نعم هي عوامل ثلاثة تتحكم بسلوك وتصرف كل من تصدى للعمل في الجهاز الحكومي منذ السقوط ولغاية هذه اللحظة ، أما أن يكون فاسدا وجاء لمباشرة العمل الرسمي بغية السرقة والاستحواذ على المال العام ، أو أنه غير كفوا لا يتمتع بخلفية علمية وليست له خبرة في مجال اختصاصه ، أو أن يكون اميا بالمرة دفعته الأحداث والكتل لتبوء هذا المنصب أو ذاك ، وثالثا أما أن يكون واحدا من أتباع هذه الدولة أو تلك يعمل لصالحها أو أن يكون تابعا لها وجيئ به ليوقف تقدم هذا المرفق أو تعطيل مفعول تلك المؤسسة. وإلا بماذا يفسر المرء كل هذا التوقف في الحياة العامة وبشكل غير مسبوق وفي ظل كل الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق ، منذ تأسيس الدولة عام 1921،
لقد انار تردي الكهرباء هذه الأيام والعودة بالتحهيز إلى الوراء هذا الموضوع من جديد ، ويتساءل المواطن لماذا إذن وزارة للكهرباء ، ولماذا إذن أمانة لبغداد أو حتى محافظ للمحافظة إذ كانت الأمور تسير إلى الوراء ، وقد يجيبنا الإعلام الرسمي . عدم توفر التخصيصات ، ونحن نسلم كالاخرين ، عدم توفر الشخصيات المالية هذه الأيام ، فما بالكم والحال هي ذات الحال ايام ثورة أسعار النفط بعد عام 2007. .
إن ما يجري مذهل ومخيف خاصة وأن حرب الدولة والشعب على الإرهاب ، لا بد وأن يقف وراءها مسؤول مشهود له بالكفاءة والقدرة على مد هذه الدولة بأسباب الصمود أمام أبشع تامر اجنبي على الدول العربية والإسلامية . إلا من حس وطني ، لماذا كل هذا التمادي بالفساد والإفساد ، ولماذا هذا الإصرار على تعطيل القوانين التي تحمي المال العام ، ولماذا هذا الإصرار على أفقار الناس ، وقد بلغت نسبة الفقر 35%د ولماذا الإصرار على قطع الكهرباء ايام امتحانات الطلبة ، لماذا يصر المسؤول على التمسك بمنصبه رغم علمه المسبق انه لم يعد يقدم أي شئ ، هذه الأسئلة سادتي ، يتداولها الناس، وهي بحاجة إلى إجابات سحرية لعلها تشفي غليل المعذبين في أرض العراق…