17 نوفمبر، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

مقتدى الصدر حامل اختام “الملك ” قاسم سليماني

مقتدى الصدر حامل اختام “الملك ” قاسم سليماني

لا ادري لماذا لم ينتبه أحد لتصريح غريب , أطلقه أمير الكناني صوت من اصوات التيار الصدري , خلال زوبعة ما عرف بتجريد نوري من ولايته الحالية. ويوم وجه كلاما ظنه البعض جريئا . و البعض سخر منه . وأستغرب آخرون منه أيما أستغراب , عندما  وجه كلامه الى نوري بالقول ” أن الجميع يعرف من جاء بك الى رئاسة الوزارة وهو الجنرال قاسم سليماني “.
هل يجرؤ شخصا مثل الكناني أن يوجه هذا الكلام الى نوري ؟, لو لم يكن ان “سماحته” “أمير الفقراء” مقتدى قد اوعز له بــ ” كشف هذا السر” . كما هل يتصور احد ما ان يفشي مقتدى سرا مثل هذا ؟, لو لم يكن ان سيده الجنرال سليماني طلب منه ذلك.
لماذا هذا التصريح؟. وفي هذا الوقت ؟. ألا يثبت أن سليماني يوجه جراء ذلك رسالة الى كل امراء الطوائف من شيعة وسنة وكرد , بأن نوري الوزير الاول رغم انف الجميع. ولايستطيع أي  أمير منهم أن يزيحه من منصبه , ألا بأرادة الجنرال سليماني.
لنراجع جملة مواقف ” تحدي ” لمقتدى في هذه الفترة , وهي الملاسنة الحادة له مع السفير الايراني في العراق التي جرت بمدينة النجف العربية الجذوروالأهل, “متحديا”  اياه بالقول ان النجف عربية ولايمكن ان تكون ايرانية.
وفي اكثر من ندوات للتيار الصدري كان الكناني يعلنها بــ “جرأة”  ان العراق لايمكن ان يكون يوما ما  ولاية ايرانية.
لمن لايعرف حقيقة مقتدى , فهو لايزيد عن كونه صوت الجنرال الدموي قاسم سليماني قائد جيش القدس الارهابي في عراق اليوم والمنطقة. تماما كالوزير البريطاني حامل اختام الملك ايام الامبراطورية البريطانية الكولونيالية.
يكفي ان مقتدى يقضي من الايام الحلوة والسعيدة في مدينة قم , أكثر من اقامته في مدينة النجف العربية. ولايقدم الى العراق الا أذا كان يحمل أوامر سليماني الواجبة التنفيذ. 
هذه هي حقية مقتدى , الذي ينعته البعض بأمير الفقراء . هو حقا رئيس ميليشيا من الفقراء والمعدمين والجياع  بلا منازع . ولكن هل سمع البعض بأنه ” رش” على هؤلاء الجياع والفقراء يوما ما حتى تومان ايرانيا  أو  دينار عراقيا . حاشا لله فلم نسمع يوما اميرا من امراء الطوائف سنة وشيعة وكردا رشوا او اغدقوا العطاء على الفقراء. بينما سمعنا عن اعلاميين شرفاء قاموا بدور خير من زاخو حتى البحر. سيسجل التأريخ والدين لهم هذا الدور في سجل وطنيتهم وخيراتهم . بينما سيسجل التاريخ لمقتدى العمالة لأيران لا الوطنية . وبأنه خادم أمين لسيده الجنرال قاسم سليماني.
ايران ابدا وكما قلت  في مقالات سابقة لن تتخلى عن رموزها. فهي تحب ان يكون لها أكثر من أمير على الساحة العراقية . وتشعر بالغبطة وهم  يتصارعون فيما بينهم. وحريصة على ان لاتلوث يديها بقتل احدهم , ماداموا ينهون بعضهم البعض بهدوء وبعيدا عن الانظار. فما قتل من شيعة العراق العروبيين الكارهين للسطوة الايرانية على يد هؤلاء الأمراء يلفت النظر والحيرة. سواء بواسطة ميليشيات صفوية او تنظيم القاعدة الارهابي  الذي تمده ايران بالمال والسلاح.
من يظن ان ايران تبكي على مقتل شيعي فهو على خطأ ؟. فالفارسي حتى لوكان مجوسيا هو أغلى من عربي شيعيا. تماما كفكر الصهيونية فاليهودي اغلى من الف عربي مسلم.  وقد شبهت الحالة بايام روما القديمة , يوم كان الامبراطور يترك أشجع مصاريعه يتقاتلون على حلبة المصارعة , والغلبة لمن يقتل خصومه يكون قريبا من قلب الامبراطور.
أذا ما قسنا الامور بميزان المعقول واللامعقول , فالمفروض ان مقتدى أخطر على ايران من اياد علاوي . فمقتدى تصريحاته “لاذعة” بحق الجارة التي يدرس فيها العلوم “الاسلامية ” ,  وبالرغم من ذلك رايح جاي بين النجف وقم  وأية محافظة عراقية دون وجل او حذر. بينما تكاد محافظات الفرات الاوسط والجنوب محرمة على اياد علاوي . حتى بغداد فتحركه داخلها  بحذر وخوف وبأجراءات أمنية كبيرة. ولطالما تعرض الى اكثر من محاولة اغتيال , وهو الذي لم ينبس بكلمة سوء بحق ايران يوما ما. سوى ان علاوي يشكل خطرا على أمراء الطائفة الشيعية الصفوية المشربة  بحب الفكر الفارسي . وهو الامير الطائفي الوحيد الذي لايملك ميليشيا . ويكاد ان يكون قائدا براغماتيا حتى النخاع. وكما قلت يوما في مقالة سابقة هو ” بطل من ورق ” .  طبعا مع فارق ان “ماو” العظيم كان ينعت الامبريالية العالمية بتعبير ” الامبريالية الامريكية نمر من ورق “.
سيظل مقتدى رجل سليماني . ويوم نسمع بانه ظفر برتية ” آية الله ” , يعني ان مهمته انتهت ونظير خدماته الجليلة منحه سليماني هذه الرتبة , لا ملالي قم ولا ملالي طهران.
القاهرة
[email protected]
[email protected]

أحدث المقالات