2 ديسمبر، 2024 7:33 م
Search
Close this search box.

مغربية ساعدت 500 لاجئ في إسبانيا : سأغلق هاتفي بعد انتهاء الحرب في سوريا

مغربية ساعدت 500 لاجئ في إسبانيا : سأغلق هاتفي بعد انتهاء الحرب في سوريا

كتبت – آية حسين علي :         

ساعدت “سعاد بن خضور”، سيدة مغربية تقيم في إسبانيا، 500 لاجئ فروا من سوريا وفلسطين والعراق وبنغلاديش، لذا تحول هاتفها إلى “سنترال” يتلقى اتصالات مئات اللاجئين في إسبانيا.

البداية.. من محادثة هاتفية بالصدفة..

قالت بن خضور، البالغة من العمر 53 عاماً لصحيفة “البايس” الإسبانية، إن أول إمرأة قدمت لها المساعدة جاءت من سوريا ومعها 3 أبناء، في أيلول/سبتمبر 2015، إذ أنها تلقت اتصالاً من أحد جيرانها كي تترجم ما تقوله تلك السيدة السورية، بينما كانت في طريقها إلى مدينة شقوبية بمنطقة قشتالة وليون، مع عائلتها.

ومن خلال المحادثة تعرفت سعاد على السيدة أكثر وعرفت أنها تدعى “فيروز” واكتشفت أن هناك عشرات اللاجئين ينامون في الحديقة التي تقع أمام موقف “مينديز ألفارو” المخصص للحافلات، وأنه جاري الترتيب لإلقائهم في الشارع.

وكانت في هذه الفترة قضية اللاجئين قد وصلت إلى ذروتها في أوروبا، وظل مئات الآلاف من السوريين يطرقون أبواب الحدود الأوروبية للسماح لهم بالدخول والنجاة من الحرب. وقرر كثير منهم المضي بعيداً عن أرضهم، عبر “تونس والجزائر والمغرب ومليلية”، لكن كانت إسبانيا بالنسبة لأغلبهم مجرد دولة يمرون من خلالها.      

وبعدما تمكنت السيدة المغربية من مساعدة فيروز على السفر إلى فرنسا وأوجدت لها مكاناً للسكن، أخبرتها بأنها مستعدة لمساعدة كل من يحتاج إلى العون، ومن هنا بدأت سلسلة من المساعدات قدمتها بن خضور للمهاجرين العرب في إسبانيا.

خط ساخن للمساعدة..

قالت للصحيفة “منذ ذلك اليوم بدأت اتلقى 20 أو 30 اتصالاً هاتفياً يومياً”.

وخصصت مئات المنظمات غير الحكومية تبرعات لمساعدتهم، كما ساهم مواطنون عاديون، مثل “بن خضور” في ذلك.

يذكر أن 2.975 مواطناً سوريا طالبوا اللجوء إلى إسبانيا خلال عام 2016، بينما طالب أكثر من 300 ألفاً اللجوء في بلدان أخرى بالاتحاد الأوروبي، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاءات التابع للاتحاد “يوروستات”.

تجسدت حياتها الشخصية في تجارب اللاجئين..

كان هناك خيط يربط بين قصص الأشخاص الذين ساعدتهم وقصتها الشخصية، فروت للصحيفة أنها لم تستطع العيش بالحرية التي أرادتها في مدينة “الحسيمة” المغربية حيث ولدت.

وتابعت “كنت أريد العيش بدون حدود.. بنجاحاتي وفشلي.. وكنت أحلم دائماً بالسفر إلى بلد ليبرالي حيث يتمكن النساء من اختيار طريقة حياتهن، وعندما وصلت إلى إسبانيا وكان عمري 38 عاماً شعرت بالحرية”.

وشعرت بن خضور بأنها وصلت إلى هدفها في إسبانيا، بعدما مرت بما مرت به عائلة الطفل السوري “ألان كردي”، التي فرت من الأحداث.

عندما خرجت من سوريا كانوا 14 شخصاً من نفس العائلة، وفي الطريق تعرضوا للاختطاف مرتين وعندما وصلوا إلى أوروبا تبقى الأب فقط الذي يدعى “أحمد” وواحدة من بناته.

والآن يتواصلون معها من مكان آمن عبر تطبيق “واتساب” من وقت لآخر ليطلعوها على أوضاعهما.

إنشاء شبكة عنقودية للمساعدات..

باتت سلسلة المساعدات مستمرة، فاللاجئ الذي يحصل على المساعدة من المرأة المغربية يجب عليه دعم لاجئ آخر.

وأوضحت بن خضور: “سأشرح لكم.. عندما يصلون إلى مقصدهم النهائي، يجدون من يستقبلهم هناك، ويكون عليهم أن يفعلون الشئ نفسه مع آخرين في المستقبل”.

وتعتبر منظمة “الصليب الأحمر” أيضاً ضمن الدائرة، فتقوم بالاتصال بـ”بن خضور” عندما تخرج سيارة تقل لاجئين من مدينة “غرناطة” الواقعة بمقاطعة “أندلوسيا” إلى العاصمة “مدريد”، وهو الشئ نفسه الذي تفعله شركة “ألزا” للشاحنات، عندما يصل لاجئ وتحتاج إلى من يترجم كلامه، لذا فهاتفها لا يتوقف عن الرنين.

المساعدات تسبب لها خلافات أسرية..

لكن قيامها بتخصيص وقتها بالكامل لمساعدة اللاجئين سبب لها خلافات مع أسرتها، وقال لها زوجها: “عندما تكونين في موقف الشاحنات فإنكِ خارج المنزل وحتى عندما تعودين يظل تفكيرك في اللاجئين”.

وكانت تذهب طوال الأسبوع إلى الموقف ويرن هاتفها طوال اليوم، حتى عندما تغلقه تستقبل مئات المكالمات الفائتة عند فتحه.

وأشارت قائلة: “لم استطع إعادة الاتصال بكل من اتصل بي، لكنني توصلت إلى أن علي القيام بذلك بجانب الاندماج مع عائلتي”.

وبعد فترة قل عدد الاتصالات التي تتلقاها بسبب الاتفاق الذي عقده الاتحاد الأوروبي مع تركيا، في آذار/مارس 2016، لخفض عدد المهاجرين الذين يتمكنون من دخول أوروبا بشكل كبير.

كما أن أعداد اللاجئين في موقف “مينديز ألفارو” انخفض بعدما كان يقدر بالمئات وأصبح 50 شخصاً فقط يومياً، وتوقفت سعاد الآن عن الذهاب، لكنها  لا تزال تتلقى الاتصالات الهاتفية، وتقوم بالترجمة وتنسيق الإقامة وتساعد كل من يحتاج إلى المساعدة.

وأكدت للصحيفة “لم أندم على منح هذه القضية وقتي وحياتي”.

وتقول المرأة، التي حتى الآن لا تعتبر نفسها ناشطة، إنها تشعر بسعادة تغمرها عندما تساعد الآخرين، فإنها تساعدهم بدافع الغريزة وباستقلالية تامة.

ورغم أنها تمكنت من مساعدة المئات إلا أنها تفكر أن كان بإمكانها مساعدة المزيد.

وهذه الشكوك تجتاحها، لكن بمجرد تلقي رسالة صوتية على هاتفها محتواها: “السلام عليكم يا سعاد، نحتاج مساعدتك”، ترد أتوماتيكياً.

وصرحت للصحيفة: “سأغلق هاتفي عندما تنتهي الحرب في سوريا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة