1- تمـّر اليوم الذكرى السنوية لثورة 14 تموز / 1958 .. والحديث عنها لابد ان يقترن بالحديث عن زعيمها عبد الكريم قاسم رئيس وزراء الجمهورية العراقية وقتها .. والحديث عنه لابد أن يقترن بالحديث عن شمائله وصفاته وبساطته .. وأهم صفة أمتازَ بها الشهيد عبد الكريم قاسم طوال فترة حكمه التي لم تتجاوز الخمسة سنوات .. هي نزاهــتهُ ونظافة يده وبساطته وحـُبه للناس عموماً والفقراء منهم بشكل خاص .. وعندما يجري الحديث عن نزاهة المسؤولين يقفز أســمهُ الى الذهن مباشرة .. كان عفيف اليد ، زاهداً بمظاهر الترف والفخفخة الفارغة .. كان رحمه الله يعتبر أن المال العام أمانة في عنقه لا يحق له التصرّف به في غير موضعه القانوني والصحيح .. كان يعتبر نفسه للعراقيين جميعاً لذلك كان عندما يـُصلـّي يــُغلق الباب عليه لئلا يعرف أحد على أي مذهب يـُصلي ، على مذهب والده الســُني أم والدته الشيعية ..! ينام على الأرض في مكتبه بوزارة الدفاع .. و يتناول طعامــه الذي تــُعدّه له شقيقته بالسفرطاس .. ولمن لا يعرف السفرطاس فهو ( حاويات صغيرة من الفافون مربوطة مع بعضها عمودياً بمشبكيـّن من نفس الفافون، تتكون عادة من ثلاثة الى أربعة حاويات ) .. ولم يكن رحمه الله من أصحاب الموائد والولائم الباذخـة ..! وسيبقى سفرطاس الزعيم رمزاً للبساطة والـزهد والتعفف .. كم نحن بحاجة الآن الى زعيم عراقي بهذه المواصفات .. وكم نحن بحاجة لتخليده رمزاً للأستقامة والنزاهة .
شبكة الأعلام العراقي أعلنت عن مسابقة لعمل نــُصب له .. هذا شئ جيد .. لكنها حـددت قيمة الجائزة للعمل الفائز بـثلاثة ملايين دينار عراقي فقط .. في الوقت الذي صـُرفَ على حفلة ( القدّيسة) مادلين مطر بمناسبة عيد الصحافة ملايين الدولارات .. ونـُقلت الخاتون بطائرة عسكرية مروحية من مطار بغداد الى المنطقة الخضراء ..!!
يقول الرسول الكريم (ص) : ينقطع ذكر المرء ألاّ من ثلاث : صدقة جارية .. وعلمّ يـُـنتـَفع به .. وولد صالح يدعوا له.
سيبقى التاريخ يذكر الزعيم قاسم عنواناً للنظافة .. وسيبقى يذكرُ نقيـضـَـه عنواناً للقـذارة ..!
2- من المواقف التي تـُذكر بفخر للزعيم عبد الكريم قاسم .. هو موقفه من تعيين العالم العراقي ( الصابئي ) عبد الجبار عبد الله .. عندما أعترض عدد من المسؤولين ورجال الدين على تعيينه كأول رئيس لجامعة بغداد بعد الثورة باعتبار أنه من الديانة الصابئية .. اجابهم الزعيم : وهل نحن بصدد تعيين أمام جامع .. أم رئيس جامعة …؟ أسألوني عن علمه وكفاءته وماذا يستطيع أن يـقدّم للجامعة ..!!
ولد الدكتور العالم عبدالجبار عبدالله في مدينة قلعة صالح بمحافظة ميسان 1911 .. ودخل المدرسة الابتدائية الاولى التي افتتحت في قضاء قلعة صالح 1917 واكمل دراسته الابتدائية بواقع خمس سنوات نظرا لتفوقه الدراسي ومستواه العلمي ، ثم انتقل بعدها الى بغداد حيث درس في الاعدادية المركزية للاعوام (1928-1932) وتشير نتائجه الدراسية في الثانوية الى تفوقه على العديد من زملائه رغم بعده عن الاهل والاصدقاء في محافظة ميسان ، رشحته هذه النتائج الى بعثة دراسية في الجامعة الامريكية ببيروت لدراسة الفيزياء والحصول على شهادة البكلوريوس فيها. ثم سافر الى الولايات المتحدة لنيل شهادة الدكتوراه … بعدها عمل في مجالات عديدة .. واستطاع هذا العالم الجليل قبل سواه من العلماء من ايجاد طريقة رياضية تمكن الارصاد الجوي الارضي من ان يتنبأ بهبوب العواصف وطريقة سيرها وسرعة حركتها و اتجاهاتها قبل وقت من وصولها مما اتاح المجال للانذار المبكر لتجنب الكثير من الكوارث لهذا تشهد الصحف الامريكية الصادرة في تلك الفترة بدوره العلمي الكبير واستطاع بعد حصوله على الدكتوراه عام 1944حتى العام1963 من نشر اكثر من 26 بحثا علميا باللغة الانكليزية نـُشرت كلها في مجلات علمية مرموقة.. كما رشحته جامعة نيويورك كباحث مرموق لديها … رحم الله عالمنا العراقي الجليل .
3- من المشاكل الرئيسية التي تواجه أصحاب المركبات في بغداد والمحافظات .. هي مشكلة أماكن أيقاف مركباتهم أو ما تسمى بالكراجات .. وهي مشكلة حقيقية تـُسبب مشاكل كثيرة للناس وقد تؤدي في بعض الأحيان الى مشاجرات وعراك .. حيث يحتار المرء أين يركن سيارته أذا ما أراد التبضّع أو مراجعة دائرة حكومية أو عيادة طبيب .. أو ما شابه .. وبموازاة هذه القضية برزت ظاهرة تحوّيل معظم الأرصفة الى كراجات فوضوية تــُسـتــَغل من قبل بعض العاطلين والشقاوات وبالتنسيق مع مفرزة الشرطة أو دورية المرور أو نقطة تفتيش للحرس الوطني حيث يجنون من جرّاء ذلك أرباح مجانية ( بلاش) وبدون أي جــُهد ..!!.. في غياب أي تصرّف أو أجراء من الدوائر المعنية .. وتفادياً لهذه المشكلة لجأ الكثيرون الى ترك سياراتهم الشخصية في البيت أو في أماكن العمل ثمّ تأجير التاكسي او ركوب الكيـّات لأنجاز أشغالهم .. سبب المشكلة الأول هو الوضع الأمني والأحترازات الأمنية بالطبع .. ولكن السبب الآخر هو غياب أي خطة لمعالجتها أو التفكير بوسائل وأجراءات لتخفيف هذا العبء على المواطنين .. وأنا في الحقيقة مندهش لتجاهل هذه القضية من قبل أمانة بغداد أو بلديات المحافظات أو البرلمان أو الحكومة واجهزتها الأمنية والفنية رغم أنها تؤرق المواطن وتــُعطـّـلهُ و ( تــُضيـّع وقته ..! ) على أفتراض خيالي أن وقت المواطن وراحته هي محط أهتمام الأجهزة الحكومية ..! خصوصاً أن هذا المواطن هو نفسه الذي يتحوّل الى ناخب في مواسم الأنتخابات السعيدة ..! والمعالجة لها ليست صعبة .. فبدلاً من زرع أنحاء بغداد والمحافظات بالمولات ( مراكز التسوّق الكبيرة ) .. نزرع مكانها عمارات وقوف للسيارات على غرار عمارة السنك أو الباب الشرقي ..! لماذا تمنح هيئة أستثمار بغداد وهيئات المحافظات وأمانة بغداد أجازات أستثمار لبناء هذه المولات بدلاً من أرغام المستثمر على أستخدام قطعة الأرض الممنوحة له لبناء مواقف للسيارات بطريقة البناء العمودي .. وبالمناسبة مثل هكذا عمارات لا تحتاج الى مساحات كبيرة ولا تحتاج الى أستثمار أموال كبيرة .. بينما بالمقابل مواردها كبيرة وبالتالي أرباحها كبيرة ..!! وأخيراً نسأل الجهات المعنية : أيهما له الأولوية في منح أجازات الأستثمار عمارات وقوف السيارات أم المولات ..؟ وهل البلد والمواطنين بحاجة الى مولات الآن ..؟
————————–
* يقول فيلسوف العراق الكبير محروم المظلومــي : الوقت كالثور … أن لم تـنطحــُه نـَطـَحــَك .
* سـَئل صبي والده : بابا شنو الفرق بين ( القضاء والقدر ) وبين ( المـُصيبة ) ..؟
أجابه والده : يعني مثلاً لو ذهبنا جميعاً في سفرة الى البحر .. ونــَزلـَت أمـّك الى البحر وغرقت وماتت .. فهذا قضاء وقدر .. أما المـُصيبة فأنها تطلـَع تــُعرف تسبـَح ..!!
[email protected]