يبدأ الكذب عند الانسان– بحسب علم النفس الاجتماعي – في عمر مبكر، وقد ثبت أن الطفل في عمر اربع سنوات ونصف يستطيع أن يمارس ( الكذب المقنع ). والكذب – بحسبهم أيضا – له أشكال كثيرة منها : ( كذب التقليد – كذب اللذة – الكذب الكيدي – الكذب العدواني – الكذب الادعائي المرضي – الكذب الدفاعي – كذب التفاخر ).
حجي خلف آل زاير كشيش : يمتاز بالنوع الأخير من الكذب، وهو كذب التفاخر. وقد حكى لي أحد أخوالي، أنه ومجموعة من أولاد عمومته قد باتوا ليلتهم بأطراف هور الحمار، عند الحاج خلف في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، وكان – الأخير- صاحب مضيف كبير من القصب، و( عطاي خبزه )، لذته بالعيش- شأن أغلب أهل الهور – هي إكرام الضيف والقيام بواجباته.
قضينا ليلة مسلية في دار ذلك الرجل الكريم – يقول خالي – الذي حكى لنا، من ضمن ما حكى : أنه كان يوما في ضيافة رجل من منطقة ( الغراف )، كان قد استضافه حجي خلف في مضيفه – قبلها بحوالي السنه – وذبح له ديكا عظيما.
وحين أزف موعد الطعام – والكلام دوما للحجي – دخل علينا ستة رجال أشداء، يحملون صحنا ضخما من الرز، يعتليه عجلا سمينا، وضعوه أمامي. وبعد أن ( كَلطنه )،بادر الرجل ( الغرافي ) الى فتح بطن العجل فإذا : بخروف، فتح بطن الخروف فإذا : بأربع دجاجات، فتح بطن كل دجاجة فإذا : بأربع بيضات مسلوقة !
صلوا على محمد!
في أمان الله
[email protected]