23 ديسمبر، 2024 10:26 م

لمحات من حكم ألأمام علي {ع} والزعيم عبد الكريم رحمه الله

لمحات من حكم ألأمام علي {ع} والزعيم عبد الكريم رحمه الله

عندما وصل ألأمام علي الى الكوفة ؛اتخذ من بيت صغير متواضع في قصر ألأمارة في الكوفة منزلا له ولعائلته ورفض السكنى في بيت ألأمارة الكبير المخصص للأمراء الذين حكموا الكوفه من قبله .عندما أستشهد ألأمام علي لم يترك سوى سبعمائة درهما كان يروم أستئجار خادمة لتعين عائلته في أدارة المنزل.
عندما دخل الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وزارة الدفاع صبيحة ثورة تموز ؛لم يتخذ مكتبا ضخما لأدارة البلاد بل أتخذ مكتبا متواضعا له طيلة حكمه وأصبح سكنا له ينام فيه بعض ألأحيان؛ولم يترك بعد أستشهاده مالا ولادارا وقد وجد في جيبه بعد أعدامه ربع دينار عراقي .
دامت خلافة ألأمام علي في الكوفة أقل من خمسة سنوات قضاها في تحقيق العدالة وفي الدفاع عن الفقراء ولم يقرب أحد من عشيرته أو من أفراد عائلته ؛وكما قال فيه النبي عندما خرج الى عمرو بن ود ألعامري {خرج ألأيمان كله ألى ألشرك كله} فقد تحالف ضده كل ألطلقاء من قريش وعطلوا برنامجه لأحقاق الحق وتحقيق العدالة والمساواة ولم يكن طامعا في الحكم ؛والحوار الذي جرى بينه وبين عبد الله بن عباس { ان خلافتكم هذه لاتساويعندي خفي نعلي هذين أن لم أقيم حقا وأزهق باطلا}؛وكان من زهده عندما تمثل بها ألزعيم عند زيارة وفد من علماء النجف بعد محاولة أغتياله{ لقد رقعت مدرعتي حتى خجلت من راقعها}.دخل عقيل بن أبي طالب على أمير المؤمنين وطلب منه زيادة في العطاء لكثرة عياله وفقر حاله ؛فكواه بالنار وعندما صرخ عقيل قال له أتريدني أن أحرق بالنار من أجلك في التفريق في العطاء بين المسلمين.
لم يدم حكم الزعيم سوى أربع سنوات وعدة أشهر، قضاها في تحقيق العدالة المفقودة فقد أنصف الفقراء وبنى لهم المساكن في كافة أنحاء العراق وملك ألأراضي للفلاحين وأطلق عليه العراقيون لقب{ نصير الفقراء}؛دخل الحكم بالخاكي وخرج منها بالخاكي .أعاد ثروات العراق المنهوبة  الى أصحابها ولم يفرق بين سني وشيعي أو عربي أوكردي وغيرهم من ألمكونات ولم يعرف مذهبه لحد ألآن.في مقابلة أجريت مع شقيق الزعيم حامد قاسم بعد أنقلاب شباط ألأسود ؛أتهمه المراسل بأنه استغل موقع شقيقه في السيطرة على أستيراد الحبوب ؛فأجابه أني تاجر حبوب قبل وصول الزعيم الى السلطة وتستطيع مراجعة حساباتي قبل الثورة وبعدها ؛ وبعد مراجعة حساباته وجدها تقل عما كانت عليه قبل الثورة بحوالي ألف دينار عراقي.تجمع على معاداته ومحاربته كل عتات ألأرض من القومجيه والرجعية العربية وألأمبرياليه العالميه وأذناب الحكم الملكي وبلغت محاولات الأنقلاب عليه حوالي 39 محاولة أنقلابية ؛ولا غربة أن يقول علي صالح ألسعدي {وصلنا الى الحكم بعربة أمبريالية}.
