“إضاعة الوقت”.. ربما لا ندعو هذه المرة إلى “إدارة الوقت”!

“إضاعة الوقت”.. ربما لا ندعو هذه المرة إلى “إدارة الوقت”!

كتبت- هناء محمد عبده:

لا تعمل الإدارة من فراغ، بل تمارس عملها في إطار محدد، وتعتمد على عناصر محددة من أجل القيام بهذا العمل ومنها “الوقت” الذي “يعدّ أكثر المفاهيم صلابة ومرونة في الوقت نفسه، حيث يعيش الأفراد في مجتمع واحد، وكل فرد يستخدم عبارات تختلف عن الآخر عندما تتحدد علاقته بالوقت”. إن اختلاف الرؤية للوقت تحدد أسلوب التعامل معه، وهي المسئولة عن بعض الأنماط السلوكية للناس تجاه الوقت.

الفارق بين “الإنجاز والإخفاق”..

إن الإستخدام السليم للوقت يبين عادةً الفرق بين “الإنجاز والإخفاق”، فمن بين الأربع والعشرين ساعة يومياً ،يوجد عدد محدد منها للقيام بالأعمال، وهكذا فإن المشكلة ليست في الوقت نفسه، وإنما ماذا نفعل بهذه الكمية المحدودة منه؟ إن الإستفادة من كل دقيقة شيء مهم، لإنجاز الأعمال بأسلوب اقتصادي وفي الوقت الصحيح، فالوقت يسير دائماً بسرعة محددة وثابتة، ومن ثمّ ينبغي للفرد أن يحافظ على الوقت المخصص له. فكمية الوقت ليست مهمة بقدر أهمية “كيفية إدارة الوقت” المتاح لنا، وبالإدارة الفعَّالة يمكن الوصول إلى إستخدام أفضل للوقت، والقدرة على الإنجاز الكثير .

يواجه الجميع مشكلة الوقت.. البعض يقول إن :”الوقت غير كاف، والبعض الآخر يقول لقد سرقني الوقت”، آخرون يقولون:” نتمنى لو أن الوقت يمشي ببطئ أكبر، ومجموعة تقول نحتاج إلى المزيد من الوقت”.. فهل المشكلة في الوقت أم في الأفراد؟

الطريقة التي نمضي بها “الوقت”..

الطريقة التي نمضي بها في حياتنا تثير الدهشة، فبحسب الدراسات التي أجراها بعض أساتذة الجامعة بأميريكا ،فعند بلوغ المرء” 78 عاماً”، يكون قد قضى “تسع سنوات” من عمره في مشاهدة التليفزيون، و”أربع سنوات” في قيادة السيارة، و”92 يوماً” في دورة المياة، و”48 يوماً” في المعاشرة الجنسية.

لكن النشاط الإنساني الذي يستهلك الوقت الأطول من كل النشاطات السابقة هو “النوم”. حيث يبلغ مقدار ما كان يقضيه شخص في مثل ذلك العمر في النوم ما يقرب من” 25 عاماً”. ولو تمكنا بالرجوع إلى سنوات ذلك العمر التي مضت، فسوف نسأل: كم من الوقت نستطيع البقاء مستيقظين، وما هي النتائج التي يمكن أن تترتب على البقاء بلا نوم؟

لإضاعة الوقت أيضاً أهمية..

يؤكد عالم النفس “مايكل جوتريدغ”، أننا نقضي أوقاتا طويلة في مكاتبنا وأمام الحواسيب، وهذا له جوانب سلبية واضحة، ولا نفكر في “إضاعة القليل من الوقت” في حديقة ما أو الخروج مع عائلتنا الصغيرة، لافتا أن إضاعة الوقت له فوائد عقلية وبدنية.

يوضح أحد الباحثين ويدعى “أوليفر بوركمان”، في تقرير نشره بصحيفة “الغارديان” البريطانية، أن:” أحد الكتاب كان مطالباً بكتابة كتاب عن “نظام البريد الإلكتروني”، مضيفاً أنه:” بعد عامين من العمل الشاق تخلى عن المشروع، حيث وجد نفسه يقضي فترة طويلة في العمل ولا يعيش لحظات قيمة مع ابنته.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة