وقف العمليات بـ”تلعفر” .. “جسر تفاهمات” أميركي/تركي يدفع تكاليفه العراق !

وقف العمليات بـ”تلعفر” .. “جسر تفاهمات” أميركي/تركي يدفع تكاليفه العراق !

كتبت – نشوى الحفني :

تداولت آنباء حول طلب السفارة الأميركية في بغداد من الحكومة العراقية إيقاف العمليات العسكرية في “تلعفر” تحت ذريعة أن القوات التركية ربما تقوم بقصف القوات العراقية إذا دخلت المدينة.

ونقلت وكالة الآنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، السبت 6 آيار/مايو، عن مصدر عراقي وصفته بـ”الكبير” قوله، إن الحكومة العراقية تلقت رسالة من الولايات المتحدة عبر سفارتها في بغداد بشأن عمليات القوات العراقية لتحرير قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى، مشيرة إلى أن واشنطن طلبت في رسالتها إيقاف عمليات تحرير القضاء بـ”ذريعة” إمكانية تعرض القوات العراقية إلى قصف تركي في حال دخولها إليه. مضيفاً “الأميركان الذين قاموا بتوقيع إتفاقية شاملة مع العراق وكان أهم بنودها الجانب الأمني الذي يقضي بأن تقوم واشنطن بالوقوف إلى جانب بغداد والدفاع عن العراق في حال تعرضه لأي تهديد خارجي، وبدل أن تقوم واشنطن بالرد القوي على تركيا، قامت بالطلب من الحكومة العراقية بوقف عمليات تحرير أراضيها من قبضة عصابات داعش الإرهابية”.

وتابع المصدر: أن “الكثير من القيادات الميدانية العراقية كانوا قد صرحوا سابقاً ولمرات عديدة بأن سبب البطء في سير عمليات تحرير الموصل وتعثرها هو النفوذ الأميركي والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة للحيلولة دون إتمام هذه العمليات التي كان من المقرر أن تنتهي بأقل من ثلاثة أشهر”، لافتاً إلى أن المطالب الأميركية تعد خرقاً قانونياً سافراً للاتفاقية الأمنية التي تم التوقيع عليها بين واشنطن وبغداد، مشدداً على أن هذه الاتفاقية تنص على أن سماء العراق يجب أن تكون تحت حماية الولايات المتحدة، وأن الأمور لو استمرت على هذا النحو وواصلت الولايات المتحدة العمل بهذه الطريقة فإن هذه الاتفاقية ستعتبر ساقطة ولا معنى لها، مؤكداً في السياق نفسه على أنه إذا كانت واشنطن لا تستطيع الوقوف إلى جانب العراق والدفاع عنه أمام التهديدات التركية، فعلينا البحث عن خيارات أخرى بديلة، ومن ضمنها عقد اتفاقية مع روسيا.

بغداد تنفي..

سرعان ما نفت الحكومة العراقية تلقيها الرسالة الأميركية، مؤكدة على عدم وجود اتفاقية أمنية بين بغداد وواشنطن بالوقت الحاضر.

الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي قالت في بيان، “نؤكد عدم صحة الخبر المنشور في الوكالة الايرانية (إرنا) بخصوص خطة تحرير مدينة تلعفر، جملة وتفصيلاً، ولا وجود لاية رسالة أميركية بخصوص تلعفر إلى الحكومة العراقية”، مضيفاً: “كما لا توجد حالياً اتفاقية أمنية بين العراق والجانب الأميركي، وأن الاجواء العراقية تحت السيادة الوطنية العراقية بالكامل”، وإن “ما يقدمه التحالف الدولي والدول الصديقة هو التدريب والاستشارة وتوفير غطاء جوي لبعض القطاعات لحين استكمال التشكيلات الجوية العسكرية وضمان السيادة العراقية واستقلالية القرار الوطني العراقي”.

سنستمر بمقاتلة الإرهابيين..

المتحدث باسم العمليات المشتركة بالعراق العميد “يحيى رسول”، في تصريحه لـ(كتابات)، يقول: “نحن الآن نخوض معركة تحرير ما تبقى من أحياء ومناطق الساحل الأيمن للموصل ونحقق تقدم جيد.. وأن القيادة العسكرية العراقية هي الجهة الوحيدة ومن خلال السيد القائد العام للقوات المسلحة تقرر متى تنطلق عملية تحرير تلعفر أو المناطق الاخرى التي لازالت تحت سيطرة عصابات داعش الإرهابية”.

