هو تدبير الهي، ذلك التحفيز لأجهزة الجسد وخلاياه وأجزائه المختلفة، عصف بيولوجي ينتابك دون أن تدري، وعصف تخطط له لتصل إلى جسد معافى، فتتلف الملايين من كريات الدم الهرمه لتحل محلها أخرى أكثر فتوة ونشاطا، وتتبرع بالدم، فتهدر كمية منه يقوم الجسد بتعويضها بكمية تساويها او تزيد، لكنها اكثر دفقا وحيوية وفعالية، وتتلف بشرة الجلد لتتجدد بأخرى بضة ونضرة، ويتقصف الشعر من أطرافه وتنمو الأظفار بأكثر من الحاجة، فيتدخل المقص ليعيد التوازن ويضع الأمور في نصابها.
وهذا الأمر لا يستثني جهازا او جزءا من الجسد إلا ورسم له شكله ووجوده القياسي بما يضمن فعاليته اللازمة لأداء المهام والواجبات كما ينبغي.
وفي العمل الوظيفي، يغادر الكهول الهرمون مواقعهم ليتسنم الشباب دفة الإدارة فتدب الحياة في شرايين العمل المنتج قبل أن تذوي وتضمحل.
وقد تضطر بعض الدوائر والتشكيلات إلى توسيع رقعة مهامها وأعمالها وواجباتها ووظائفها، فتؤسس الهياكل الجديدة و تملأها بمن لديهم خبرات في تشكيلاتها السابقة، ثم تبذل جهودها الحثيثةلسد النقص وملئ الشاغر بدماء جديدة تستقطبهم ليدوروا معها في عجلة البناء والتقدم والتطور.
هي حالة صحية رائعة ابتدعها الجليل القدير لنستن بسننها، فلنا في الخالق البارئ، البديع المصور، أسوة حسنة فيما صنع وطور.
ولكي يبقى اo لأمل أملا تتطلع إليه العيون وتشخص نحوه الأبصار، لابد ان تقاس عظمة أهدافه بعظيم قدره، وهيبته، ووجوده، ورمزه الكبير، ولكي يتحقق الانتشار الموضوعي على الجغرافية البشرية والسياسية، لابد من التوزيع الدقيق للقيادات لنضمن سعة الأفق وقوة التأثير بفعالية كبيرة.
ولكي تنجح القيادات الجديدة في مهامها ينبغي أن تنتهج خطأ فكريا بديناميكية كبيرة لتحقق مبدأ ” العقل السليم في الجسم السليم”.