5 نوفمبر، 2024 3:37 م
Search
Close this search box.

تصحيح الخطأ التاريخي للحكومة العراقية .. دعم الأسد

تصحيح الخطأ التاريخي للحكومة العراقية .. دعم الأسد

كان الموقف العراقي من الوضع السوري موقفا ضبابيا,لم يكن واضحا بما فيه الكفاية,حيث كان عليه ان يكون منذ البداية منحازا إلى جانب الشعب السوري ,دون النظر إلى الخلفية الدينية أو الطائفية أو حتى السياسية,
صحيح إن موجة الربيع العربي حملت إلى السلطة بعض الحركات السلفية المدعومة خليجيا(السعودية وقطر),ولكن مبدأ التداول السلمي للسلطة,والمطالبة بحقوق المواطنين في حرية اختيار ممثليه في الحكم,أمر لاجدال ولاخلاف فيه,فهذا حق طبيعي ومنطقي,
صحيح إن المبادرات الخليجية غيبت الدور العراقي المطلوب في مثل تلك الأزمة المجاورة لحدوده,ولكن كان واجبا أيضا على الحكومة العراقية ان تكسب ورقة المعارضة,محاولة طرح مشروع جدي للتخلص من رأس القيادة السورية المتمثلة بالرئيس بشار الأسد,
وكانت لديها ورقة مهمة للضغط على الرئيس السوري للانصياع للمشروع العراقي, والمفترض انه يحوي على خارطة طريق انتقال السلطة إلى حكومة انتقالية متفق عليها(تماما كالدور الخليجي المهم ,الذي اتبع في اليمن ومن ثم نجحت هذه الدول في تجنب البلاد أولا من الابتعاد عنها والتأثير فيها,وكذلك وضعت دول الخليج شروطها في عملية انتقال السلطة هناك),
إن مسألة التهويل الطائفي والمخاوف الحقيقية من البديل القادم,تضخمت لان الدور العراقي صار مهمشا بعدما تحالف العراق شكليا مع إيران لمساعدة في بقاء الكادر البعثي العلوي القديم في الحكم,صحيح إن قوات الجيش الحر وبعض المقاتلين توعدوا العلويين بمجازر في حال سقوط النظام,وان منظر بعض المقاتلين يوحي بأن القادم سلفي وهابي مرتبط بالحكومات الخليجية ومشروع المصالحة العربية الإسرائيلية,ولكن هناك قوى مدنية وعلمانية بارزة لاتسمح بمصادرة مواقفها في حال انهيار النظام الحالي,
ولكن كل هذا يمكن قبوله إذا اعتبرنا إن دور العراق سيبقى دورا سلبيا من قضايا الشعوب الحرة ,بما فيها قضايا الشعوب العربية, القابعة تحت الحكومات والأنظمة المستبدة,إن استهداف العراقيين المقيمين في سوريا(من قبل الجماعات المسلحة) دليل ونذير شؤم لنا في المستقبل,
لان الشعب حتى وان كان محبا للرئيس الأسد,سوف يتعرف في حال رحيل الأخير عن السلطة على حلاوة الحياة الديمقراطية وطعم الحرية ,
ويلمس معنى ان تكون الدولة والجيش في خدمة الشعب,وليس لتعذيبه وإهانته وإهدار كرامته وتصويره بأجهزة الموبايل وكأنه شعب لدولة أخرى,وعندها سيكتب الإعلام والتاريخ الموقف العراقي بسلبياته المعلنة حاليا(من انه يقف إلى جانب النظام ,وبالأخص وقوف الطائفة الشيعية التي تختلف اختلافا جوهريا عن الطائفة العلوية)
العراق قادر على التدخل السريع على خط الملف السوري,ولكن بمشروع ومقترح أخر, يكون منصفا للجميع ومنحازا إلى جانب الشعب السوري ,لمساعدته في نيل حقوقه المشروعة في اختيار النظام السياسي الذي يريده ويختاره بحرية
إن العراق لديه مصالح إستراتيجية مع الشعب السوري أولا وأخيرا,الشعب السوري يستذكر باعتزاز مواقف الشعب والجيش العراقي في حرب 67-1973,ولكن ظهور مبدأ الدفاع عن الحكومة السورية من قبل العراق وبالشكل الذي صوره الإعلام الخليجي,
يعد ظاهرة خطيرة قد تسبب باستمرار شبح العداء المتبادل بين الجارين الشقيقين (في حال انهار النظام السوري).
اما بخصوص ماصرح نه عبر وسائل الإعلام ونسب إلى السفير السوري السابق في العراق نواف الفارس(المنشق عن الحكومة),
من ان الحكومة والقيادة السورية كانت على علم بعمليات التسلل التي تقوم بها الجماعات الإرهابية إلى العراق عن طريق أراضيها,
فهذا هو العذر المنطقي والفرصة الذهبية الوحيدة السانحة حاليا للحكومة العراقية ,لإعلان انسحابها من خندق الدفاع عن النظام السوري,والمطالبة بفتح تحقيق دولي بتلك الاعترافات ومحاسبة المتهمين أو الضالعين فيها,والابتعاد عن التصريحات الانفعالية المؤثرة في الشارع السوري المعارض ,
الأنظمة الدكتاتورية خطر يهدد مصير الأمة والشعوب العربية,والوقوف بوجه إرادة الشعوب أو حتى الإرادة الدولية أمر لاتبرره أية اعتبارات, أو التأويلات والحجج والأعذار السياسية,وإنقاذ سوريا من الفوضى والمصير المجهول,هو دور يمكن ان يشغله ويلعبه العراق بمهارة,
(خرجت دعاية إعلامية إثناء زيارة السيد رئيس الوزراء المالكي الأخيرة إلى أمريكيا 2011,إن رئيس الوزراء قال نرفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي السوري,ويقال إن رد اوباما الرئيس الأمريكي على رئيس الوزراء, بأن التدخل الأجنبي هو الذي جعلكم رئيس للوزراء وأزال صدام,سواء صحت أو لم تصح الرواية,يجب ان نتذكر حالنا أيام النظام البائد,لنعرف حجم معاناة الشعب السوري من النظام الدكتاتوري,مع إن الفرق شاسع بين الدكتاتوريتين),
لايمكن ان يساوم الإنسان على مبادئه وأخلاقه ودينه,والوقت لازال مفتحا لتعديل مسار العلاقة والدور العراقي في سوريا

أحدث المقالات

أحدث المقالات