استوقفتني دعوة السيد الجعفري الى استئصال الفاسدين واستبدالهم بكفؤين متأملا بها وبمرارة نشأت من انهيار حلمي كمواطن عراقي لايبغي الا دولة يسود فيها القانون العادل ، حلمنا هذا الذي كلفنا ضياع العمر ودماء الاخوان والاصدقاء التي مارفعنا حجرا في ربوع العراق الا ووجدنا قطرات منها تحته ، حلم خدعنا او اعطيناه اكبر من حجمه حين كنا في ريعان الصبا ومقتبل الشباب ، حلم قادنا الى الانضمام الى الحركة الاسلامية بمسمياتها المختلفة ، كان حلمنا يمنينا بسقوط الطاغية على ايدينا لنشرع بأخذ المكانس ننظف بها شوارعنا ومدننا ودون منة منا على احد الا تجسيدا للاسلام ومكارم اخلاقه…. وسقط المقبور
تراكضت الناس مهرولة للجهات التي ادعت وراثة المعاناة ودماء الشهداء ، تراكض الفقراء والمحرومين غير مصدقين بخلاصهم وتخلصهم من الطاغية وازلامه ، وهتفنا هتاف الناس باصابع بنفسجية لنجلس من شاء التصدي وتحمل المسؤولية على كراسي مقاليد الامور وقلنا سيروا وعين الله ترعاكم ، وانتظرنا كل دوره في توعية الامة وضرب الاسوة الحسنة للناس في بناء دولة كريمة يعز بها العدل والحق ويجعل هدف خدمة الناس والوطن يتحقق على ارض الواقع بعدما تشبعنا وعلى طول تاريخ عمرنا الضائع بـ ” …. والمستضعفين من الرجال والنساء..” التي كان يقرع بها اسماعنا من قادونا الى الحلم….
صحونا من حلمنا باهض الثمن على اكذوبة حلمنا ، صحونا ونحن لازلنا نخال صحوتنا كابوسا وحلمنا صحوة ، صحونا على مآسي تجعلنا ننزوي خجلا حتى بات احدنا لايجرؤ ان يفصح عن تاريخ معارضته لحقبة المقبور ، وآه من احترام الناس الذي فقدناه ونحن لا ناقة ولا جمل لنا في واقعنا المزري ، اتعلمون ايها السادة كيف نحاول استعادة احترام الناس لنا ، بالتهجم على الساسة وما يمثلونه من فساد تسرطن في شؤون البلاد والعباد حتى لكأن مصداق الاية ” ظهر الفساد في البر وابحر…” وتأويلها واقعنا الحاضر… آه من شجون وشجون مج سامعها من كثر طرقها
اصبح ازدراء السياسي والتهجم عليه واحتقاره هو القاسم المشترك بين الناس ولا خلاف عليه الا من اولئك المتسلطين ومن يسير في ركاب فسادهم ، ربما يخدع نفسه من ساستنا ليظن الهتافات وعبارات التعظيم والتفخيم والتكريم التي يحصدها من الناس تعبر عن وجدان الناس ، واقولها صريحة ليتنكر بعضكم ويذهب الى نفس المنطقة او المجموعة التي كالت المديح والاطراء له في حضوره وليتهجم على شخصه متنكرا ليجد ما يفيض من وجدان الناس ما يعيد له صوابه ويكشف له المشاعر نحو جنابه….
نحن وان لم ننخرط في لعبة الفساد حفاظا على قيم توارثناها وتاريخ نرجو ان يحتسبه الله لنا لازلنا متهمين باعين الناس ، بل حتى في محل عملنا نجد فروض الطاعة والاحترام لا لشيء الا خشية منا كما كان يخشى الناس من الرفاق لمعرفتهم بتاريخنا ويظنون بنا الظنون ، ويحق للناس ذاك وهم يشهدون واقع لم تتغير في الا الصور فيه ، فهي هي نفس الثقافة والمعايير التي كانت تحكم سابقا نجدها اليوم متسيدة ومتسلطة باستثمار سلاطين اليوم…
جعفر الصدر حينما رشح نفسه في الانتخابات وضعنا الايدي على القلوب خشية ان نسلب حتى من نلتجيء اليه مخاطبينه قد كان بعدك انباء وهنبثة ، جعفر الصدر استقال من لعبة الفساد ليقر اعيننا بحفظ رمزنا الذي انجبه ، جعفر الصدر استقال ليخرج نقي الثوب من معادلة القاسم المشترك والحمد لله على النعمة..
الجعفري الذي همنا وتلذذنا بكلامه وخطابه حتى عقدنا عليه الآمال بداية الامر ، واليوم تنتكس الرؤوس اطراقا وتألما وتخاطبه في سرها حتى انت يابروتس ، الجعفري والى يومنا الحاضر احاول جاهدا وجاهدا في البحث عن اسباب تخرجه من معادلة القاسم المشترك فلا اجد ، اقول للنفس معللا لعل الامر لايعدو خيارات أمة وضرورات حكام؟؟؟ ، ولكن يأتيني صوت يشق التاريخ صادحا هيهات انما اميركم اكتفى بطمريه وقرصيه ، اقول للنفس معللا انما الطيبات اولى بها قادتنا المؤمنين وذات الصوت الصادح يضربني انما فرض الله على ولاة الامر ان يتأسوا بادنى رعيتهم ، فيالله والتصدي الى الولاية….
لماذا يانفس تحاولين اخراج صباح الساعدي من معادلة القاسم المشترك ، تقول لي انظر الى القول ولا تنظر الى القائل ، اقول لها ويحك انما لازال ولازال والدنيا امامه ولعل صراخه غاية في نفس يعقوب ، يجيبني الصوت لايدحض اليقين بالشك ، فخضعت مستسلما لاخرج الساعدي من القاسم المشترك لا لشيء الا لانه يترجم ما يعتلج في النفوس ويصرخ به عاليا يقض مسامع ابناء القاسم المشترك ….
سيدي الجعفري تقرب منا نحن ابناء الشعب واحمل صرخاتنا وامتشقها سيفا ضد ابناء القاسم المشترك لنخرجك منهم والا فعذرا سيدي انما هو الامر الاخر ، سيدي اي فاسدين تريد اسئصالهم واي كفؤين تريد احلالهم بدلا ؟؟؟ واين تجد الكفؤين والنزيهين والمخلصين واكثرهم انطووا على ذاتهم محتسبين ، الا يحق لسامع دعوتكم ان يهز يده او كلتاها ويقول أبعد خراب البصرة ، وسنختلف مع السامع وحقه ونقول نحن معك بعدما تكذبنا بشق تمره…
” وان امروء مات من بعد هذا اسفا لكان عندي جديرا وكان غير ملوما”