم .. فبدل كلّ ذلك .. وبحسب قناعتي وقناعة العراقيين جميعاً ؛ أن تشمّر عن ذراعيها وبنوايا صافية الحكومة العراقيّة, خاصّةً وهي حكومة منتخبة , فتشرع ببناء عراق حقيقي “مو تلزيك وبهرجة زرق ورق كما يحصل الآن في العاصمة بغداد الغرض منها تبديد ثروات العراق ونهب أمواله بادياً ذلك من التشكيلات اللونيّة والمواد الإنشائيّة وأكسية البنايات الفاقعة والتصاميم الساذجة التركيّة والإيرانيّة وغيرهما” وأن تستغلّ الأموال الطائلة الّتي تدخل جيوب ..عفواً .. أقصد الّتي تدخل خزائن العراق سنويّاً من عائدات النفط العراقي فتؤسّس لنهضة علميّة واقتصاديّة ( وعسكريّة حقيقيّة وإعادة الخدمة الإلزاميّة وإحياء الكلّيّات العلميّة العسكريّة وإعادة عجلة التصنيع العسكري لمواجهة أنياب دول الجوار وغير دول الجوار مهما قويت خاصّة بعد تراجع القوى الّتي احتلّت العراق , والمستفردة بعراق جيش الخروقات جيش محاربة الداخل العراقي ) ومحاربة الفساد والكشف وتتبّع شلاّلات الدولارات ذات السبعمائة مليار دولار وأين صفى بها الدهر وفي جيوب من , وإعادة الهيبة للكبرياء العراقي , والإباء الوظيفي خاصّةً , الّذي انسحق تحت رحى الحصار , وإعادة فتح ملفّات عمليّات قتل آلاف العلماء والأطبّاء والعسكريين والمهندسين والصحفيين وأساتذة الجامعات العراقيين وكشف الجهات الّتي كانت تقف ورائها والعمل بكلّ الوسائل على إنزال العقاب القاسي بها حيثما كانت والعمل بجدّ على ذلك وأمام أنظار العالم حمايةً لمستقبل النشء العلمي الجديد القادم كما يُفترض, وإعادة الكهرباء وجعله توصيلاً طبيعيّاً وبأرقى اساليب التوصيل وإعادة تشغيل جميع المعامل العراقيّة الكبرى والصغيرة ومحاسبة ومطاردة “بجهود شعبيّة وحكوميّة وبتآلف” من كان متعمّداً لإيقافها لأغراض معروفة الأهداف والمقاصد ! والعمل على إشاعة الأمن وفتح صناديق الانتخابات من جديد وبأيدي عراقيّة وبإشراف دول محايدة الخ , فوفق ما تقدّم وبدون افتعال أسباب المطاردات والقتل والسجن والتعذيب والتصفية , سيعود جميع العراقيين من دون استثناء وسيرافقهم ملايين الأيدي العاملة من غير العراقيين ليذكّرونا بنهضة أيّام زمان العلميّة العراقيّة الحقيقيّة الوطنيّة الأصيلة , وسنلحظ عندها أيضاً أن درجات حرارة العراق المتصاعدة ستقف عند حدّها ليجد من يقلّلها أكثر لتصبح معتدلة في وسط أشهر الصيف الحارّة وفق تخطيط علمي ومدروس ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات