بعد عدد من المحاولات الفاشلة التي قمت بها من اجل محاولة سرقة بعض مما يسرقه السياسيون العراقيون , قررت أن اتعلم عن سبب فشلي في محاولات السرقة المتكررة لأموال الشعب ونجاحهم من المرة الاولى , بماذا يتفوق هؤلاء القلة علَي ؟ ومالذي لا أمتلكه مثل ما يمتلكونه هم ؟ , وكما اتوقع انه ليس موضوع نبوغ أو علم أو اكتشاف لكي اقول بأنه موجود لديهم بالفطرة ولن أتمكن من أكتسابه .
في الحقيقة لقد اتعبني هذا الامر وقد قضيت فيه ليال طوال وانا مسهد أفكر وأستفكر وأقرأ السيرة الذاتية لعدد كبير من هؤلاء السراق علَي أصل الى بعض الامور المخفية عني والتي مكنتهم من السرقة فأقتدي بهم وأسرق ووضعت ألية للبحث المستمر والعمل البناء لمحاولة فهم الحقيقة ولكي اتمكن من سرقة ولو جزء بسيط مما يسرقون , ومرة أخرى باءت كل محاولاتي بالفشل حتى في فهم ألية السرقة من اموال الشعب العراقي المسكين .
وشاءت الصدف بأن التقي ببعض المقربين من هؤلاء السارقين وبعد أن دارت رحى الحديث بيننا أستطعت بما أملك من القدرة على التظاهر بالسذاجة بأن أجعل الجميع يتحدث بأريحية كبيرة وبكل فخر جعلتهم يقصون علَي ألية السرقة لكوني جاهل بهذا الأمر فأتضح لي ما كنت أجهله وبانت خفاياه , فلقد أتضح ان تكون عضواً في أحدى هذه المجاميع الثلاث حتى تتمكن من السرقة : ــ
المجموعة الاولى : ــ
أن تكون مؤمنا ومتيقناً ومتبعاً بدون أدنى دزة شك لولاية الفقيه , وأن تكون لديك شهادة خبرة من أحدى المعاهد الدينية التابعة للثورة الاسلامية وأن تدين بالولاء لحكومة أيران , وأن تجيد أستخدام الكاتم , وقد أمضيت فترة لا تقل عن ثلاث سنوات في أحدى الميليشيات المسلحة قبل ان تتوجه للعمل السياسي .
المجموعة الثانية : ــ
أن تكون خارجاً ومتخرجاً من أحد كهوف قندهار ولديك خبرة لا تقل عن ثلاث سنوات في دولة الظلام أو أحدى المعاهد الوهابية وبشرط أن تكون لك دراية بتشكيل وتكوين وزرع وتفجير العبوات الناسفة والقدرة الكاملة على تحويل جسد المواطن العراقي الى هباءاً منثورا قبل أن تتوجه الى العمل السياسي .
المجموعة الثالثة : ــ
أن تكون حاملا لشادة عليا في الادعاء بأنك من الرواد والمنظرين للحركة العلمانية في العراق بشرط أن تكون راسباً في كل الاختبارات المتعلقة بالعلمانية , وأن لا تملك منها سوى بعض المصطلحات التي توصلك الى الكرسي البرلماني أو أي منصب تنفيذي قبل أن تتوجه الى العمل السياسي .
وهناك شرط أخر يشمل جميع هذه المجموعات وهو أن تكون طائفياً بالفطرة وأن تستخدم هذه النزعة الطائفية عند الضرورة فقط .
وبعد أن فهمت هذه الامور تيقنت بأني لن أتمكن من سرقة فلس واحد من اموال هذا الشعب المظلوم لكوني لا أنتمي لأحدى هذه المجاميع الثلاث , ولكون هذا المال طاهر فلذلك ” لا يمسه الى المطهرون ” .
دمتم على حب العراق …..
ــــــــــ
[email protected]