ونحن نعيش حالة التخبط السياسي والاقتصادي الذي يعيشه العراق، وعدم وضوح تجربته الديمقراطية وأهدافها، حتى الان، وغياب الرؤية الشاملة للواقع العراقي، ومرحلة ما بعد خروج التواجد الاجنبي منه، فإن بالامكان وضع تصورات عملية لما يمكن ان يكون طريق عراقيا نحو مشروع جديد، يحاول قدر إمكانه أن يجد حلولا عملية بدل هذا الاختلاف السياسي بين مكوناته السياسية والذي وصل الى حد التحارب بين مكوناته، في طريق مليء بالأشواك والعثرات والكوارث، ما يستلزم وضع خارطة طريق لإخراجه من هذا المأزق.
لقد تبنت قوى سياسية كثيرة ما يسمى بالمشروع الوطني العراقي، وأدعت انها تسير وفق برنامجه وتوجهاته، التي تؤمن بإن العراق هو بلد لكل العراقيين لاتفريق بين ابناء الشعب وفقا لأي الاعتبارات عدا الولاء للوطن والتفاني من أجل تقديم الافضل، وان يكون العراق البلد الذي يحتضن كل الكفاءات والمواهب من أجل خير العراق والعراقيين.
ان من بديهيات خارطة الطريق العراقية التي ينبغي أن يركز عليها المشروع الوطني العراقي هو مصداقية الطروحات الوطنية, ان المشروع الوطني العراقي ليس مجرد لافتة او شعارات ترفع وهو بحاجة الى أطار نظري يكون واضحا ومفهوما من قبل الجميع، على ان يكون الهدف الأساسي هو تصحيح مسارات العملية السياسية وان كان واضح المعالم الا انه افضل من مشروع بديل غامض او تشوبه حالات الريب والشك بأمكانية ان القوى التي تحاول رفعه, تريد اغتياله مرة أخرى ولمن تحت يافطات تخلصها من الأحراج أمام الشعب الذي يؤمن ايمانا كامــلا بأن المشروع الوطني العراقي هو الطريق الصحيح لتحقيق الاهداف العليا للشعب وللبلد الذي يتمنى ابناءه ان يكونوا بناته الحقيقيون، من اجل رفع رايته وينهض ويودع تلك السنوات العجاف الى غير رجعة.
ان بأمكان المشروع الوطني ان تتهيا له فرص النجاح ان وجد القوى الحريصة على حمله وقد طبقت شعاراتها على أرض الواقع وهيأت مستلزمات انجاحه وفق صيغ متقدمة وميسرة ومقبولة, وتجاوز مرحلة الشعارات الفارغة التي لم تحقق من هذا المشروع الا قشوره التي لاتغني ولا تسمــن ولا تحقق آمال العراقيين في ان يعيدوا مجد شعبهم الذي كان موحدا متماسكا متحالفا بين كل مكوناته بلا تفرقة او تمييز او تعصب, وهو ما ينبغي ان يتم العمل على تحقيق مضامينه العملية في وقت ليس بعيد.
ان يتم توسيع نطاق العمل الوطني والتحالفات التي تؤمن ببنود هذا المشروع، لان اشراك اكبر عدد ممكن في تطبيق المشروع الوطني يفترض ان تتوفر له النوايا الصادقة والمستلزمات من اموال وقرارات وفرص عمل وظيفية وتشغيلية تجعل الناس تؤمن بإمكانية التعامل الايجابي مع المشروع الوطني لكي لايفقد بريقه ولكي يتم استيعاب مضامينه الوطنية بطريقة أفضل.