3 ديسمبر، 2024 1:24 ص
Search
Close this search box.

بين “رجل النظام” و”كاهنة الخوف” .. مواجهة متلفزة قبل مواجهة صناديق اليوم

بين “رجل النظام” و”كاهنة الخوف” .. مواجهة متلفزة قبل مواجهة صناديق اليوم

كتبت – آية حسين علي :

تابع المواطنون الفرنسيون المناظرة التليفزيونية التي أجريت بين مرشحة اليمين المتطرف “ماري لوبان” ومرشح الوسط “إيمانويل ماكرون”، قبيل أيام من انعقاد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فرنسا.

واتسمت المناظرة بالحدة الشديدة التي لم نشاهدها إلا مرات قليلة في السباقات الانتخابية، حيث شهدت إلقاء التهم والحجج والهجوم في بعض الأحيان.

إيقاع جدلي..

شهدت المناظرة سرعة في الإيقاع الجدلي بين مرشحين مختلفين تماماً.

ويعتبر “ماكرون” مرشح حزب “إلى الأمام”، الأوفر حظاً في الجولة الثانية التي تُجرى اليوم الأحد أمام “لوبان” مرشحة حزب”الجبهة الوطنية”.

وتمكن ماكرون من إضعاف لوبان ببراعة وإصرار من حديد، بينما كانت هي تبحث منذ البداية عن المواجهة لكنها اضطرت إلى اتخاذ موقف الدفاع، واستخدمت أسلوب مقاطعة كلام منافسها وتكرار أنه مرشح الرئيس الفرنسي، “فرانسوا هولاند”.

ماكرون مرشح الرأسمالية..

وقالت لوبان لماكرون: “فرنسا التي تدافع عنها ليست فرنسا”، واتهمته بأنه مرشح الرأسمالية الكبرى والمفوضية الأوروبية والمستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل”.

وأضافت بسخرية: “ستحكم فرنسا بواسطة إمرأة، إما أن تكون هذه المرأة أنا أو مدام ميركل”.

لوبان كاهنة الخوف..

من جانبه، قال ماكرون: “أرى أمامي أكبر كاهنة للخوف، إنها أنت”، مشيراً إلى أن لوبان مرشحة الخطاب المروع لفرنسا الخائفة، وخاصة خطاب اليمين المتطرف الأكثر رجعية وتطرفاً وكرهاً للأجانب.

وأردف: “تحاول العيش في خوف وأكاذيب، وهو ما اقتات عليه والدها واليمين المتطرف خلال عقود في فرنسا”.

وذكر ماكرون موجهاً كلامه للوبان: “أنتِ تقولين هراء” أو “تكذبين دائماً”.

ولم يكن “حزب الجبهة الوطنية” الذي أسسه “جون ماري”، والد “مارين لوبان”، أكثر قرباً من الحكم مثل هذه الأيام.

وكان اللقاء حاداً وعنيفاً مند البداية، ولم يكن المشاهدون قد تعودوا على هذا النوع من الصراعات.

البقاء في الاتحاد الأوروبي كلمة السر..

يذكر أن الأمر الذي سيحدد نتيجة الصراع في الانتخابات لصالح ماكرون الداعم للاتحاد الأوروبي هو الاقتصاد.

ويرفض الفرنسيون الخروج من منطقة اليورو، لذا اضطرت لوبان إلى التقليل من حدة حديثها، مؤكدة على أن الخروج من منطقة العملة الموحدة لم يعد أولوية.

واستفاد ماكرون من اللغط حول هذا الموضوع خلال المناظرة، حيث وجه سؤاله للوبان: “هل سنخرج من الاتحاد الأوروبي أم لا ؟”.

فردت لوبان بأن: “علينا استعادة عملتنا الوطنية”، مؤكدة في الوقت نفسه على أنها ستفاوض “كي يتحول اليورو إلى عملة مشتركة”.

فعاد ماكرون ليسألها: “هل ستدفع الشركات باليورو أم لا ؟.. فهناك شركات كبرى لن تستطيع الدفع مرة باليورو ومرة أخرى بالفرنك”.

لوبان لا تجد حجج..

بالروح القتالية، التي تعبر عن فرنسا الرابحة التي لا تخاف من العولمة، يواجه ماكرون، الذي يعتبر المرشح الأوفر حظاً وفقاً لاستطلاعات الرأي، رؤية التخويف والانهزام التي يدعو لها حزب لوبان.

بينما انحصرت حجج لوبان ضد منافسها في نقطتين اثنتين تستخدمهما مهما كان الموضوع المثار، الأولى أن ماكرون مسؤول عن “إرث هولاند” الذي لا يحظى بشعبية، حيث كان مستشاراً له ثم شغل منصب وزير الاقتصاد.

أما النقطة الثانية فهي أن ماكرون قبل دخوله إلى عالم السياسية كان يعمل في القطاع المصرفي ويدعم البقاء في الاتحاد الأوروبي، وأنه يخدم مصالح قوى خفية تحركه مثل عرائس “الماريونيت” ولا يهمه مصلحة المواطن، كما وصفته بأنه “رجل النظام”.

مناظرة فريدة..

وكانت مناظرة سياسية فريدة من نوعها، فأول مرة تقام مناظرة تليفزيونية بين مرشحين لا ينتميان إلى أي من الأحزاب الكبرى، منذ المناظرة التي جمعت المرشحين الرئاسيين آنذاك “فاليري جيسكار ديستان” و”فرنسوا ميتيران” في 1974.

وفي 2002 عندما وصل “جون لوبان” إلى الجولة الثانية من الانتخابات أمام “جاك شيراك” رفض مناظرته، وانتهت المنافسة بفوز شيراك.

استفادة ماكرون وفرصة أخيرة للوبان..

لكن بعد ذلك بحوالي 15 عاماً، كل شئ قد تغير، فقد قبلت لوبان مناظرة غريمها ماكرون أمام كاميرات التلفاز، وتعتبر فرصة ذهبية لماكرون ليظهر قدرته على شغل منصب الرئيس رغم حداثة سنه وخبرته في العمل السياسي.

ومن جانب آخر، كانت بمثابة الفرصة الأخيرة للوبان كي تعود للمنافسة بقوة، وهو أمر صعب.

لذا حاولت تركيز المناظرة حول الصراع ما بين “العولمة المتوحشة” و”الليبرالية المتطرفة” وأيدولوجية المال أمام سيادة الشعب وحقوق العمال.

ماكرون مسؤول عن إرث هولاند..

دافعت لوبان عن تحديد سن التقاعد عند بلوغ العامل 60 عاماً، وحملت ماكرون مسؤولية المشاركة في الإجراءات الإصلاحية في عصر هولاند من خلال طلب التضحيات من الفرنسيين.

وأضافت: “لا أقبل بتحميل الشعب الذنب”، واتبعت لوبان هذه الرؤية اليسارية رغم أنها مرشحة التيار اليميني المتطرف، في محاولة لجذب أصوات جمهور المرشح اليساري الخاسر، “جان لوك ميلونشون”.

حرب أهلية أو تسامح مع الإرهاب..

عندما بدأ الحديث عن قضية الإرهاب، وهو الموضوع المفضل لدى لوبان، ارتفع التوتر، حيث اتهمت ماكرون بأنه: “متسامح للغاية مع الإرهاب”.

من جانبه، حذر ماكرون من أن إجراءات لوبان تدعم تنظيم “داعش” الإرهابي ويدفع الدولة إلى “حرب أهلية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة