هذه مشاهد ميدانية من داخل القصر الجمهوري بعد أنقلاب 17 تموز عام 1968 وقبيل حدوث أنقلاب 30 تموز عام 1968 وماذا يعني حدوث أنقلابين في أقل من أسبوعين بين المجموعة ألانقلابية ضحايا ألانقلاب الثاني هم رؤوس ألانقلاب ألاول , ويظل عبد الرحمن عارف الذي دخل القصر الجمهوري رئيسا بالصدفة يخرج منفيا الى تركية ولكن ليس بالصدفة ؟
عندما يقسم أحمد حسن البكر بشرفه أن لاعلاقة له بالبعثيين , وأنه جليس داره بعد أن يؤكد وبقسم قرأني لمن سأله عن وجود تحركات مريبة لبعض ألافراد البعثيين أنه أعتزل السياسة ولم تعد له علاقة بأحد , وأذابه فجريوم ألانقلاب يظهر على رأس المجموعة التي هاجمت القصر الجمهوري بدبابتين , وتم أذاعة البيان ألاول من ألاذاعة العراقية في الصالحية دون ألاعلان عن الجهة التي تقف وراء ألانقلاب , وظلت ألاذاعة لمدة ثلاثة أيام تذيع أناشيد وطنية فقط , وهي أستكمال لآخلاقية من قاموا بألانقلاب بعد أن كذب كبيرهم وحنث بقسمه , وهكذا يعرف كيف خدع أبراهيم الداوود لينال عقاب خيانته لما أوتمن عليه , وليظهر لاحقا مسلسلا من التداعيات طابعها الخيانة , وحقيقتها ترسم بداية لآنحلال القيم وصناعة الرعب الذي أستمر لآكثر من ثلاثة عقود ليسلم البلاد والعباد على طبق من ذهب لآهل ألاحتلال من صانعي لعبة ألامم وهذه المرة من العراق عبر أنقلاب 1963 ثم أنقلاب 1968 الذي أسقط العراق كتفاحة نيوتن ولكن ليس بفعل الجاذبية ألارضية , وأنما بفعل التبعية وطاقمها من بيادق لوحة الشطرنج التي تديرها بدهاء الدبلوماسية الحاضرة في مفاصل الحدث , والتي كانت صحفها تنشر صور صدام حسين عام 1969 وتقول عنه سيكون لهذا الشاب مستقبل في العراق ؟
وعندما لم نعرف من هو وراء ألانقلاب الذي وقع في 17 تموز عام 1968 في اليومين ألاولين , وأن كنا نعرف من هي الجهات المرشحة لقبول اللعبة ألاستخبارية ألاجنبية وتمثيل ألادوار بشهية حب الظهور والكسب السياسي على حساب المصلحة الوطنية , وهي الظاهرة التي طغت على العمل السياسي بعد 2003 والى يومنا هذا ؟
لذلك قررت مع بعض الشخصيات التي تهتم بما يجري في البلد لاسيما في الجوانب ألاجتماعية والسياسة , أن نشكل وفدا ونقوم بزيارة القصر الجمهوري للتعرف على هوية ألانقلابيين عن قرب بعيدا عن الحدس والتخمين .
وهكذا توصلنا الى تشكيل الوفد ليضم شخصيات من رؤساء العشائر منهم الشيخ حربي المزعل رحمه الله شيخ بني ركاب , الذي توفي في دمشق عام 1996 ومن بعض المعممين ومنهم شهيد ألانتفاضة الشعبانية السيد حسن الخطيب ألاعرجي .
وعندما وصلنا القصر الجمهوري طلبنا موعدا للقاء قادة ألانقلاب بعنوان : ” نريد حلا لمسألة توفير المياه للعتبات المقدسة ” وهو عنوان تبريري للزيارة واللقاء , علما بأن مسألة عدم توفر المياه لزائري العتبات المقدسة بشكل يتناسب ومكانة ألاماكن المقدسة هي مسألة حقيقية , وتحتاج الى بحث ومتابعة .
فأعطينا موعدا في نفس اليوم الساعة الرابعة عصرا , فقررنا الذهاب الى الحضرة الكاظمية المقدسة لآداء صلاة الظهر والعصر هناك ثم مراسيم الزيارة , ثم تناولنا طعام الغداء في أحد مطاعم المدينة , وبعد ذلك توجهنا الى القصر الجمهوري ووصلنا حسب الوقت المحدد للقاء , وعندما أصطحبنا موظفو أستعلامات وأمن القصر الى صالة ألاجتماعات , كان بأستقبالنا أحمد حسن البكر وهو يرتدي الزي العسكري , ويقف خلفه صدام حسين وهو يرتدي بنطالا وقميصا خاكيا , ودخلت معنا بعض الوفود وكانت مهنئة ومنها وفد من الشعلة الذي علق عليه أحمد حسن البكر قائلا : هؤلاء من الكادحين المناضلين , وهو أشارة الى ألانتساب الحزبي لهم ؟
وعندما جاء دورنا في الحديث : أفتتحت الحديث بألاية القرأنية المباركة بما يتناسب وطبيعة طلبنا : ” وجعلنا من الماء كل شيئ حي ” وعندما بدأت بالكلام , أخذ صدام حسين يهمس بأذن أحمد حسن البكر دن أن نعرف مافحوى ذلك الهمس ؟
وعندما أردنا أن ننصرف بعد مصافحة أحمد حسن البكر لنا تقرب صدام حسين من وفدنا وقال لنا : ممكن نجلس في غرفة جانبية معكم ؟
ووافقنا على طلبه وأخذنا هو الى غرفة جانبية من غرف القصر وبدأ يتحدث معنا على الشكل ألاتي قائلا : نحن ضد الشيوعية وأنتم متدينون أيضا ضد الشيوعية , ثم أضاف ونحن قمنا بهذا ألانقلاب فتعالوا معنا لندير ألامور معا ؟
وفوجئنا جميعا بهذه المبادرة غير المحسوبة من قبلنا ؟
وبادر الشيخ حربي المزعل للآجابة بأعتباره ألاكبر سنا , وبدون أتفاق فيما بيننا على ذلك ؟
فقال الشيخ رحمه الله : ياصدام شتاء وصيف على سطح واحد لايجتمعا ؟
وأنفض ألاجتماع بتوتر واضح , وعندما خرجنا من القصر الجمهوري قلت لآعضاء الوفد : أنا أصغركم سنا وأرجو أن أقول لكم كما قال في قديم الزمان رجل لآصحابه من العرب : أسمعوني ساعة وأعصوني الدهر كله ؟
ثم قلت لهم : هذا صدام حسين أنا أعرفه ؟
وهو رجل دموي من الطراز ألاول , وسيكون على رأس الحكم عن قريب , وهو قد عرفنا , وجوابنا له كشفنا أمامهم , وعليكم أن تعلموا أنه وجماعته لن يتورعوا أن يأخذونا من بيوتنا بعد أن تستقر لهم ألامور ؟
ثم قلت لآعضاء الوفد معي: أنا أرى أن نبدأ بالعمل فورا لآنقاذ البلد والمجتمع من شرور هؤلاء قبل أن يستفحل أمرهم ؟
وكان جواب بعض أعضاء الوفد : هو ألاستهزاء بجماعة ألانقلاب قائلين : من هؤلاء ؟ وماذا يستطيعون أن يعملوا ؟
وتدور ألايام وبسرعة يتم ألانقلاب على من سهل لهم ألاستيلاء على القصر الجمهوري من الذين غدروا بعبد الرحمن عارف ويكون يوم 30 |7 | 1968 هو يوم ألانقلاب الثاني للتخلص من مجموعة أبراهيم الداود , وينفرد البعثيون بالحكم , ويستخدمون أحمد حسن البكر لآنه عسكري غطاء مؤقتا حالما أصبحت ألامور تدار من قبل صدام حسين الذي قال بعد ألاستيلاء على ألاذاعة : ألان أسترحت وحققت ما أريد ؟
وبدأ صدام حسين ينتحل الصفة العسكرية من خلال المراسيم الجمهورية التي كان أحمد حسن البكر يصدرها مكرها في جريدة الوقائع العراقية , والتي تتضمن منح صدام حسين الرتب العسكرية رتبة تلو رتبة عبر المراسيم الجمهورية وليس عبر الدراسة ألاكاديمية , وكانت تلك أولى مراحل تزوير الرتب العسكرية وأنتحال صفاتها دون وجه حق مما تسبب لاحقا بموت المؤسسة العسكرية التي أصبح على رأسها مجموعة من النكرات منهم من هو جندي فار من الخدمة العسكرية مثل صدام حسين ومنهم من هو عريف ثم يصبح فريق ركن ووزير للتصنيع العسكري ذلك هو حسين كامل الذي أصبح لاحقا شهيد الغضب ونزوات السلطة التي لايقر لها قرار ألا بألانحلال وتدمير القيم عبر أباحية عمت القصور الرئاسية ثم مؤسسات الدولة والمجتمع على قاعدة :” الناس على دين ملوكهم ” ؟
ومسلسل الرعب في أنقلاب 17 تموز عام 1968 يقوم على توفر عناصر أدمنت الجريمة عبر سلوكها العائلي وحواضنه المرادفة من رفاق سوء الى رفاق حزب معد بعناية خارجية لآشاعة روح الفوضى داخل مجتمع لم تتوطد أواصر العلاقة بينه وبين الدولة المضيعة بين أحلام الناس وأرادة الدول الكبرى التي أتخذت قرارا أستراتيجيا بتفتيت الدولة وتمييع المجتمع في منطقتنا الزاخرة بالثروات المهمة ومنها البترول , وما فلسفة الفصل السابع الذي لايزال العراق يرزح تحت وطأته بفضل ماقدمه المتدربون على أيدي ألاستخبارات الغربية ومنهم صدام حسين .
فالفصل السابع الذي طبق على العراق وأستباح سيادته , ولايزال يهدد به دول أخرى , وسورية اليوم من أكثر الدول المهددة بالفصل السابع وهو خلاصة العقل ألاستعماري الذي يبتكر الوسائل وألاساليب للسيطرة على الدول والشعوب وبأشكال مختلفة مثل :-
1- ألانتداب
2- الوصاية
3- ألاحتلال
4- المعاهدات التي تكبل حرية البلدان وتصادر سيادتها
5- القروض المالية التي تكرس التبعية
6- وأخيرا الفصل السابع الذي يرتهن كل ما للبلد من حرية وسيادة ويجعله مرتهنا قاصرا .
وصناعة الرعب تحتاج الى عناصر تتمتع بقدر عالي من ” السايكوباثية ” التي يمارسون معها غسيل الدماغ عبر أختيار مبكر من عمر الشخص الذي يقع أختيارهم عليه .
وحزب البعث تنظيم العراق الذي أنتقل اليه ميشيل عفلق السوري المسيحي الذي أعطي لقب المؤسس ومات ودفن بمراسيم أسلامية أدعاها صدام حسين بطريقة توحي بعمل مخابراتي مخطط له بسرية تفوت على الدارسين تتبع خيوطه مثله مثل كل الخطط المخابراتية السرية التي تكثر حولها التكهنات , وتندر فيها مصادر المعلومة أو تنعدم ؟
ومن تدريبات الرعب التي أنفرد بها حزب البعث جناح العراق مايتم على الشكل ألاتي :-
1- يختارون أشخاصا بواجهات عمل معينة , فيحكموا عليهم بألاعدام مثلا كما حدث في حادثة أعدام عبد الحسين جيتا وجماعته من التجار , فيختارون من الكوادر الحزبية المتقدمة ليحضروا حفلة ألاعدام ويعطوهم أدوارا في عملية ألاعدام , ثم يراقبوا تصرفاتهم ومايظهر عليهم من مشاعر , فأن أظهروا أرتياحا وفرحا رفعوا من درجتهم الحزبية , وأن أظهروا أمتعاضا أو بدت عليهم كأبة , نزلوا من درجتهم الحزبية وعاقبوهم ؟
2- يختاروا جماعة حزبية معارضة أو جماعة عسكرية يخلقوا لها تهما ويلفقوا لها جرما ما ويقرروا قتلهم رميا بالرصاص ويحضروا كادرا حزبيا ليقوم كل واحد منهم بأطلاق الرصاص على واحد من المراد تصفيتهم , ثم يقدموا لهم بعد ذلك وجبة طعام شهية فأن أكلوا بشراهة وشهية , يرفعوا حزبيا , وأن بدت عليهم علامات أنعدام الشهية وعدم ألاقبال على الطعام يعاقبوا وربما يفصلوا من الحزب بعنوان ” جبناء ” كما حدث ذلك في حالة قتل جماعة قيادة الكفاح المسلح الشيوعية بزعامة عزيز الحاج الذي كلف عام 1969 من قبل صدام حسين في قصر النهاية برمي رفاقه بالرصاص من المسدس في رؤوسهم وعندما أتم العمل أخرج من السجن وعين ممثلا للعراق في اليونسكو ؟
3- عندما تعجز وسائل تعذيبهم المستعملة تجاه بعض الشخصيات العنيدة المطلوب تصفيتها حينذاك يلجئون الى وسائل وأساليب لاتخطر على بال أحد حتى يجعلوا خصومهم من السجناء ينهاروا أمام هول ألاسلوب وفضاعته , وذلك كما حدث مع الشهيد عبد الصاحب دخيل من قيادات حزب الدعوة الذي قتلوه رميا بحوض التيزاب حتى ذاب حسده الشريف , وذلك عام 1971 والذي قام بالعمل أول مدير أمن مابعد أنقلاب 17- 30 – تموز عام 1968 وهو المجرم ناظم كزار الذي لم يدم له الحال فقتل عام 1973 في حادثة دبرها له صدام حسين كما يقال ؟
4- وأخر وسائل وأعمال الرعب التي مارسوها هي ماعرف بالمقابر الجماعية وذلك بعد أحداث ألانتفاضة الشعبانية التي عمت ” 14″ محافظة من محافظات العراق عام 1991 ولازال بعض ألاحياء الناجين من تلك الحفلات التي خصصت للموت بحق من يقع بأيديهم دون محاكمة وحتى دون توجيه أي تهمة معينة ؟
5- ويضاف الى أعمال الرعب الجنائي الذي مارسوه هناك أعمال الرعب الجنسي الذي مارسه عدي صدام حسين ومعه ثلة من أبناء المسؤولين , حيث يقوموا بأختطاف من تقع بأيديهم من الفتيات وبعد أغتصابهن يقوموا بقتلهن وهم سكارى كما يقال ماحدث لآحداهن أن قتلها عدي رميا بالرصاص عندما رفضت التعري أمام الموجودين , وفي اليوم التالي عندما طلبها قيل له أنها ماتت ؟ فهاج غاضبا وأخذ يطلق الرصاص بشكل عشوائي , وهي نفس الحالة التي مارس فيها قتل خادم والده صدام حسين وهو المدعو ” حنا ” فطلب صدام حسين من القضاء أن يقوم بمحاكمة عدي وهي مسرحية هزلية عرفها الناس في وقتها ؟
أن مسلسل الرعب كان يعتمد لدى جماعة أنقلاب 17- 30- تموز كان يعتمد على مايلي :-
1- جهاز أمن سعى من اليوم ألاول ليسيطر على كل شيئ وتحولت السجون الى أماكن تثير الرعب لما يجري فيها من وسائل للتعذيب , ومن طرق تجعل السجين ينهار من الساعات ألاولى حتى بدون تعذيب جسدي بألالات وأنما بالطريقة التي يضعون بها السجين مثل ماكان موجودا في سجن ألامن العامة ببغداد , حيث يضعون السجين في قبو تحت ألارض ” سرداب ” مملوء بالماء الذي يصل الى منتصف قامة الرجل ولكن سقفه منخفضا بحيث لايستطيع السجين أن يقف منتصب القامة مما يضطره أن ينحني الى ألامام , ومع وجود المياه التي تغمر بدن السجين الى النصف لذلك يستحيل على أي سجين مهما أوتي من رباطة جأش وقوة عزيمة أن يقاوم هذه الحالة , أذ سرعان ما تنهار قواه البدنية فيسقط غريقا في المياه , أو يسارع للآعتراف بكل شيئ لسجانيه ؟
2- جهاز مخابرات داخلي وخارجي بميزانية فلكية , له السلطة على كل السفارات في الخارج , ويتابع المعارضين في كل مكان , وما جرى للشاعر العراقي مظفر النواب من محاولات ألاختطاف في الخارج هي من ألامثلة على ذلك , ومن ألامثلة كذلك ماقامت به عناصر المخابرات التابعة للسفارات من محاولة أغتيال السيد محمد السويج وهو من أصدقائنا المعممين وقد كان يصلي في تايلاند , حيث دخل عليه رجل مخابرات من جهاز البعث الصدامي ” جهاز التصفيات ” وأطلق عليه عيار مسدس كاتم للصوت وهو ساجد يصلي فأصابته الطلقة في مؤخرة رأسه وخرجت من أسفل فكه ألاسفل , ثم أردف بأطلاقة على موضع القلب فحشرحت ألاطلاقة , وهرب منفذ عملية ألاغتيال الذي كان ينتظره رفيق له على عجلة موتور سيكل وهربا من مكان الحادث , ونقل السيد الى المستشفى , وخرج بعد أيام معافى وقد زارني في مقر أقامتي في الخارج بعد شهر من تعرضه لحادث ألاغتيال وهو في تمام الصحة مما أعتبرت تلك الحالة من النوادر ؟
3- وسجون النساء كانت تجري فيها الممارسات التي لايمكن أن يقوم بها من له خلق أو قلب بشري , ومشاهد تعليق الحوامل منهن بالسقوف وهن مقلوبات حتى يتعرضن لآسقاط ألاجنة في بطونهن ويتركن ينزفن وألاجنة تتدلى بالحبل السري الى ألارض حتى يفارقن الحياة , أما اللواتي تعرضن للآغتصاب داخل السجون فلهن قصص تشيب الرأس ؟ ولقد شهد مستشفى العلوية للولادة في بغداد ولادات كثيرة للكثير من السجينات والتي ظل ألاطفال المولودون بدون قيد سجل رسمي حتى غادر البعض منهن تلك السجون بأحكام العفو التي كانت تصدر بصورة أرتجالية مسرحية لتوحي للناس بأن هناك شيئا من القانون؟
4- ومسلسل الرعب طال الجميع لم يسلم منه حتى الحزبيين البعثيين , بل وحتى القياديين منهم وأحداث التخلص من القيادات الحزبية غير المرغوب بها كثيرة ومنها حوادث فتح براغي عجلات سيارة من يريدون التخلص منه دون علمه , حتى أذا قاد سيارته وهو ثمل كالعادة ” سكران ” فتتدهور السيارة وتنقلب ويفارق الحياة بحادث سيارة مؤسف ؟ والحفلة الجماعية لقتل القيادات البعثية غير المرغوب بها عام 1979 والتي جرت أمام شاشات التلفزيون هي من حفلات صناعة الرعب والتي راح ضحيتها عدنان الحمداني , وعبد الحسين مشهدي ومحمد عايش وأخرون ؟
أما مسلسل ألانحلال الخلقي فكان قائما على ممارسات مخطط لها بمنهجية تجتث القيم ألاخلاقية من خلال كل من :-
1- مجندات الجيش الشعبي
2- الخفارات الحزبية المختلطة في مقرات الحزب
3- عملية تكريم ألاب الذي يقتل أبنه الذي يمتنع من الذهاب للحرب ؟
4- عمليات تكريم ألابن الذي يشي بوالده الذي لايحب صدام حسين ؟
5- جعل الجار يتجسس على جاره ويكتب التقارير عن أبناء محلته
6- جعل الموظف يتجسس على زميله الموظف ويكتب عنه التقارير
7- جعل أبن العشيرة يتجسس على أفراد عشيرته ويكتب التقارير عنهم
8- جعل سائق التكسي يتجسس على الركاب الذين يستأجرونه
9- أطلاق العنان لآبناء المسؤولين ليمارسوا ألاعتداء على الفتيات دون حساب ؟
10- أصبح عدي صدام حسين صاحب القصص الخرافية في أستباحة ألاعراض والتهتك الآخلاقي
11- أصبحت الجامعات العراقية لاسيما أيام الحصار ألاقتصادي مكانا لنشر الرذيلة والفساد بين بعض الطالبات الاتي أنهارت معنوياتهن أمام ضغط الظروف والحاجة مع وجود نفوس مريضة من بعض ألاساتذة وبعض الطلاب العرب الذين كانوا يتقاضون ” 100 ” دولار من الحكومة العراقية شهريا لقاء أنتمائهم لحزب البعث , فكان البعض من أولئك يستغل يستغل حاجة بعض الفتيات بما يجعلهن عرضة للسقوط ألاخلاقي ؟
12- بدأت المظاهر ألاولى لآنتشار الوهابية التكفيرية في العراق بأشراف من حزب البعث ممثلا بعزة الدوري ورافق هذه الظاهرة ألاغداق المالي على العناصر الوهابية الذين راحوا يغرون بعض المراهقين من أصحاب الحاجة أيام الحصار ألاقتصادي بدفع رواتب لهم تصل الى ” 100 ” دولار شهريا من أجل كسبهم وكان هذا المبلغ مغريا في تلك ألايام ؟
وهكذا أستكمل أنقلاب 17- 30- تموز كل مراحل ألانحلال ألاخلاقي , مثلما أستكمل كل دورات صناعة الرعب , فأنتج ذلك نماذجا كسيحة تعاني من أنهيار القيم مثلما تختزن الخوف من كل شيئ ؟ وهذه الظاهرة لازلنا نعاني من أثارها لآننا لم نواجهها بمشاريع تنموية على مستوى الحالة البشرية وأنشغلنا بمظاهر سطحية غلب عليها التكالب على السلطة ونسينا أن السلطة الناجحة لاتقوم ألا على جودة المادة البشرية وعنصرها ” ألانسان ” الملتزم بقضايا شعبه ووطنه
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]