إتهم زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” اليوم ما أسماها بعناصر مجرمة في الحشد الشعبي بإختطاف “الناشطين الجامعيين السبعة” الذين تم تحريرهم اليوم ودعا إلى طردها من صفوف الحشد، وحذر بشدة من تمكن المليشيات “الوقحة” عسكرياً وأمنياً وسياسياً وتسلطها على رقاب الشعب بلا رادع ولا وازع.
جاء ذلك في رد للصدر على رسالة وجهها له اليوم “لفيف من طلبة العراق” حول موقفه من إختطاف مجموعة مسلحة مجهولة لـ”سبعة ناشطين جامعيين” الإثنين، وإطلاقهم فجرالأربعاء، حيث وجه إتهاماً عناصر وصفها بالمجرمة في الحشد الشعبي بالمسؤولية عن عملية الإختطاف هذه.
وقال الطلبة في رسالتهم إلى الصدر أن: “العراق يعاني منذ أكثر من عقد من الزمن من إنهيار أمني بسبب الممارسات السياسية والأخطاء المتكررة للأحزاب والحكومات المتعاقبة يضاف إليها التدخلات الإقليمية التي كلما أرادت نيران الفتنة في البلد أن تخمد أشعلوا نارها”.
وأضافوا: “في الأونة الأخيرة كثرت محاولات الخطف الممنهج والتي يراد من ورائها الإخلال بأمن الدولة وإضعافها، وإبراز وجه العصابات وجعلها المتنفذ والمتسلط على رقاب الناس والتي كان آخيرها وليس آخرها عملية إختطاف مجموعة من الطلبة في بغداد”.
وقالوا “لقد بدأنا نشعر أن حياة كل فرد منا يريد أن يعبرعن رأيه مرهونة أما بالخطف أو الموت على يد عصابات تعمل في وضح النهار دون رقيب أو حسيب، وهذا ما جعل مستقبل العراق مجهولاً تحت رحمة الظلاميين”.
ودعا الطلبة زعيم التيار الصدري قائلين: “نناشدكم بإسم العلم والوطن أن يكون لكم موقف تجاه هذه الإستفزازات والممارسات التعسفية التي أخذت بالتوسع كون المذنبين يشعرون أنهم في مأمن من العقاب والمحاسبة، وهذا مايجعلهم يزدادون ظلماً وجورا”.
ومعروف أن الناشطين المدنيين والطلبة يشاركون التيار الصدري منذ ثلاث سنوات تظاهرات الإحتجاج التي تخرج في ساحة التحرير وسط بغداد ومراكز محافظات أخرى تطالب بمواجهة الفساد ومحاسبة الفاسدين وإنهاء المحاصصة الطائفية والسياسية.
الصدر لمعاقبة مليشيات “وقحة” ..
وقد رد مقتدى الصدر على الطلبة في بيان قائلاً:
بإسمه تعالى
إن عمليات الخطف التي تحدث الآن ما هي إلا “النزرالقليل” مما سيحدث في المستقبل، أعني ما بعد بسط الحكومة سيطرتها على المناطق المغتصبة .. فإن تمكن المليشيات “الوقحة” عسكرياً وأمنياً ومن ثم سياسياً، يعني تسلط السلاح على رقاب الشعب بلا رادع ولا وازع .
ولذلك ننصح بما يلي:
طرد العناصر الخاطفة والمجرمة من الحشد الشعبي ومن تنظيماته، وإلا عزل كل الجهة من الحشد إذا كانت تنتمي له وإن كانت لا تنتمي فلا خوف منها ولا هم يحزنون.
منعهم من الدخول بالإنتخابات وخصوصاً أن الخطف بات يضرنا دولياً وليس داخلياً فقط.
حماية الناشطين والإعلاميين من إرهاب المليشيات الوقحة.
التشهير بهم ومقاطعتهم كما فعلنا نحن سابقاً ومازلنا مستمرون.
إعطاء صلاحيات شاملة للقوات الأمنية ضد كل من يريد المساس بأمن المواطن وعلى الشعب التعاون بإدلاء المعلومات عن ذلك .
مقتدى الصدر
ومعروف ان قوات الحشد الشعبي تضم مليشيات مسلحة عدة يدين معظمها بالولاء لإيران التي تمولها وتدربها وتسلحها بعيداً عن سلطة الدولة، وتقوم بممارسات طائفية وعمليات قتل وإختطاف ضد المعارضين لها.
إطلاق المختطفين بدون إعلان الجهة الخاطفة..
وكان أعلن في بغداد فجر أمس بالتوقيت المحلي عن تحرير المختطفين الناشطين الجامعيين السبعة بعد” 48 من ساعة” من قيام مجموعة مسلحة بإختطافهم من حي البتاويين وسط العاصمة.
وأكد وزير الداخلية “قاسم الأعرجي” إطلاق سراح الناشطين المدنيين السبعة وقال في بيان: “تم تحرير الناشطين المدنيين السبعة وأنهم في طريقهم الى منازلهم”. ولم يوضح الوزير هوية المجموعة المسلحة الخاطفة ولا الكيفية التي تم بها تحرير السبعة .
وكانت مجموعة مسلحة تستقل عجلات رباعية الدفع، قامت بإختطاف الطلبة الجامعيين الناشطين فجر الإثنين الماضي بعد إقتحام سكنهم في منطقة البتاويين وسط العاصمة وإقتيادهم الى جهة مجهولة.
والشبان السبعة هم:” عبد الله لطيف فرج، حمزة يونس، أحمد نعيم رويعي، حيدر ناشي حسن، سامرعامر موسى، زيد يحيى وعلي حسين شناوة”، من الناشطين البارزين في حركة الإحتجاج المدنية منذ انطلاقتها في 31 تموز/ يوليو 2015. والمختطفون هم “أربعة من محافظة ذي قار، وإثنان من البصرة، والسابع من مدينة العمارة”.
ومنذ أشهر تشهد بغداد ومدن عراقية جنوبية عدة عمليات إختطاف لناشطين مدنيين ومشاركين في تظاهرات الإحتجاج، التي تشهدها العاصمة منذ عامين، والمطالبة بمحاسبة الفاسدين وإلغاء المحاصصة الطائفية من قبل مسلحين مجهولين، في واحدة من نتائج إنتشار السلاح خارج نطاق الدولة.