18 ديسمبر، 2024 9:32 م

اغرب ما نسمعه من بعض بقايا أهل اليسار والقوميين الراديكاليين والاسلاميين نصف المتنورين القول «ما لنا والحرب على الارهاب؟.. انها حرب الغرب.. هو الذي صنعهم وسلحهم والآن يحاربهم» اقول (البعض) حتى لايقال : وانت من أي أهل؟ فيما القضية ابعد من شكليات زاوية النظر، حيث تجاوز الارهاب في طوره الداعشي كل تعريفات الجريمة الى الوحشية المنفلتة التي تهدد الانسانية كنوع، وهذا لا يلغي او يخفف من مسؤولية المصادر والحاضنات والجهات والدول التي تولت رعاية (واستعمال) هذه الغرسة الاجرامية الخبيثة أو التي راهنت عليها او التي وقفت تتفرج على مذابحها.
والتساؤل عن الحمية الاستثنائية للحرب على داعش في دول الغرب له ما يبرره في التهديدات التي تواجهها من خلايا وافراد هذا التنظيم، الامر الذي اهمله طوال سنوات وتركه الى هامش الاولويات، وغض عنه الطرف في ساحات وانشطة كثيرة دعائية ومالية وحركية، ولماذا يقبض الآن انفاسه حيال خطورة مشروع الدولة الاسلامية وخلافة داعش في العراق، والحال، ان لماذا(ت) كثيرة تلاحق ما نتابعه من مظاهر تجييش ودق طبول الحرب في واشنطن ولندن وباريس وبون لجهة تشكيل تحالف دولي لمحاربة موصوف الارهاب بصفة دولة العراق الاسلامية في العراق والشام- داعش.
لا شك ان الاجوبة على هذه الاسئلة ستتكامل بعد انتهاء الحرب، وربما سنطالع لاحقاً اسرارًا كثيرة لها علاقة بالدور الاميركي في صناعة داعش وتأهيلها وتسليحها، ثم الانقضاض عليها، تكراراً لتجربة «دعم وتأهيل»صدام حسين والكثير من الحكام، وقبل هذا لا بد من رصد حقيقة ان الكثير من المراقبين والاستراتيجيين في الغرب لم يكونوا ليقدروا بأن داعش ستتحول (بهذه السرعة) الى مصدر تهديد خطير وانها ستتحكم في معادلة الامن الاقليمي، بما يهدد مصالح الغرب في ارخبيل نفطي وجغرافي شديد الحساسية، ولم يتوقفوا مليّا ، وعلى نحو جدي، إلا مؤخرًا عند «الدور التركي» في صناعة تنظيم استقوى على العالم،
هذا الى جانب المعلومات التي لم تعد اسراراً عن فشل ادارة اوباما في ضبط قطبي الارهاب وتغيير النظام السوري، وإدارة المواقف والتحذيرات من تنامي قوة الجماعات الجهادية الأجرامية على الارض السورية إذْ حظيت بتسهيلات من قطر والسعودية والغرب.
هنا لماذ(ات) غزيرة أخرى تلاحق فئات وشخصيات من بيننا استقوت بداعش او استسلمت له واخذت له تحية في ابواب الموصل، يقال ان حسابها عسير.
******
جون كندي:
«على البشرية أن تضع حداً للحروب ، وإلا فان الحروب ستضع حدا للبشرية.»

نقلا عن الصباح الجديد