مضيفاً، “نحن كقوات مشتركة مسلحة مستمرين بمقاتلة الإرهابين وطردهم من الأراضي العراقية، ولن نبقى على جرذ واحد من داعش على أراضينا”.

أخطاء العبادي وضعت القوات الأمنية في مأزق..

المحلل السياسي العراقي “د. حيدر حميد”، موضحاً لـ(كتابات)، رؤيته فيما نشر من آنباء، يقول: أنه في سياق عام من الأخطاء التي ارتكبها الدكتور “حيدر العبادي” بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، “هو تجميد المحور الجنوبي الذي يتولى قيادته الحشد الشعبي، مما انعكس على عمليات تحرير الجانب الأيمن من الموصل ووضع القوات الأمنية في مدينة الموصل في مأزق حرب الاستنزاف، وأقصد بذلك الشرطة الإتحادية وقوات الرد السريع التي لم تستطع منذ أكثر من شهر من إحراز تقدم جوهري في التقدم للوصول إلى جامع النوري”، الهدف الأهم في هذا المحور، معتقداً أن جائزة ذلك بسبب ضغوطات أميركية، وأن الولايات المتحدة، كما تركيا لا تعترف أن يكون تحرير تلعفر على يد الحشد الشعبي، فتركيا تخشى من تواجد قوة شعبية تتبع في واقع الأمر إلى قوى شيعية في تلعفر تعدها تركيا تشكل تهديداً لأمنها القومي، كما تخشى الولايات المتحدة وتركيا أن تلجأ هذه القوى إلى إحداث تغيير ديموغرافي بتغليب التركمان الشيعة على حساب التركمان السنة الذين يشكلون معاً سكان تلعفر.

كسب ود الأتراك..

مضيفاً “د. حيدر” أن الولايات المتحدة الأميركية تحاول في هذا الوقت كسب ود الأتراك فهي تسمح بالتدخل التركي في العراق ولاسيما ما يتعلق بموضوع تلعفر، مقابل السماح لها العمل بحرية مع القوى الكردية في الجانب السوري

يحيى رسول

التأثير محدود..

حول مدى تأثير هذا الطلب على مسرح عمليات تحرير الموصل، يعتقد “د. حيدر” أن لذلك ثأثير محدود، وجاء ذلك لاتساع محاور العمليات العسكرية وتعددها وسوف يلجأ القائد العام إلى تفعيل محاور عدة لحسم معركة تحرير الساحل الأيمن للتغطية على عمليات تحرير تلعفر، موضحاً أن اليوم حكومة الدكتور العبادي، هي أكثر من أي وقت مضى، تخضع للتأثيرات الأميركية لإدراكها أن الدعم الإيراني لها الآن في أضعف حالاته، بسبب الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، وصقور الحرب في المنطقة الذين أصبحت أصواتهم أقوى من أصوات الداعين للسلام مع إيران مما انعكس سلباً على الوضع برمته.

لا يوجد اتفاق وإنما فهماً لأدوات اللعبة..

حول وجود اتفاق بين أميركا وتركيا لاتخاذ هذه الخطوة، أوضح “د. حيدر” أنه، ليس بالضرورة.. لأن الولايات المتحدة تفهم أدوات اللعبة السياسية في العراق والمنطقة، وتعرف ما تريد تركيا، وتفهم تركيا ما تريده الولايات المتحدة الأميركية، وتعرف تركيا كيف تفرض أدواتها على أميركا وبالعكس.

جدير بالذكر أن مدينة تلعفر، الواقعة شمال غرب العراق، في محافظة نينوى، تسكنها غالبية من التركمان السنة، وتبعد عن غرب الموصل بحوالي 30 ميلاً، وعن جنوب الحدود العراقية التركية بحوالي 38 ميلاً وغالباً ما تحذر تركيا من دخول قوات الحشد الشعبي العراقي ذات الغالبية الشيعية إلى هذه المدينة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة