18 ديسمبر، 2024 11:28 م

سلاسل ومسلسلات!

سلاسل ومسلسلات!

بدأت اعدادٌ غير قليلةٍ وسائل ” سوشيال ميديا ” بالإعلان عن أسماء بعض المسلسلات ونجومها , التي سيجري عرضها في شهر رمضان المقبل , وواضح منذ الآن أنّ المسلسلات السورية تتسيّد الساحة الفنية العربية وتستأسد فيها .! ومن الملاحظ ايضاً أنّ عدداً غير قليلٍ من تلكم المسلسلات , فأنها غير متسلسلة وتغدو كلّ حلقةٍ فيها مغايرة عن سابقتها .!

المشاهد او الجمهور العربي يعاني الأمرّينِ من أمرينِ على الأقل في الموسم الرمضاني للمسلسلات , ومن المستغرب أنّ وسائل التواصل الأجتماعي لا تتعرّض لهما او حتى لم تجتذب اهتماماتها : –

الأمر الأول من هذين الأمرين هو عدم وجود دليل او ” فهرست ” مسبق يحدد أسماء القنوات الفضائية التي ستعرض مسلسلات محددة بأسمائها , وقنوات اخرى تشترك معها بعرض ذات المسلسلات , ويضاف لذلك افتقاد المعرفة والعرض لتوقيت عرض كافة المسلسلات , وخصوصاً أنّ اليومين الأولين ضروريان لمتابعة هذا المسلسل او ذاك , وهذا الأمر هو حالة سنوية ثابتة من معاناة جمهور المشاهدين .

الأمر الآخر والذي لايمكن ايقافه بتاتاً ولا الإشارة اليه ايضاً , هو وجود ” تقليد ” يجمع بين المسلسلات المصرية والسورية وسواها , وهذا التقليد البالي عبارة عن مقطع غنائي – موسيقي يسبق عرض كل مسلسل , ويتكرر في كافة الحلقات مع افتقاد التوازن في هندسة الصوت المرتفعة في المقطع الغنائي , لتنخفض الموسيقى فجأةً عند الشروع بعرض مشاهد المسلسل . وتقتضي الإشارة من جانبٍ آخر وبعيد عن هذا التقليد هو أنّ المقدمة الموسيقية – الغنائية المشار اليها , فانها محسوبة بالدقائق ضمن الوقت المخصص للمسلسل والذي يقدّر بنحو 30 دقيقة .

الشيء الآخر الذي يحمل نكهة المرارة لنسبةٍ عالية من الجمهور , هو كثرة الإعلانات واعادة عرضها في كافة المسلسلات , لكنّ مسالة الإعلانات هي مسألة يحرّم الأعتراض عليها لدى المنتجين وتكاد تغدو كمقدسة لديهم ! وغير مقبولٍ حتى الضجر منها في وسائل الإعلام .! , فمن المعروف والمشهور ! ضمنيا أنّ انتاج المسلسلات يعتمد أساساً على التمويل المالي من الإعلانات التجارية , والدقائق المخصصة لعرضها , ونحن هنا لمْ نأتِ بجديدٍ هو قديم اصلاً , لكننا فقط ننصح الذين يصيبهم فايروس الملل من كثرة ووفرة هذه الإعلانات وتكرار عرضها , هو أن يلجأوا الى اليوتيوب بدأً من اليوم الثاني من شهر رمضان , اي بعد انتهاء عرض الحلقة الاولى للمسلسلات , وبذلك يمكن مشاهدة العرض بدونِ توقّفٍ او عرض ايّ اعلان .

نأمل هنا أنْ قدّمنا خدمة متواضعة للصائمين وغير الصائمين في هذا الشهر المبارك , رغم أنّ البعض على دراية مسبقة بذلك .