تعددت محاولات ألأغتيال والخيانة للأمام علي طيلة خلافته لتعطيل منهاجه الذي يستمده من ألقرآن المجيد وألسنة النبوية الشريفة ؛ لكي يضعهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ؛وانتهت بأغتياله في شهر رمضان المبارك؛لتنطفأ شعلة ألأيمان والحق ألألهي ؛وتبدأ مرحل ألحكم العضوض دولة بني أمية التي حققت أمنيه طاغوتها أبو سفيان الذي حاول بكل مايملك لأطفاء شعلة ألرسالة ألمحمدية .حيث تسلط ألطلقاء على مصير الأمة وبدأت مرحلة أجهاض ألأسلام وتاسيس دولة ألسلاطين التي نعاني منها منذ ذلك التاريخ الى يومنا هذا.
أستشهد ألزعيم في رمضان في مؤامرة قذرة أستهدفت كيان العراق كدولة وكشعب ؛ وسيطر عليه مجموعة من الرعاع وألقتلة والمجرمين وقطاع الطرق وحولوا شعبه الى رعاع  وقطيع بالظلم والقتل والتهجير ؛يقودونه الى الموت في حروب عبثية وبددوا ثروته وحاضره ومستقبله ولازالنا نعاني من تبعات وآلام تلك الحقبة ألظلامية؛تقول أبنت أخت الزعيم ؛أن والدتي أتصلت بالزعيم عند محاصرته في وزارة الدفاع وسألته ؛بماذا أفطرت فقال لها أفطرت بكأس ماء وأقرء القرأن ؛ولكنني لن أتخلى عن حقوق الفقراء وألمعدمين ماكنت حيا وألأعمار بيد ألله.
كان ألأمام علي حريصا على أرواح المسلمون أكثر من حرصه على حياته ؛فعندما أنشق عن طاعته مجموعة من جنده وطلبوا منه ألقبول بالتحكيم ؛وافق على ذلك على مضض ؛على ألرغم أنه يعلم أنه على حق والطرف ألأخر على باطل ؛ولكنه فضل حقن دماء المسلمين وألحفاظ على بيضة ألأسلام.
عندما طلب ألمتظاهرون من الزعيم بتسليم ألسلاح لهم لمقاتلة ألمـتأمرين رفض ذلك ؛لأنه لايريد حربا أهلية ؛وفي اليوم ألأخير كان بمعيته من الجنود والضباط حوالي سرية كاملة مستعدة للقتال لأخر قطرة دم ولكنه فضل حقن الدماء وطلب منهم ألقاء السلاح وذهب الى ألأذاعة ليقابل ألأنقلابين.
فشلت تجربة ألأمام علي في الكوفة في أعادة ألأسلام الى نصابه ومنع أولاد ألطلقاء من العبث بدولة ألرسول ومنهجه بسبب تشرذم العراقيون ونفاقهم وحبهم للدنيا والمال؛بينما ألتف أهل الشام وراء داعيتهم معاوية ونصروه وبذلوا أرواحهم من أجله.
وقف ضباط ألجيش العراقي وخاصة المقربون منه كحميد الحصونة وغيره يتفرجون عليه وهو محاصر في وزارة الدفاع من قبل مجموعة من المرتزقة؛ وكما ذكر حسن ألعلوي في كتابه رؤى بعد العشرين{لقد حضر ضباط الجيش العراقي من قادة الفرق والوحدات ألعسكرية الى مقرات الحرس القومي يسلمون أنفسهم ؛حيث تمت أهانتهم وضربهم والبصق عليهم ونزع نياشينهم وأيداعهم السجون تحت التعذيب وألأهانات من قبل مجموعة من أرباب السوابق}.لقد أستمر حكم الطغاة في العراق لمدة عشرات السنين كالحجاج وصدام حسين بينما لم يدم حكم الأمام علي والزعيم عبد الكريم سوى بضع سنوات؛أترك لكم التعليق!!.