كشف كولونيل في الجيش الامريكي عن استخدام تنظيم “داعش” لخطط تعرقل تحرير اخر الأحياء المتبقية تحت سيطرته في أيمن الموصل وذلك بزج المدنيين في منازل ثم يقاتل من داخلها القوات العراقية بحيث اصبح هؤلاء المدنيين يعقدون المرحلة الأخيرة من عملية تحرير المدينة .
وقال “جيمس براونينج” في تصريح صحفي :” ان عناصر تنظيم “داعش” الارهابي ادخل مجموعة من المدنيين إلى منزل بمدينة الموصل وحبسوهم في الداخل مع تقدم القوات العراقية ، وبعد ذلك بلحظات دخل عناصر “داعش”عبر نافذة ورقدوا على الأرض لدقائق ثم أطلقوا نيران أسلحتهم”.
وتابع:” كانت الخطة بسيطة ، ليجذب عناصر “داعش” الانتباه للمنزل بإطلاق النار من النوافذ ثم ينتقلون إلى مبنى مجاور عبر فتحة في الحائط أملاً في دفع طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة إلى قصف المنزل”.
وما لم يدركه عناصر “داعش” هو أن مستشارين أميركيين يتعاونون مع القوات العراقية كانوا يتابعون كل ما حدث بفضل معلومات تنقلها طائرة بدون طيار ، ولم تصدر أوامر بتنفيذ ضربة ولم يستفد التنظيم الارهابي من الدعاية التي كان يريد جني ثمارها جراء مقتل أبرياء.
واوضح:”علمنا فوراً ما يحاولون فعله ، و كانوا يحاولون استدراجنا لتدمير هذا المبنى ، هذه هي اللعبة التي نلعبها وهذا هو التحدي الذي نواجهه كل يوم”.
ويكبر التحدي مع تضييق القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة الخناق على عناصر “داعش” في منطقة آخذة في الانكماش بالموصل إذ أصبحوا الآن محاصرين مع مئات آلاف من المدنيين.
وقال براونينج:”لا مكان للفرار ، أرض المعركة أكثر تعقيداً بكثير في ظل عدد المدنيين الذين يتحركون”.
ويشاهد عسكريون أميركيون قرب الخطوط الأمامية يسدون النصائح للعراقيين مع تقدمهم صوب حفنة المناطق الأخيرة التي لا تزال تحت سيطرة “داعش” في مواجهة غطاء من السيارات الملغومة ونيران القناصة.
وبراونينج قائد إحدى كتائب الفرقة الثانية والثمانين المحمولة جواً ، وهو من بين أكثر من خمسة آلاف عسكري أمريكي يخدمون حالياً في العراق “لنصح ومساعدة” قوات الأمن العراقية.
لكن بالنسبة لبراونينج الذي أُرسل للعراق عام 2008 فإن طبيعة الدور الأميركي مختلفة بوضوح.
وقال:”كان الوضع في السابق أنني أقود القتال وأطلب من شركائي العراقيين المجيء معي لكنهم الآن يقودون القتال وأنا أتبعهم”.
ومنذ بدء عملية الموصل في تشرين أول / أكتوبر الماضي ، تحول الدور الأميركي فأصبحت الشراكة بين القوات الأميركية والقوات العراقية عند مستوى أقل مما يعني تقليل الوقت الذي تستغرقه للرد على “داعش”.
ويجري القادة مناقشات يومية حول العمليات ويبحثون ما يمكن للقوات الأمريكية فعله للمساعدة مما قد يشمل تقديم صور أو معلومات مخابرات أو شن ضربات جوية أو إطلاق نيران أرضية.
ويقدم العراقيون أيضا معلومات مخابرات من مصادر بشرية تعمل القوات الأميركية على تأكيدها في سبيل تحديد الأهداف وأفضل السبل لمهاجمتها.